اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

مقال: وقل اعملوا فسيرى اللهُ عملكُم ورسولُهُ والمؤمنون " بقلم/ عبد القادر سطل

 

هو نداء من المفروض أن يكون موجهاً لكل إنسانٍ مؤمنٍ على وجه الأرض, نداء ربّاني يقول للإنسان المؤمن:" لا تقف وقفة المتفرج , فهناك من يأمرك أن تفعل , أن تؤدي واجبك نحو الله والمجتمع , نحو بيتك وأسرتك نحو جيرانك أن تدرك ما يدور حولك" , هذا الإدراك سيقودك لفعلٍ ما قد تغيّر من خلاله  الواقع الذي تعيشه بدلاً من السكون وانتظار القدر. الواقع الذي نعيشه في يافا لم يعد يحتمل الانتظار والجلوس في البيت إلى أن تصل الجرّافات أو أوامر الإخلاء أو مستثمر يهودي يدفع لك مبلغاً من المال لترحل ...


مسلسل كانت بدايته مع نكبه عام 48 وما زال مستمرا حتى يومنا هذا فالصورة أمست جلية وواضحة لا التباس فيها . أنت أيها العربي الصامد على أرضك وفي بيتك في يافا مستهدف !! هناك من يؤرق نومَه وجودك ,  ويعمل جاهدا ليل نهار لإخراجك من بيتك وأرضك .


من يتابع تاريخ مدينة يافا بعد النكبة يكتشف أن هناك مخططا بدأ عام النكبة وما زال مستمرا حتى يومنا هذا. فبعد أن قامت الحركة الصهيونية  بتهجير ما لا يقل عن 96% من سكان مدينة يافا العرب حيث هُجّر ما يقارب أل 116,000 مواطناً عربياً من يافا عبرَ البر والبحر أو استشهدوا على ثرى
الوطن وبقي في يافا ما يقارب الأربعة آلاف مواطن تم تجميعهم في حي العجمي وفرض عليهم  الحكم العسكري إلى أن تم ضم مدينة يافا إلى مدينة تل أبيب بقرار مجحف بحق يافا وأهلها من البرلمان الإسرائيلي في العام 1950.

هذا القرار الذي دمج بين العراقة والتاريخ والحضارة وبين مدينة فتية تكاد تكون حيّاً من أحياء يافا . أمام كل بيت كان يقام في تل أبيب كانت بلدية تل أبيب , وعلى مدى عقود طويلة , تهدم بيوت يافا العربية  والقصور التي بناها أهلنا في يافا قبل النكبة ولم يكن هذا مخططاً اعمارياً بل سياسة موجهة تهدف إلى اقتلاعنا من جذورنا ومحو معالم مدينة يافا التي تحمل تاريخ أكثر من خمسة ألاف عام .


ما بين الأعوام 1970 - 1985 هدمت بلدية تل أبيب يافا في حي العجمي ما يقارب أل 3250 وحدة سكنية عربية وقامت بإخلاء العديد من عرب يافا من حي العجمي  والجبلية , جزء منهم نقل إلى حي النزهة أو إلى ما يسمى بشيكونات العرب في الجبلية وتم تحويلهم من مستأجر محمي إلى مستأجر غير محمي تعمل اليوم الشركة الحكومية( حلميش) على إخراجهم من بيوتهم لأسباب عدة ولكن الهدف من هذه السياسة تهيئة الأحياء العربية المحاذية للبحر لاستقبال الأثرياء من اليهود كما هو الحال في مستوطنة أندروميدا وغيرها من المشاريع السكنية التي تخلو من العرب وهناك من يعمل على أن لا يكون العرب جزءً من هذه المشاريع.


 واليوم يواجه العرب في يافا خاصة والمدن المختلطة عامة موجات من الاقتلاع والتهجير من خلال أوامر الإخلاء وطوابير العملاء والمستثمرين الذين يدفعون أموالاً طائلة لخدمة عملية التطهير العرقي ونقول أن هناك وللأسف من أبناء جلدتنا ممن يساهمون في هذا المخطط أو على الأقل يعرفون عنه ولا يحركون ساكنا لتغيير الوضع المأساوي لأهلنا في يافا .

