الخميس ، 3 جمادى الآخر ، 1446 - 05 ديسمبر 2024
|
|
YAFA
sms-tracking ارسل خبر

الطفل أحمد دوابشة على مقاعد الدراسة

يافا48 2016-08-29 10:50:00
الطفل أحمد دوابشة على مقاعد الدراسة
 
وصل الطفل أحمد دوابشة أمس الأحد إلى مدرسته في بلدة دوما، جنوب شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ليبدأ يومه الأول في الصف الأول، بعد عام ونيّف على “المحرقة” التي نفّذها مستوطنون بعائلته وأودت بوالديه وشقيقه بينما أصيب هو بجراح بالغة أرقدته في المستشفى لأكثر من عام خضع خلالها لعدة عمليات.
 
ورافق أحمد في يومه الأول بالمدرسة، التي حملت منذ عام اسم شقيقه الشهيد علي، جده وعمه وعدد من أقربائه.
 
وكان المشهد مؤثرا بسبب مرافقة الآباء والأمهات لأطفالهم، في حين غاب والدا أحمد، سعد ورهام دوابشة، عن يومه الأول على مقاعد الدراسة، لأن يد الغدر الاحتلالية طالتهما مع شقيقه.
 
انطلق طلبة الصف الأول خلف معلمتهم لتعرّفهم بمرافق المدرسة، ولحقهم “أحمد” الذي بدا مندمجاً مع حديث المعلمة، وهو يحاول أن لا يعير انتباهه للصحفيين الذين تجمهروا من حوله، وصرف بصره عن عدساتهم التي تطارده.
 
لم  يكن سهلا على عائلة دوابشة أن تسد مكان الشهيدين (سعد ورهام) في أول يوم لابنهما في المدرسة، وقال نصر دوابشة، عم أحمد، لوسائل الإعلام إن لحظة دخول أحمد للصف الأول كانت إحدى أكثر اللحظات التي كان ينتظرها شقيقه الشهيد سعد وزوجة شقيقه الشهيدة رهام.
 
ويضيف: “أعلم كم ستكون فرحتهما به الآن لو كانا بيننا، وأعلم كم كانا ينتظران مرافقته في يومه الدراسي الأول”.
 
وأشار إلى أنهم كعائلة بذلوا جهدهم لتهيئة المدرسة لاستقبال طفل كأحمد يعاني من آثار حروقٍ في جسده، ومن ذكرياتٍ مؤلمةٍ في قلبه، فقد تم تزويد المدرسة بمكيفات، وبمرافق صحية داخلية تحميه من الشمس التي لا يجب أن يتعرض لها كثيراً.
 
قبل المحرقة التي ارتكبها المستوطنون بحق عائلة دوابشة في آخر أيام شهر تموز/ يوليو 2015، كانت الشهيدة رهام قد جهزت لطفلها حقيبة ليدخل الروضة، لكن النيران التهمتها ضمن ما التهمته في ذلك اليوم الأسود.
 
حرم “أحمد” من مرحلة الروضة، كما حرم من أشياء كثيرة نتيجة المحرقة، وبسبب مكوثه الطويل في المستشفى للعلاج، لم يعد إلى قريته إلا قبل شهر ونصف فقط، ليجد نفسه فجأة وقد أصبح طالباً مدرسياً.
 
مدرسة الشهيد علي كان عليها أن تشهد حدثاً استثنائياً صباح أول يومٍ دراسي، هو حدثٌ سنوي اعتيادي في أي مدرسة أخرى، لكنه هنا يحمل أبعاداً أكبر بكثير.
 
comment

التعليقات

0 تعليقات
إضافة تعليق
load تحميل
comment

تعليقات Facebook