العناد :
العناد من اضطرابات السلوك الشائعة عند الأطفال ، وجميع الأطفال يمرون في إحدى مراحل النمو لفترة وجيزة بسلوك العناد ، ومن الممكن أن يبقى هذا السلوك ثابتاً لدى بعض الأطفال ، وعادة يعاند الطفل أمه لأنه يريد أن يلفت انتباهها لتحقيق رغبة معينة مثل أن تشترى له لعبة ما ، أو يصر على أن يرتدى أحد الأثواب عناداً في والدته . وهناك بعض الأطفال يعاند نفسه أيضاً خاصة إذا غضب من أمه ، وخاصة حينما تطلب منه تناول الطعام ، يقوم بالرفض ويصر على عدم تناول وجبته بالرغم من أنه يتضور جوعاً ، ولكنه يتنازل عن عناده إذا تجاهلت الأم سلوكه وتركته على راحته.
ما هي أسباب عناد الأطفال ؟
سلوك العناد هو عبارة عن ردود فعل من الطفل إذا أصرت الأم على تنفيذ الطفل لأمر من الأوامر ، كأن تطلب من الطفل أن يلبس ملابس ثقيلة خوفاً عليه من البرد ، وفى الوقت الذي يريد فيه أن يتحرك ويجرى مما يعرقل حركته ، ولذلك يصر على عدم طاعة أوامرها.
وأحياناً يلجأ الطفل إلى الإصرار على لبس ملابس معينة هو الذي يختارها وليس والدته لأنه يريد التشبه بأبيه مثلاً أو أخ أكبر ، أو أنه يريد تأكيد ذاته وأنه شخص مستقل وله رأي مخالف لرأى أمه وأبيه .
ويرفض الطفل أي لهجة جافة من قبل والديه وخاصة اللهجة الآمرة ، ويتقبل الأسلوب اللطيف ، والرجاء الحار لتنفيذ ما يطلب منه ، أما إصرار الأم بقوة على تنفيذ الأوامر يجعل الطفل يلجأ إلى العناد والإصرار على ما يريده هو وليس ما يطلب منه.
وبعد أن عرفتي السبب الذي يجعل الطفل يعاند لابد أن تضعي في اعتبارك أنه بإمكانك التغلب على هذه المشكلة في حال معرفتك لبعض الصفات حتى نعرف إذا كان طفلك تنطبق عليه صفة العناد الشديد ، لذا عليك الإجابة عن هذه التساؤلات أولاً :
هل يفقد طفلك توازنه ويتعكر مزاجه بسهولة ؟
هل هو دائماً يجادل الآخرين بحدة ؟
هل يتعمد مضايقة الآخرين بتصرفاته ؟
هل يتحدى الأوامر في أغلب الأوقات ؟
هل يلوم الآخرين ( أخوته ) فيما وقع هو فيه من أخطاء ؟
هل يصر بشدة على الانتقام ؟
وعند محاولة مساعدة الطفل بأن يكون طفلاً عادياً وغير عنيد يجب عليك أن تتدربي على بعض المهارات في كيفية التعامل مع الطفل العنيد لكي يتخلص من عناده.
عزيزتي الأم - التدريب يتطلب منك أن تقومي بالآتي :
عليك بتقديم الأوامر له بهدوء وبلطف وبدون تشدد أو تسلط ، وقومي بالربت على كتفه أو احتضنيه بحنان ، ثم اطلبي برجاء القيام ببعض الأعمال التي تريدين منه أن يقوم بها.
تجنبي دائماً إعطاء أوامر كثيرة في نفس الوقت.
يجب أن تثبتي في إعطاء أمر واحد لمرة واحدة دون تردد ، أي ألا نأمر بشيء ثم ننهى عنه بعد ذلك.
يجب إعطاء الأوامر لعمل شئ يعود على الطفل بفائدة أي أن يقوم بعمل شئ لنفسه وليس القيام بعمل شئ للآخرين ، أي تجنبي بأن تقولي للطفل أن يعطى كأساً من الماء لأخته مثلاً.
يجب مكافأة الطفل بلعبة صغيرة أو حلوى يحبها في كل مرة يطيع فيها أوامرك.
تجنبي اللجوء إلى العقاب اللفظي أو البدني كوسيلة لتعديل سلوك العناد عند الطفل.
يجب عليك متابعة الطفل بأسلوب لطيف وبعيداً عن السيطرة ، وسؤاله عما إذا نفذ الأمر أم لا ، مثلاً يجب عليك أن تتابعيه في حالة طلبك منه أداء الواجب المدرسي.