ليس الهدف من المذكور أعلاه هو كتابة نص إنشائي كما يعتقد البعض وإنما رسالة لا بد من وضعها أمامكم مفادها أننا اليوم نعيش أمام خطر داهم فيافا كالأقصى في خطر ولا بد لنا أن نتخذ موقفاً نعلن فيه عن تجندنا للوقوف أمام هذا الخطر وبكل ما نملك من قوة وضمن ما يسمح به القانون فمن حقنا التظاهر ورفع الشعارات ومن حقنا التوجه للمحكمة للمطالبة بحقوقنا . ومن حقنا أن نقول لا للسياسة العنصرية ضدنا ومن حقنا أن نرفع صوتنا عاليا ليسمعه القاصي والداني.


كل يوم نواجه قرار هدم أو إخلاء , كل يوم تصدر المحاكم في إسرائيل القرارات تلو القرارات ضد أهلنا في يافا وباقي المدن. كل يوم تصدر حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة قرارات عنصرية ضدنا نحن العرب ولا نحرّك ساكنا , ما أن نكتب كلمة حق في موقع ما حتى يخرج من يشكك في الأمر أو يطعن ويتحفظ منه. أنا شخصيا سئمت كلمة وحدة لأنها أمست مصطنعة  خالية من المضمون لا قاعدة لها وأقول بصراحة أن الوحدة التي لا تقف وراءها جماهير شعبنا في يافا أو خارج يافا مرفوضة , وأقول رأيي بصراحة أنه من يعتقد أن إقامة ما يسمى المجلس البلدي هو نداء للوحدة فهو مخطئ والحق هو أن هذا المجلس أقيم لضرب الوحدة في يافا وإحداث شرخ في وحدة الصف التي ينادي بها ويطمح لها الجمهور اليافي . وكان المثال الأخير الوقفة المشرفة لأهلنا في يافا مع الجمعية الأرثوذكسية ضد مستوطنة أندروميدا.


نحن نطمح لوحدة مدعومة من الشعب من الناس وليس وحدة مظاهر تكون مرضية من السلطة. ناقوس الخطر سمع في يافا ليس اليوم ولا بالأمس القريب ولكن منذ زمن طويل وهناك من يحاول أن يشوّه الصورة الحقيقية لما آلت إليه الأمور . المجتمع العربي في يافا يواجه اليوم سياسة ومخططاً يهدف إلى تهديد وجوده في بلده الحبيب يافا والصورة واضحة وجلية للجميع والآن علينا أن نقرر إذا كنا نريد أن نكون ممن يعملون أم ممن ينتظرون قدرهم.  والله شاهد على ما أقول. 


