اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

اللد: اللجنة الشعبية تطالب القيادة القطرية لإعادة البناء السياسي ومؤتمر إنقاذ وطني

 
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى كل الرسل والمرسلين وعلى اله وصحبه وسلم.
 
بداية اسمحوا لي، باسم اهل اللد جميعاً شيبا وشبانا، رجالا ونساءً، كباراً وصغاراً،  ان ارحب بكل الحضور فرداً فرداً كلٌ باسمه ولقبه ونقول لكم بارك الله في سعيكم وفي جهودكم وفي مشاركتكم لنا في احياء الذكرى الأولى لهبة الكرامة.
 
ثم اسمحوا لي ان نترحم على كل شهداء شعبنا الفلسطيني في كل مكان،  الذين رووا هذه الأرض الطاهرة بدماءهم الزكية.
 
وفي هذه اليوم العصيب، يوم تشييع جثمان شهيدة الكلمة الحرة، التي روت بدماءها الطاهرة تراب الوطن، والتي لقيت ربها  وهي تنقل حقيقة ما يجري من جرائم اسرائيلىة الى العالم، لقيت ربها وهي تحاول بكل ما اوتيت من قوة الكلمة ان تطرق اذان العالم لتنقل صوت وآلام وآهات المظلومين والثكلى والارامل واليتامى والمكلومين، وحاولت ان تقشع الغباش عن العيون لتظهر الحقيقة التي أراد الاحتلال واعوانه ان يغطوها بزيفهم.
 
لقد لقيت ربها وهي شامخة. وسجلت اسمها في سجل العظماء ووضعت بصمتها في سجل الخالدين، تغمدها الله الكريم الرحيم، العليم بحالها، برحمته الواسعة.
 
كانت تختم تقاريرها بعبارتها العظيمة وتقول" معكم شرين أبو عاقلة من فلسطين"  واليوم نحن نختم اقوالنا ونقول لك " معك يا شرين كل الشعب الفلسطيني".
 
ثم اسمحوا لي، باسمكم جميعا، ان احيي الشيخ يوسف الباز المعتقل الان في سجون الظالمين لا لسبب الا لأنه انتصر  للمسجد الأقصى المبارك في ظل الهجمة الشرسة التي تعرض لها على يد قوات الاحتلال في شهر رمضان المبارك. لقد اطلقوا الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والغاز على المصلين الامنين في اقدس مقدساتنا وفي اقدس أيامنا.
 
الشيخ يوسف يدفع ثمن الكلمة الحرة ويدفع ثمن حماية الرواية الحقيقية للاحداث الجارية في الأقصى ويدفع ثمن حماية الوعي من تسلط الروايات والمناهج المزيفة.
 
الاهل الكرام،
انها هبة الكرامة والثبات والصمود في وجه الظلم والعنتريات السلطوية، وهبة الكرامة والثبات والصمود في وجه المليشيات اليهودية الإرهابية التي تربت في دفيئات الإرهاب والكراهية في مستوطنات الضفة الغربية.
 
ان هذه الذكرى، تحمل من الألم والوجع الشيء الكثير.  فيها ارتقى الشهداء، الشهيد موسى مالك حسونه من اللد، والشهيد محمد كيوان من ام الفحم، والكثير من الشهداء من أبناء شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة والقدس المباركة وغزة المحاصرة.
 
لقد قامت هذه المليشيات الإرهابية اليهودية باطلاق النار والاعتداء على أهلنا، وأصيب المئات ان لم يكن الالاف، واعتقلت شرطة المليشات، من أهلنا في الداخل الفلسطيني ما يقرب من ثلاثة الاف معتقل في كل بلادنا، وحوكم المئات بتهم مفبركة في محاكمات صورية، وسجلت خسائر في الممتلكات من حرق للسيارات والبيوت والاعتداء  على الحرمات.
 
ولكن، وبالرغم من كل هذا الألم والوجع والخسائر والتضحيات، الا ان هذه الهبة تحمل معاني الصمود والثبات والعزة والكرامة امام موجة المخططات الإرهابية للسلطات الرسمية التي كانوا يخططون ان يمرروها علينا وخاصةً في المدن الساحلية التي تسمى مختلطة.
 
لقد بعثت فينا هذه الهبة؛ هبة الكرامة الامل من جديد وأحيت فينا الهمم، وأحيت فينا المعنى الخالد، أن الحق لا بد ان ينتصر وان الباطل لا بد ان يزول.  
 
في هذه الهبة اختارت السلطات الإسرائيلية الرسمية، بكل اذرعها، الحكومية، والأمنية، والمخابراتية، والشرطة، والقضائية، والجهات السياسية، ووسائل الإعلام الإسرائيلية الرسمية، لقد اختاروا الانحياز الى أيديولوجية المليشيات الإرهابية اليهودية ووضعوا كل إمكاناتهم في خدمة هذه المليشيات.  لذلك فاننا نعلنها وبكل وضوح لن ننسى ولن نغفر.
 