سلوك الغضب عند الأطفال !
التعريف بالمشكلة :
الغضب هو حالة انفعالية تشتمل على مجموعة من الدرجات ، تبدأ بالغضب البسيط كالغضب والاستثارة والضيق ثم تنتهي بالغضب الشديد المتمثل بالتمزيق والتدمير والعنف ، كما يتسم سلوك الطفل بالهياج الشديد والصراخ والتذمر.
ويظهر الغضب عند الطفل كلما تعرض لعائق أو مواجهة مشكلة لا يستطيع اجتيازها ، لذا نرى الرضيع يثور ويبكى بحرقة إذا شاهد زجاجة الحليب بدون إطعامه إياها. كذلك يصرخ الطفل ويهتاج إذا منعته والدته من اللعب أو حرمته من لعبة يحبها ومتشبث بها.
تعريف الشعور بالغضب:
الشعور بالغضب هو إثارة عاطفية تتبدى بحماس قوى إما بتعبير حركي أو لفظي أو بميل عدواني يصعب في بعض الأحيان ضبطه والسيطرة عليه ، ويعد الجسم هو موضع التبدلات الفسيولوجية والعصبية الملاحظة. فنرى في حال توسيع الشرايين احتقاناً بالوجه ، أما في حال الانقباض فنرى شحوب في الوجه واصفراراً فيه ، كما نرى سرعة في التنفس أو عرقاً يتصبب وهو التعبير الأخير للسلبية.
أشكال الغضب:
هناك أسلوبان للغضب, هما :
الغضب الإيجابي:
وفى هذه الحالة يظهر على الطفل الصراخ أو الرفس أو كسر الأشياء أو تخريبها ، وعادة تظهر هذه الحالة لدى الأطفال الإنبساطيين Extroversion.وذلك يعتبر غضب ايجابي حيث يستطيع الطفل التعبير عن مشاعره ولا يكبتها .
الغضب السلبي:
وتبدو مظاهره في شكل انسحاب وانطواء مع كبت للمشاعر، حيث نرى الطفل يرفض الطعام أو الذهاب للمدرسة ، أو الخروج مع والديه ، وتظهر هذه الحالة لدى الأطفال الإنطوائيين Introverrsion .
أسباب الغضب:
هناك عوامل عديدة تؤثر في إحداث الغضب عند الأطفال ، ومعظم مصادر الغضب تأتى من الآخرين وبالأخص من والديه أو اخوته أو أصدقائه في المدرسة. وسنوضح فيما يلي أسباب إحداث الغضب عند الطفل :
إجبار الطفل على القيام بعمل ما هو لا يحبه كأن تأمره والدته بأن يحضر كأساً من الماء لأخته الكبيرة مثلاً.
التعرض لأوامر عديدة ومستمرة من قبل والديه مما يساهم في تراكم الضغوط التي تجعله ينفجر غضباً كأن تأمره والدته عدة مرات بأن لا يرتدى هذا الثوب .. أو لا يمشى مع هذا الشخص .. أو لا يستذكر دروسه وهو يشاهد التلفاز .. أو لا يخرج من البيت .. وهكذا .. مما يعرقل من حرية الطفل ونشاطه.
تكليف الطفل بأعمال تفوق طاقته ولومه عند التقصير، مثل أن يحفظ جزءاً طويلاً من دروس المحفوظات أو أن يكمل واجباته قبل الأوان كأن يقوم بتحضير غير المطلوب منه من دروس مما يعرض الطفل لحالة من الإحباط.
يحدث الغضب لدى الطفل عندما يفقد أحد ألعابه التي يحبها أو يقوم أحد الأخوة بكسر أحد ألعابه المفضلة.
كذلك يثور الطفل غضباً عندما يتم نقده أو لومه أو إغاظته أمام أشخاص لهم مكانه عند الطفل.
التدليل الزائد من قبل والديه بحيث يتم الاستجابة لجميع طلبات الطفل، وإذا حدث في أحد المرات عدم تلبية رغبته يتسبب ذلك في إحداث نوبات من الغضب والصراخ.
أيضاً القسوة الشديدة وحرمان الطفل من تلبيه رغباته كأحد العوامل الرئيسية في إحداث الغضب لدى الطفل.
عندما يتعرض الطفل لأوامر متناقضة من قبل والديه كأن يكون للأب موقف إيجابي نحو كل ما يقوم به الطفل ، بينما للأم موقف متناقض أو عكس الأب.
