الثلاثاء ، 8 جمادى الآخر ، 1446 - 10 ديسمبر 2024
|
|
YAFA
sms-tracking ارسل خبر

5 سنوات مرت: البوعزيزي يشعل بجسده الثورات العربية

يافا 48 2015-12-18 08:29:00
 
أضرم شاب تونسي يوم الجمعة في السابع عشر من كانون أول عام 2010، النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، فاشعل جسده المحترق الثورات العربية وما اصطلح على تسميته “الربيع العربي”.
 
هذا الشاب هو طارق الطيب محمد البوعزيزي، وهو من مواليد 1984، وتوفي متأثرا بحروقه في الرابع من كانون ثاني 2011.
 
خمس سنوات مرت على الحدث الذي غيّر المشهد العربي وقلّب أنظمة اشتهرت بقهرها لشعوبها، كان أولها في بلد البوعزيزي نفسه، ثم توالت الأحداث والمظاهرات فوصلت إلى “أم الدنيا” مصر التي خرجت بملايينها تطالب برحيل مبارك ونظامه، فتبعتها ليبيا وسوريا واليمن والبحرين، وبدأت أصوات الدعوة إلى التغيير والحرية تعلو في كل مكان الأرض العربية، بعد عقود من القهر والذل، في ظل أنظمة جاءت على ظهر الدبابات ومارست الإقصاء ضد خصومها بأبشع الأساليب.
 
بعد خمس سنوات، لم تتعلم المسؤولة عن مصادرة “بسطة” البوعزيزي الدرس، واسمها فايدة حمدي الدرس، وكانت تعمل مفتشة من قبل السلطة المحلية في مدينة “سيدي بو زيد”، وتعتبر أن التغيير الذي جلبه حرق البوعزيزي، جلب فقط الفوضى والتطرف!!!
 
في حديث لها إلى صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية، تبدي حمدي ندمها الشديد على مصادرتها عربة البوعزيزي، وتعتبره وإياها ضحايا، وتعترف أن حياتها تغيرت إلى الأسوأ بعد الحادث، لكنها تعتبر “الربيع العربي” تحولا كارثيا في العالم العربي، بسبب الفوضى والاقتتال الذي لا زال يجري في دول الربيع.
 
و”تشتاق” حمدي، كما يبدو، إلى أيام الطاغية زين العابدين، ومثلها خرج كثيرون في أطروحات عن الثورات وألصقوا بها كل نقيصة، بدل أن يوجهوا سهامهم إلى العصابات التي تمسكت بالحكم أو صادرت الثورات، للحفاظ على عروشها وسط بحور من الدماء وقهر للمعارضين واعتقال عشرات الآلاف ممن شبوا عن الطوق وتمردوا على من ساموهم سوء العذاب.
 
يؤكد كثير من المحللين والمتابعين لسيرورة المشهد العربي، بعد اندلاع الثورات، أن الشعوب التي خرجت على حكامها لا يمكن أن تشهد بلدانها استقرارا بعد أن سقط حاجز الخوف الذي فصل هذه الشعوب عن وعيها وجعلها تقبل بالذل.
 
بعد خمس سنوات، على رحيل البوعزيزي لا زالت الشعلة التي أطلقها، مضيئة، رغم ما يعتريها من ظلام وانتكاسات، لكن تونس الخضراء وكل بلد شهد حراكا ثوريا، على موعد لا محالة مع فجر تتنسم فيه الشعوب فجر الحرية.
 
comment

التعليقات

تعليقات
إضافة تعليق
load تحميل
comment

تعليقات Facebook