اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

استمع لقصيدة "صَرَمتِ حِبالَكِ بَعدَ وَصلَكِ زَينَبُ" للشاعر صالح بن عبد القدوس

 
ما زال موقع يافا 48 مستمر معكم في نشر مختارات من أجمل القصائد، مع مقاطع جوية ساحرة لمدينة يافا، وهذه المرة نستمع لقصيدة "صَرَمتِ حِبالَكِ بَعدَ وَصلَكِ زَينَبُ" للشاعر صالح بن عبد القدوس والتي يقول فيها: 
 
 
 
صَرَمتِ حِبالَكِ بَعدَ وَصلَكِ زَينَبُ
وَالدَهرُ فيهِ تَصَرُّمٌ وَتَقَلُّبُ
 
نَشَرَت ذاوئِبَها الَّتي تَزهو بِها
سوداً وَرَأسُكَ كَالنَعامَةِ أَشيَبُ
 
وَاِستَنفَرَت لَما رَأَتكَ وَطَالَما
كانَت تَحِنُّ إِلى لُقاكَ وَتَرهَبُ
 
وَكَذاكَ وَصلُ الغانِياتِ فَإِنَّهُ
آلٌ بِبَلقَعَةٍ وَبَرقٍ خُلَّبُ
 
فَدَعِ الصِبا فَلَقَد عَداكَ زَمانُهُ
وَاِزهَد فَعُمرُكَ مِنهُ وَلّى الأَطيَبُ
 
ذَهَبَ الشَبابُ فَما لَهُ مِن عَودَةٍ
وَأَتى المَشيبُ فَأَينَ مِنهُ المَهرَبُ
 
ضَيفٌ أَلَمَّ إِلَيكَ لَم تَحفَل بِهِ
فَتَرى لَهُ أَسَفاً وَدَمعاً يَسكُبُ
 
دَع عَنكَ ما قَد فاتَ في زَمَنِ الصِبا
وَاُذكُر ذُنوبَكَ وَاِبكِها يا مُذنِبُ
 
وَاِخشَ مُناقَشَةَ الحِسابِ فَإِنَّهُ
لا بُدَّ يُحصي ما جَنَيتَ وَيَكتُبُ
 
لَم يَنسَهُ المَلَكانِ حينَ نَسيتَهُ
بَل أَثبَتاهُ وَأَنتَ لاهٍ تَلعَبُ
 
وَالرُوحُ فيكَ وَديعَةٌ أَودَعتُها
سَنَرُّدها بِالرَغمِ مِنكَ وَتُسلَبُ
 
وَغَرورُ دُنياكَ الَّتي تَسعى لَها
دارٌ حَقيقَتُها مَتاعٌ يَذهَبُ
 
وَاللَيلَ فَاِعلَم وَالنهارَ كِلاهُما
أَنفاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحسَبُ
 
وَجَميعُ ما حَصَّلتَهُ وَجَمَعتَهُ
حَقّاً يَقيناً بَعدَ مَوتِكَ يُنهَبُ
 
تَبّاً لِدارٍ لا يَدومُ نَعيمُها
وَمَشيدُها عَمّا قَليلٍ يُخرَبُ
 
فَاِسمَع هُديتَ نَصائِحاً أَولاكَها
بَرٌ لَبيبٌ عاقِلٌ مَتَأَدِّبُ
 
صَحِبَ الزَمانَ وَأَهلَهُ مُستَبصِراً
وَرَأى الأُمورَ بِما تَؤوبُ وَتَعقُبُ
 
أَهدى النَصيحَةَ فَاِتَّعِظ بِمَقالِهِ
فَهُوَ التَقِيُّ اللَوذَعيُّ الأَدرَبُ
 
لا تَأمَنِ الدَهرَ الصَروفَ فَإِنَّهُ
لا زالَ قِدماً لِلرِجالِ يُهذِّبُ
 
وَكَذَلِكَ الأَيّامُ في غَدَواتِها
مَرَّت يُذَلُّ لَها الأَعَزُّ الأَنَجَبُ
 
فَعَلَيكَ تَقوى اللَهِ فَاِلزَمها تَفُز
إِنَّ التَقِيَّ هُوَ البَهِيُّ الأَهيَبُ
 
وَاِعمَل لِطاعَتِهِ تَنَل مِنهُ الرِضا
إِنَّ المُطيعَ لِرَبِّه لَمُقَرَّبُ
 
فَاِقنَع فَفي بَعضِ القَناعَةِ راحَةٌ
وَاليَأسُ مِمّا فاتَ فَهوَ المَطلَبُ
 
وَإِذا طَمِعتَ كُسيتَ ثَوبَ مَذَلَّةٍ
فَلَقَد كُسِي ثَوبَ المَذَلَةِ أَشعَبُ
 
وَتَوَقَّ مِن غَدرِ النِساءِ خِيانَةً
فَجَميعُهُنَ مَكائِدٌ لَكَ تُنصَبُ

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
ولا أروع....
بسمه - 25/03/2022
رد

تعليقات Facebook