بالصور: مؤسسة الأقصى تنهي ترميم مسجد الفضل التاريخي في الرملة
يافا 48
2014-12-09 12:12:00
"الفضل بن العباس" ؛ مسجد يقع في مدينة الرملة القريبة من الساحل الجنوبي الفلسطيني ، أخذت تسميته بعدا دينيا كونه يحمل اسم الصحابي الجليل الفضل بن العباس عم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، كما أخذ موقعه الجغرافي أيضا بعدا تاريخيا نظرا لمكانه الاستراتيجي في مدينة اشتهرت على مدار التاريخ بطابعها الأموي العريق .
أغلق المسجد فترة حرب عام 1948 وسكنته عائلة عربية وعلى امتداد سنين طويلة لم يسمح بترميمه ما تسبب بتصدّع أجزائه الخارجية والداخلية ، وخضع المسجد - الذي بني في الفترة المملوكية - في السابق لترميمات جوهرية في فترة الحكم العثماني للبلاد .
ويحوي المسجد مئذنة مزركشة وفناء في الوسط وغرفتين تعتليهما قبتان بحجم متوسط وغرفة مرتفعة مع سلم حديدي يوصل إليها ، وتضم الغرفتان في الطابق السفلي قبرين يعتقد أنهما للصحابي الجليل ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم الفضل بن العباس وابنه جعفر بن العباس رضي الله عليهما . وتتوسط كل غرفة منهما قبة "مقببة" ، مع أرضية مبنية من الرخام الرمادي الذي اشتهر به المماليك .
وفي غضون ذلك أخذت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ولجنة الأمناء على عاتقهن مسؤولية اعمار المسجد وصيانته بشكل جذري ، وفي شهر يناير كانون أول من العام الجاري كانت الزيارة الأولى للمسجد ؛فتمت معاينة حاله من خلال طاقم مهني مختص في ترميم ألمباني الأثرية ، وتم تسجيل كل متطلبات العمل التي سيخضع لها المسجد حتى يستعيد هيبته وشكله الأصلي .
واستهلت أعمال الترميم بازالة ( كَتّ) القصارة عن الجدران الخارجية والقباب من الخارج وإظهار الحجارة الأصلية وتنظيفها فترميم التصدعات وتكحيلها من جديد ، كما تم إدخال دعائم فولاذية في جدران الغرفتين من الخارج وذلك لتثبيتها والحفاظ على توازنها .
وعلى صعيد المئذنة فقد جرى تنظيف حجارتها الخارجية وتغيير التالف منها وتكحيله من جديد وإصلاح التصدعات التي وجدت فيها ، كما تم ترميم أرضية صحن المئذنة ، بالإضافة إلى الصنوبرة التي تم صب غلافها الخارجي بمواد حافظة خاصة ، كما تم تغيير السياج الحديدي التلِف للصحن وتركيب آخر جديد .
وأما القباب فقد خضعت هي الأخرى لأعمال صيانة ، حيث تم تنظيفها وتصليح التصدعات الموجودة فيها من الخارج وتمت تغطيتها بشبكة عازلة ، ومن ثم طلاؤها باللون الأخضر والأبيض ، بالإضافة الى مادة خاصة تحفظها من عوامل الجو ، وفي طريقة نوعية دأبت المؤسسة على استعمالها في ترميم القباب والمآذن ، تم حقن القباب من الداخل والخارج بمواد ايطالية خاصة لتعبئة الفراغات فيهما ، وذلك بتنفيذ المختص في البناء الأثري مروان حمّاد .
كما قامت المؤسسة بترميم جذري للغرفة العليا للمسجد ، حيث كانت في وضع مزر للغاية بفعل الهجران والإغلاق ، الأمر حدا بالمؤسسة القيام بازالة القصارة عن جدرانها من الداخل والخارج ، وتم تنظيفها وطلائها من جديد ، وبناء سقف جديد لها من الخشب والطوف - حجارة بركانية خفيفة - عوضا عن القديم ، كما تم تنظيف أرضيتها المغطاة برخام مزركش أثري ، وتركيب نوافذ وأبواب جديدة لها .
ويقول مدير مؤسسة الأقصى المهندس أمير خطيب انهم عاشوا أياما نوعية خلال عملهم في مسجد الفضل بن العباس لأمرين ؛ الأول نظرا للقيمة التاريخية والدينية للمسجد ، والثاني لموقع المسجد الجغرافي في مدينة ساحلية عريقة مثل الرملة ، مضيفا انه حين يتم ذكر الرملة ، " فإننا نعني المدينة الزاخرة بالتاريخ العريق والحضارة الأموية ، ولا نخفي على أحد انه وخلال عملنا في مسجد الفضل شعرنا بأننا نُسجل تاريخا ونعيد مجدا كان غيبه الدهر ".
وشكر خطيب كل من ساهم في انجاز المشروع ، وخص بالذكر جمعية ميراثنا التركية التي تكفلت بالمشروع من الناحية المادية ، وشكر أيضا لجنة الأمناء في قضاء الرملة الممثلة برئيسها الحاج عدنان الجروشي أبو ياسر الذي لازم المؤسسة والكوادر المهنية طوال فترة العمل ، والشكر موصول أيضا الى الكادر المهني التنفيذي بإشراف الخبير في البناء الأثري مروان حمّاد الذي اجتهد بان يعيد للمسجد هيبته وجماله .
رئيس لجنة الأمناء في مدينة الرملة وقضائها الحاج عدنان الجاروشي ، أعرب باسم لجنة الأمناء عن جزيل شكره الى مؤسسة الاقصى على هذا العمل الجبار ، وشكر كل من ساهم وعمل من أجل إخراج المسجد بهذا الشكل الفني العريق ، مبديا نيته بالتعاون الدائم مع المؤسسة فيما تقتضيه الحاجة من ترميم للمقدسات الإسلامية في القضاء .
وأكد الجاروشي على أن ترميم المقدسات والحفاظ عليها في الرملة وقضاؤها يعني الحفاظ على الهوية والتاريخ والوجود الإسلامي والعربي والفلسطيني في هذه البلاد ، لافتا الى "إمكانية الشروع بمرحلة ثانية لترميم المسجد مستقبلا باذن الله تعالى
التعليقات