قام وفد من "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" قبل ظهر اليوم الأربعاء 16/11/2011م بزيارة ميدانية تفقدية لمقبرة مأمن الله في القدس ، وذلك على إثر تجدد الحفر والنبش لقبورها وكتابة شعارات عنصرية على عدد آخر من القبور قبل أيام ، وقد ضم الوفد مدير "مؤسسة الأقصى" المهندس أمير خطيب ، والسيد فواز حسن – متابع أعمال "مؤسسة الأقصى" في القدس، وأشار المهندس خطيب أن هذه الزيارة جاءت للإطلاع عن قرب لما تتعرض له مقبرة مأمن الله من إعتداءات متعددة ومتكررة من قبل المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة ، ومحاولة الكشف عن حقيقة الحفريات والنبش التي استؤنفت مؤخراً ، وبهدف إرسال رسالة واضحة للمؤسسة الإسرائيلية بأن مقبرة مأمن الله هي مقبرة إسلامية تاريخية عريقة ومقدسة ، واننا سنبقى نتواصل معها بالرغم من كل إجراءات المؤسسة الإسرائيلية ، واننا سنظل نرفض الإعتداء على حرمة المدفونين فيها ، وسنواصل كل جهد ممكن من أجل منع والتصدي ووقف مثل هذه الإنتهاكات ، ومواصلة الاتصالات مع كل الجهات الفلسطينية والعربية والاسلامية والدولية لأخذ دورها لرفع الاذى والضرر عن مقبرة مأمن الله بالقدس .
الى ذلك أكدت "مؤسسة الأقصى" ان الجهات الإسرائيلية الأمريكية تحاول بكل طريقة إخفاء جريمتها بحق مقبرة مأمن الله ، إلا أن "مؤسسة الأقصى" استطاعت الكشف عن وجود عشرات الحفارين من اليهود والأجانب الذين يقومون بعمليات الحفر والنبش للقبور في مقبرة مأمن الله في الطرف الغربي الجنوبي من المنطقة المسورة من مقبرة مأمن الله - حيث يُخطط بناء ما يسمى بـ " متحف التسامح " على كل المساحة المسورة - ، إذ استطاع وفد "مؤسسة الأقصى" خلال زيارته الميدانية اليوم الإقتراب الى البوابة الرئيسية الجنوبية للمنطقة المسورة بالرغم من محاولات منعه من قبل الحرّاس ، حيث شاهد الوفد – عبر فتحات جانبية بين البوابة الرئيسية والجدار الحديدي - عشرات الحفّارين الذين يروحون ويجيئون في الموقع المذكور وبيدهم بعض أدوات الحفر الخفيفة والدلاء ، كما شاهد الوفد كميات كبيرة من الأتربة المجمعة داخل الموقع الذي غطي بالأقمشة السميكة ، ووثق الطاقم الإعلامي هذه المشاهد ، التي انزعج منها الحفّارون أنفسهم والحرّاس على الموقع ، الأمر الذي دفعهم الى تغطية الفتحات الجانبية في الجدار الحديدي المسوّر للحيلولة دون استمرار رؤية ما يحدث في الداخل ولو بشكل جزئي ، وطالب وفد "مؤسسة الأقصى" من الحرّاس وبعض المسؤولين على البوابة الدخول الى موقع الحفريات والإطلاع على حقيقة ما يجري ، لكنهم رفضوا ذلك ، وعندما وجه وفد المؤسسة الاسئلة اليهم ، من قبيل لماذا تمنعون الجمهور العام من الدخول وكذلك الإعلام ؟! ، وهل تخفون شيئا ما تخافون أن يُكشف ؟! وما الى ذلك ، رفض المسؤولون عند البوابة الإجابة عن أي سؤال أو تساؤل .
هذا وعلمت "مؤسسة الأقصى " عبر مصادر خاصة لا يمكن الكشف عنها أنه يتم عمليات حفر سريعة وخطيرة في الموقع المذكور ، وانه تمّ الكشف عن عدد من القبور ، وانه يتمّ يومياً إدخال شاحنة تقوم بعمليات تحميل وإخراج لمحتويات الحفريات والنبش ، وانه يمنع دخول لاي شخص غير الحفارين والمسؤولين عنهم وبعض الإداريين في العمل من اليهود أو الأجانب .
في نفس الوقت قام وفد "مؤسسة الأقصى " بزيارة الى ما تبقى من مقبرة مأمن الله ، حيث القبور المتبقية ، والتي تمّ الإعتداء على 15 قبراً منها قبل أيام من قبل المستوطنين ، بكتابة الشعارات العنصرية والمعادية للعرب ، ومحاولة تحطيم شواهدها ، وقرأ الوفد الفاتحة على أرواح عموم أموات المسلمين والأموات المدفونين في مقبرة مأمن الله .
التعليقات