بالفيديو: الشيخ سليمان سطل التبذير في الأعراس إجرام لا يفعله عاقل

أمّ ظهر اليوم جمع غفير من المصلين مسجد النزهة في مدينة يافا خلال صلاة الجمعة التي كان خطيبها الشيخ سليمان سطل الذي تحدث خلال خطبته عن التبذير في الأعراس.

وقال الشيخ سليمان في خطبته "الله سبحانه وتعالى حذرنا كل التحذير من الاسراف والتبذير وبيّن لنا في كتابه المنير أن المسرف والمبذر من اخوان الشياطين وأنه إلى جهنم سيكون به المصير، وهناك فرق بين الإسراف والتبذير، فالإسراف من السرف والسرف معناها الجهل، وتجاوز الحد، والإسراف في المال هو الإنفاق لغير حاجة أو في غير طاعة الله، أما التبذير فهو إنفاق المال في المعاصي".

وأضاف الشيخ سليمان "الله سبحانه وتعالى حرّم الإسراف والتبذير وكليهما حرام بالنص الواضح في الكتاب والسنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال"، وقال صلى الله عليه وسلم "كلو واشربو والبسو وتصدقوا في غير اسراف ولا مخيلة"، ونتحدث اليوم عن التبذير في الأعراس ونحن مقبلون على موسم الأعراس، ونوجه كلمة إلى أهلنا وأولياء أمورنا وآبائنا وامهاتنا وإلى شبابنا وشاباتنا، وخاصة أننا نرى في الزمن الأخير وفي السنوات الأخيرة أن أعراسنا أصبحت والعياذ بالله تعالى بلاءً على البيوت والمجتمع لذلك لا بد لنا من التصحيح والتصليح ابتداءً من الاعداد للزواج والمبادرة في شراء ادوات المنزل، فنرى بعض الأهل يشرطون شروط معجزة على الخاطبين سواء في شراء ادوات المنزل أو في شراء الذهب والملابس حتى وصل الأمر ببعضهم إلى شراء بدلة العروس بمبلغ 20 ألف شيكل أو يزيد، من أجل ليلة زفاف".

واردف "أين نحن وإلى أين وصلنا، فهذا إجرام والله الذي رفع السماء لا يفعل هذا عاقل، ولا يفعل هذا من عنده ذرة من دين، إلى أين وصلنا، هذه نتيجة الجهل والتقليد الأعمى، هذه نتيجة المباهاة والمظاهر الكاذبة والخداعة، اما عن الأعراس فحدث ولا حرج، الأعراس التي أصبحت مهزلة وحتى تلك التي تسمى أعراس دينية وإسلامية، فعلى من نضحك ونمثل كل هذه البهرجات الكاذبة لا بد أن نتنهي، يقيمون أعراسهم في قاعات، ندفع أموال باهظة وبعدها العريس وأهله يخرجون مبسوطين ويقولون الحمد لله طلع الراس بالطاقية، لماذا لا نعود إلى أعراسنا المباركة الطيبة، أعراسنا المتواضعة بدل هذه المظاهر والبهارج الكذابة، فبدلاً من أن ننفق هذه الأموال في سبيل الشيطان، أصبحت ثقلاً على أهل الزوج والزوجة والمدعويين، حتى أحدنا أصبح حينما تأتيه دعوة لعرس يصيبه نكد وهم، لأنه يعتبرها فاتورة دفع وعندنا البديل، يوجد لدينا الساحات والأماكن التي يمكن ان نقيم فيها اعراسنا، وبإمكاننا أن نصنع الطعام بأيدينا، بدلاً من أن يأتينا طعام مثلج منذ أشهر لا نعرف من أين جاؤوا به في هذه التي تسمى قاعات الأعراس، هناك أرامل ونساء كبار في السن يصنعون الحلوى ويبيعونها لمن يريد، أليس الأولى أن ندعم هؤلاء النسوة وتلك الأرامل وأن ندعم اقتصاد بلدنا وأهلنا بدلاً من أن ندفع هذه الأموال فيما لا ينفع، لماذا نضيع كل هذا ونبكى ونتباكى ونعاني من الديون وبعدها تأتي المشاكل والخلافات والصراعات ثم الطلاق ثم العداوات وهلم جر".

وأنهى الشيخ خطبته "أيها الآباء، لا تكن غافلاً وأنت تعلم أنك مجرم وتظلم زوج ابنتك، هل تفعل هذا مع ابنك؟، هذه النوعية من الآباء موجودة بيننا، فنحن نعلم بوضعية الشباب ونعلم مشاكل المسكن والبيوت والوضع الاقتصادي فلا نزيد عليهم ونحملهم ما لا يطيقون فهذا والله ظلم فاتق الله أيها الأب وأيتها الأم اتقوا الله وكفى بهرجة وطلبات لا فائدة منها، فالزواج هو باب الدخول إلى الأسرة والبيت، فإن كان الإصلاح من البداية فسيستمر الإصلاح بعد ذلك وإما إن كان الدمار فإن الدمار يتبعه دمار والعياذ بالله".