استشهدت الحاجة "ام خطاب" البالغة احدى شهود أحداث يوم النكبة عام 1948 اثر قصف قطاع غزة
لن نسمع بعد اليوم تلك الكلمات وهذا الحنين وذاك الاشتياق لهذه الحاجة التي حلمت بالعودة إلى مسقط رأسها يافا.
الحاجة ابتهاج دولة أم خطّاب استشهدت في الأسبوع الثالث لغندلاع الحرب على قطاع غزة مع جميع أفراد عائلتها خلال قصف شنته المقاتلات الصهيونية على قطاع غزة.ولم يعلم حتى اللحظة ملابسات القصف الذي طال وعلى ما يبدو مخيم الشاطئ الذي كانت تسكنه الحاجة أم خطاب لكن أخبار تناقلت انها استشهدت عن عمر ناهز 89 عاما .
ما من بيت وما من متابع لأحداث النكبة إلا وقد استمتع من حلو كلام الحاجة أم خطّاب بلسانها الذي كان يقطر حلاوة في حب يافا واشتياقا في العودة إلى مسقط الرأس وقد روت لنا تفاصيل هجرتها من يافا بحذافيرها.
تروي الحاجة ام خطاب (89 عاما) قصة احتلال الأراضي الفلسطينية بكامل تفاصيلها وما جرى على الشعب الفلسطيني في يوم النكبة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني حين كانت طفلة صغيرة.
وتؤكد هذه السيدة الفلسطينية أنه سيأتي اليوم الذي سنرجع فيه نحن كشعب فلسطيني، حتما إلى فلسطين وسينتهي احتلال الكيان الغاصب لأرض فلسطين وهنا ترفع مفتاح مكتوب عليه: "حتماً سنعود"، في دلالة واضحة على تمسك الكبار والصغار من الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أراضيهم التي شردوا منها على يد المجرمين الصهاينة.
ما ان تتناهى إلى مسامع الحاجة ابتهاج دولة (89 عاما) كلمة يافا حتى تمتلئ عيناها بالدموع، ويبدأ لسانها بالنشيد "مالك يا فلسطين حزينة! لا فيك فرحة ولا زينة".
يافا، بلد البرتقال والذكريات الجميلة بالنسبة لدولة، قبل أن تعاصر النكبة وتصبح لاجئة في مخيم الشاطئ بقطاع غزة، بعد أن احتلت العصابات الصهيونية يافا عام 1948، وكانت حينها في الـ14 من العمر.
تعود الحاجة دولة بالذاكرة لذلك الزمن، مستذكرة "كنت في الصف السادس وكنت في طريقي إلى البيت بعد انتهاء اليوم المدرسي، رأيت مقطورات تحمل أشخاصا يرتدون الحطة العربية الحمراء، فاعتقدنا أنهم الجيش العراقي، لكن بدأوا إطلاق النار علينا، وأصيب أخي بعدها علمنا أنهم عصابات صهيونية".
رغم كبر سنها، لكن تفاصيل النكبة ما زالت حاضرة في ذهنها وبقوة، وتذكر كيف أصيب شقيقها بالرصاص وحمله الشبان، وهربت وعائلتها باتجاه ميناء يافا حفاة، وصعدوا المركب وصولا إلى ميناء بور سعيد في مصر، ثم على سيناء.
تقول دولة "مكثنا في سيناء ما يقارب العام، ثم غادرناها نحو مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة ومكثنا هناك أيضا ما يقارب العام، ثم بعدها الى غزة في مخيم الشاطئ، حيث نصبوا لنا خيمة كبيرة من النايلون المقوى وشبابيك من الخيش، وإنارتها من الكاز، وكنا من أوائل من سكن في مخيم الشاطئ، ثم بدأوا بعد فترة طويلة ببناء مساكن من الطوب، كانت لدينا صعوبة كبيرة في الحصول على الماء، وكان هناك حمام واحد لمنطقة بأسرها، ما يضطرنا للوقوف في طابور حتى يتسنى لنا استخدامه".
يسكن وجدان الحاجة دولة الحنين إلى يافا، تتمنى العودة إليها فما زال مفتاح الدار بحوزتها، أو أن تتاح لها فرصة زيارتها، مختتمة قولها "أتمنى العودة لها ولو زحفا".
ولمن يستذكرها أرسلت لموقع يافا 48 حنينها برسالة موجهة لاهالي يافا قبل استشهادها بنحو عام فكانت اخر ما تحدثت لنا عن حبها واشتياقها لكن الموت كافأها بلقاء رب وهي شهيدة رحمها الله تعالى.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]