تواجه إسرائيل أزمة نفسية متصاعدة بين جنودها المشاركين في القتال المطول في غزة ولبنان، حيث أفادت وزارة الأمن الإسرائيلية بأن أكثر من 12 ألف جندي أصيبوا منذ بداية الحرب، التي استمرت لأكثر من عام. من بين هؤلاء، تشير التقديرات إلى أن حوالي 40% يعانون من صدمات نفسية تتراوح بين اضطرابات القلق واضطراب ما بعد الصدمة، ما يجعل الإصابات النفسية مرشحة لتجاوز نظيرتها الجسدية.
تفاقم الأزمة النفسية بين الجنود
خلال الأشهر الأخيرة، طلب آلاف الجنود، معظمهم من القوات القتالية، مساعدة نفسية بسبب تعرضهم لمشاهد قاسية من القتال والدمار. وشملت هذه المشاهد فقدان زملاء في المعارك، تدمير واسع النطاق، والعيش في ظروف ميدانية قاسية تمتد لشهور طويلة دون فترات راحة كافية أو اتصال منتظم مع عائلاتهم.
بعض الجنود رفضوا مغادرة ساحات القتال رغم تأثرهم الواضح، بينما أظهر آخرون أعراضًا نفسية مثل الغضب الشديد، العزلة، وحتى محاولات إيذاء النفس. في أحد الحوادث التي أثارت قلقًا كبيرًا، انتحر ضابط شاب في غزة أمام زملائه، ما أحدث صدمة داخل وحدته.
خطوات لمعالجة الأزمة
في مواجهة هذه الأرقام المقلقة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن سلسلة من الخطوات لمعالجة الأزمة. تم تجنيد مئات المختصين النفسيين في الاحتياط لدعم الفرق القتالية، وافتُتحت مراكز علاج نفسي جديدة قرب مناطق القتال في الجنوب والشمال. كما بدأ الجيش في تقديم علاجات سريعة ومكثفة تستهدف تقليل أعراض الصدمة الحادة ومنع تحولها إلى اضطرابات نفسية مزمنة.
التعليقات