حرمان الطفل من الاهتمام والرعاية والمحبة من قبل الكبار.
يغضب الطفل إذا أخفق في دراسته أو فشل في الامتحان مما يتعرض لعدم فهم من والديه ونقد ولوم شديد منهما.
أساليب السيطرة على الغضب وعلاجه :
لكي تتجنب الأم نوبات الغضب التي تحدث عند طفلها عليها إتباع الأساليب التالية :
إزالة جميع الأسباب المحيطة بالطفل والتي تسبب له الإزعاج وتثير لديه نوبات من الغضب ، ومنها عدم تعرض الطفل للأوامر الكثيرة ، وعدم تكليفه بأعمال تفوق طاقته.
إذا غضب الطفل يجب على الأم أن تكون هادئة وتتحكم في ثورتها أمام الطفل ، وتكف فوراً عن الصياح والهيجان .
تخصيص وقت كافي في اللعب مع الطفل وعدم إخضاعه لجدول غير مرن من حيث المواعيد الدقيقة في الواجبات والنوم والدراسة.
تجنب التناقض في الأوامر بين الوالدين في تربية الطفل.
يجب على الوالدين أو الأخوة الابتعاد عن إثارة الطفل بهدف الضحك أو التسلية أو إذلال الطفل وتخويفه ولكن العمل على تهدئته.
يجب على الأم أن لا تنفعل في تقييد حرية الطفل أو إرغامه على الطاعة بدون إقناعه أو إجراء حوار معه أولاً.
إعطاء فرصه للطفل لممارسة هوايات متعددة كما يجب إعطاءه الوقت الكافي في اللعب ، حيث أن الطفل الغضوب يكون محروماً من ممارسة اللعب ، كما يجب مكافأته على إنجازاته " أي الأعمال التي يقوم بها" .
متى يجب اللجوء للعلاج العاطفي والنفسي لمعالجة عناد وغضب ابني / ابنتي ؟!
من الملاحظ ان هناك اصبح وعي كبير فى مجتمعنا بكثير من الاضطرابات النفسية لدى الاطفال ..سواء كان على الصعيد العائلي فى الاسرة ...او التعليمي فى المدارس .....وأصبحنا نرى ان الاهل وأيضا المعلمين يستشرون المختصين عندما تواجههم مشكلة مع اطفالهم او تلاميذهم .
قد يلجأ الوالدين لطلب استشاره نفسية عاجلة لسلوك طفله ويعتقد أن سلوك طفله غير طبيعي لشدة الحرص على سلامة الطفل وخوفا عليه من الأمراض والاضطرابات النفسية. وقد يكون الطفل سلوكه عاديا وطبيعيا تبعا للمرحلة التي يمر بها , لذا من المهم جدا عزيزي المربي أن تعرف متى يكون سلوك ابنك طبيعيا ومتى يكون بحاجة لعلاج نفسي وعاطفي .
يعد سلوك الطفل مشكلة تستدعي علاجا عندما تلاحظ التالي :
تكرار المشكلة :
لا بد أن يتكرر هذا السلوك الذي تعتقد انه غير طبيعي أكثر من مره فظهور سلوك شاذ مره أو مرتين أو ثلاث لا يدل على وجود مشكلة عند الطفل لماذا ؟؟
لأنه قد يكون سلوكا عارضا يختفي تلقائيا أو بجهد من الطفل أو والديه .
إعاقة هذا السلوك لنمو الطفل الجسمي والنفسي والاجتماعي :
عندما يكون هذا السلوك مؤثرا على سير نمو الطفل ويؤدي إلى اختلاف سلوكه ومشاعره عن سلوك ومشاعر من هم في سنه.
أن تعمل المشكلة على الحد من كفاءة الطفل في التحصيل الدراسي وفي اكتساب الخبرات وتعوقه هذه المشكلة عن التعليم.
عندما تسبب هذه المشكلة في إعاقة الطفل عن الاستمتاع بالحياة مع نفسه ومع الآخرين وتؤدي لشعوره بالكأبه وضعف قدرته على تكوين علاقات جيدة مع والديه وإخوته وأصدقاءه ومدرسيه.
أعرف أنني أطلت عليكم موضوعي ولكنني في الوقت نفسه أعرف أنكم ستستفيدون منه بإذن الله وأشكر موقع yaffa48
للاستشارة :
سنين خروب 0545369138
(أخصائية علاج نفسي وعاطفي عن طريق التعبير والفن التشكيلي)
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]