عبد القادر سطل يافا
الرابع من كانون ثاني 2011
 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
وقولوا للناس حسنا يا ويح العرب, استعبدتهم الشعارات.
سعيد سطل ابو سليمان - 09/01/2011
رد
2
الى مهم جداً ماهذا الخلط ؟؟ يبدو أنك لا تعلم شيئاً عن المؤسسات في يافا وتوجّهاتها فالأفضل أن تلتزم الصّمت لأنك لست من يحدد اذا كانت أي مؤسسة تعارض التوجّه الاسلامي أم لا ويبدو أنك محدود الرؤيا ولا ترى أن المخاطر التي تواجهنا لا تفصل ولا تميّز بين مسلم ومسيحي ولا مجال هنا للتحزّب الديني والطائفيّة لأن ذلك "يزيد الطين بلّة " ..
انسان غير طائفي !! - 09/01/2011
رد
3
مهم جدا تدعي يا عبد انك داعي وحدة ولكن داعي الوحدة لا يهاجم الاطراف الاخرى واما المجلس البلدي لم يأتي ليكرس الانقسام الذي كان قائم اصلا في ايام ما كان يسمى اللجنة الشعبية التي حاولت فيها الرابطة ان تهيمن على مجريات الامور ولكن افهم اشي واحد يافا رقم صعب على كل من يعارض التوجه الاسلامي فلتبحث الرابطة عن مكان آخر لتروج فيها أفكارها المستترة خلف "الوطنية"
مؤمن - 08/01/2011
رد
4
المجلس البلدي نداء للوحدة ؟؟!! أولاً , من قال يا أخ عبد أنّ اقامة المجلس البلدي عبارة عن نداء لوحدة الصّف ؟؟!!برأيي اقامة المجلس البلدي هدفها ضرب الوحدة اليافية أو بالأحرى عزل فئات فعّالة وناشطة على الساحة اليافيّة ولها تاريخها المشرّف .. هذ الفئات ليست بحاجة لأي طرف من أجل اثبات مبادئها أو أهدافها . ثانياً من خوّل أعضاء "المجلس" بتمثيل المجتمع اليافي ؟ ثالثاً ماذا يفعل المجلس البلدي أو ماذا فعل من أجل يافا؟؟ يافا التي بحاجة الى أكثر من مجرّد كلام وصور واجتماعات وديماغوغية !!
ليلى - 08/01/2011
رد
5
الوحدة قوّه الوحدة قوّه يا أخوان وعلينا جميعاً العمل على وحدة حقيقيّة صادقة متعالية عن المصالح الشخصية والحزبية . أضم صوتي الى صوت عبد القادر فكفانا تفكّكا وتحزّبا علينا جميعاً تعوحيد صفوفنا من أجل مواجهة المخاطر والمؤامرات التي تهدف الى اقتلاعنا وترحيلنا عن أرضنا !!
منار - 08/01/2011
رد
6
بارك الله فيك بارك الله فيك يا أخ عبد على هذا السرد التاريخي الذي من المهم أن تعرفه الأجيال الشابة في يافا كي تتجنّد من أجل تغيير المستقبل الذي ينتظرنا .
علي - 08/01/2011
رد
7
محتار المقال : 1- مطول جدا ويا ريت يتبع أسلوب التقصير في المقالات والتقليل فخير الكلام ..... 2- أعتقد وبصراحة ان الاخ عبد القادر محق في كلامه والدليل "أين صوت المجلس البلدي" فالمستفيد يلي دعا إليه وليد أبو العافية بالاساس وتناغم مع الشيخ سليمان ورجال الأعمال وقد عرض للجمهور على انه مخلص يافا من ازماتها والعكس صحيح. 3- المجلس البلدي كما كان متوقع له فاشل منذ اليوم الاول لانه جاء ليس من اجل الإصلاح والنوايا الحسنة. 4- إلى الأخ عبد القادر أنت بنفس اسلوبك الذي لا يتغيير ،بكفي من هذا الاسلوب فأنه لا يجدي أبدا ،نحن ما زلنا نسمعك وبنفس نبرة كلامك منذ عشرات السنوات .. 5-متى تكون الوحدة يا عبد القادر وهل هي قريبة؟!
توفيق اليافاوي - 08/01/2011
رد
8
ليشاجا هلمجلس البلدي والله صحيح طيب وين هادا المجلس البلدي هلاء في الماضي ،أصلا اجا عشان يخرب على الرابطة والحركة الإسلامية والجمعية الاورتوزكسية عشانهم اشتغلوا لفترة معينة وجابوا لنا هلمجلس مشان يتصدى للعمل المشترك .ولما خمدت فعاليات الجماعة هدول مات المجلس البلدي
احمد - 08/01/2011
رد
9
أبن يافا يبدو من مقالتك انت تريد ان تقول من رسالتك ان المجلس البلدي المزعوم جاء لذر الرماد في العيون وانا اشاركك في الرأي
محمد - 08/01/2011
رد
10
متابع لك يا عبد يعني انا مش فاهم احنا ما صدقنا تهدا الامور بالبلد بعد الفتن الي كانت مجلس بلدي ولجنة شعبية وبطيخ وشمام ايش انتو بتزهقوش من المشاكل ولا عايشين عليها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بكفينا الي فينا والجماهير الي بتحمي عنها لا تثق باي من القيادات الحالية والناس مع الوحدة ومقال زي هادا اعتقد انه يصب في خانة شرخ الصف وعدم الاتقاء على مصلحة البلد واتقوا الله عاد فينا وبكفي فتن بيافا مش ناقصنا مشاكل وبلاوي
مش فاهم - 08/01/2011
رد

تعليقات Facebook