لقد تعرض العرب في مدينة اللد في السنة الماضية (10.5.2021) الى هجوم ممنهج من طرف المليشيات اليهودية التي أتت من المستوطنات للإعتداء على العرب وعلى ممتلكاتهم. هذا الاعتداء كان بدعم من أعضاء يهود في بلدية اللد وعلى رأسهم رئيس البلدية المدعو يائير رفيفو. لقد وضع كل إمكانات البلدية في خدمة هذه المليشيات، وتسبب ذلك في استشهاد الشهيد موسى حسونة واصابة العديد من الشباب. هذا العدوان على العرب كان مخططاً له اطراف حكومية وبلدية وامنية واستعملوا هذه المليشيات في سبيل تمرير مخططاتهم السوداء في اقتلاعنا وترحيلنا من هذه المدن.
 
لذلك فاننا نؤكد ما يلي:
اولاً: تقديم القتلة المجرمين الذين قتلوا الشهيد موسى حسونة للمحاكمة ومعاقبتهم بأشد أنواع العقوبة حتى يشكل ذلك رادعاً للمجرمين الاخرين الذين يتجولون بيننا في هذه الأيام والذين يخططون لجرائم أخرى علينا.
كما ونطالب تقديم كل من كان له دور في اغلاق ملف التحقيق ومساعدة المجرمين على الإفلات من العقوبة، الى المحاكمة وعلى راسهم وزير الامن الداخلي امير اوحنا وكل من حرض على العرب وعلى وجودهم في هذه البلاد، ورئيس البلدية ونائبه ومدير عام البلدية وانتهاء باخر مجرم ضغط على الزناد.
 
ثانياً: التوقف الفوري عن السياسات العنصرية التي تستهدف الوجود العربي وتسعى الى تهديده. والكف وبشكل فوري عن ممارسة نظام الفصل العنصري ( الابرتهايد) بنسخته الإسرائيلية. هذا النظام فشل في كل مكان في العالم وسيفشل بإذن الله ايضاً هنا.
 
ثالثاً: اننا نتوجه لكم يا أهلنا في مدينة اللد وفي المدن الساحلية بشكل أساسي ( اللد الرملة يافا حيفا وعكا) ان تقفوا عند مسؤولياتكم في حماية وجودكم ومستقبل ابناءكم في هذه المدن. لان القوم يتربصون بكم وهناك المخططات الكثيرة الموجودة الان في أروقة الساسة الاسرائيلين التي تستهدف الوجود العربي بسياسات خنق الوجود وثولاً الى مخططات التهجير. كونوا على قدر من الاطلاع واليقظة والوعي لمواجهة مخططات اقتلاعكم من هذه المدن الاصيلة.
 
نحن طلاب حياة كريمة عزيزة تحفظ لنا حقوقنا الإنسانية، نحن احرار كما ولدتنا امهاتنا، ولن نكون عبيداً الا لله ولن نركع الا لله، ولن نقبل أي تهديد لوجودنا ولمستقبل ابناءنا في هذه المدن، وسنقف سداً منيعاً امام كل السياسات الفاشية حتى نفشلها بعون الله عز وجل.  
 
رابعاً: رسالتي الى القيادة القطرية لشعبنا الفلسطيني في الداخل نقول لكم لا تتركونا لوحدنا نواجه كل هذا الظلم. ونتمنى عليكم تنظيم وتشكيل البناء السياسي الجمعي في الداخل بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الخطيرة التي نعيشها في هذه الأيام. لذالك فانني وباسم كل أهلنا ندعوكم، وبشكل فوري وبدون تأخير، الى عقد مؤتمر انقاذ وطني لكل الطيف السياسي في الداخل لبناء منظومة سياسية قادرة على حماية الحقوق ومواجهة مخططات الاقتلاع. أتمنى ان لا نتأخر في ذلك والا، لا سمح الله، سوف تلعننا الأجيال القادمة وتتهمنا بالتقصير وبضياع الحقوق.
 
خامساً: رسالتنا الى اليهود سكان مدينة اللد، اريد ان اكشف لكم الحقيقة التي يحاول رئيس البلدية والنواة التوراتية حجبها عنكم. انهم يريدون منكم ان تكونوا وقوداً لمعارك وهمية مبنية على الكراهية والإرهاب والعنصرية، وما هذا التوتر الذي يسود المدينة، والذي تشعرون به الا نتاج السياسات الغبية، التي يقودها هؤلاء الاغبياء المتطرفون، المبنية على الجهل بسنن الله في هذا الكون.  
 
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
تحريراً اليوم 12 شوال 1443ه وفق 13.5.2022
المحامي خالد زبارقه رئيس اللجنة الشعبية في مدينة اللد
 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

تعليقات Facebook