تواصل "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" عملها في مشروع المسح الشامل للمقدسات الإسلامية والمسيحية في الداخل الفلسطيني وهو المشروع الذي أطلق عليه (الخارطة المفصلة للمقدسات)، وهو مشروع إستراتيجي إستطاعت "مؤسسة الأقصى" من خلاله وبعمل تواصل لسنوات، من إحصاء ودراسة 2300 موقع ومعلم، منها 1300 في منطقة شمال البلاد، و1000 في منطقة المركز والجنوب.
وأشارت "مؤسسة الأقصى" أنّ عملها الأساس تركز في هذا العام في منطقة الجنوب، بالإضافة إلى العمل العلمي والمراجعات الأخيرة لمقدسات منطقة الشمال، في حين قالت "مؤسسة الأقصى" أنها تهدف من خلال هذا المشروع إلى عدة أهداف، من أهمها إصدار موسوعة علمية شاملة لهذه المقدسات والأوقاف، وإصدار خارطة وقفية مفصلة للمقدسات، كما ويساعد هذا المشروع على التعرف والكشف عن مقدسات جديدة لم تكن معروفة لها، ومن ثم تضمها إلى قائمة المقدسات التي تعتني بها صيانة ونظافة عبر مشروع الصيانة السنوي للمقدسات .
وذكرت "مؤسسة الأقصى" أنها تعتمد في مشروعها هذا بالإضافة إلى طواقمها وموظفيها في "مؤسسة الأقصى"، على طاقم من المختصين ، المهندسين ، المسّاحين ، الباحثين ، المؤرخين ، المؤلفين ، المصورين ، المراجعين ، المحامين، وآخرين ، كما وذكرت انها أنهت منذ وقت المسح الهندسي الشامل لمنطقة الشمال، وهي الآن في اللمسات الأخيرة في مراجعة أجزاء من الموسوعة التي ألّفت لهذه المنطقة، كما أنها تعمل بشكل متوازي، في المسح الهندسي والبحث العلمي لمنطقة الجنوب، إذ أنها تواصل العمل في هذه المنطقة منذ عدة أشهر.
وأكد "مؤسسة الأقصى" في تقرير لها حول هذا المشروع بأنه مشروع استراتيجي بدأت به المؤسسة منذ سنين هدفه المسح الهندسي والتوثيق الكامل للمقدسات الإسلامية والمسيحية من مقابر ومساجد ومصليات وكنائس الباقي منها والمدمر في القرى المهجرة من عام 1948م ، وجمعها في موسوعة علمية قيمة تقسم فيها القرى إلى أقضية ، ويشمل التوثيق لمحة تاريخية عن هذه القرى موقعها الجغرافي، عدد سكانها وقت التهجير، النسيج الاجتماعي للقرية، المعالم الدينية فيها وغيرها من المعلومات المهمة، ويعد هذا المشروع استراتيجياً لأنه يشمل أيضا توثيقاً هندسياً دقيقاً للمقدسات بدءاً بالمسح الهندسي المستند على مستندات من زمن الدولة العثمانية والاستعمار البريطاني وإنتهاء برسم المساقط والمقاطع الهندسية المختلفة للمساجد والكنائس والمصليات.
وحول أهمية المشروع في الحاضر والمستقبل قالت "مؤسسة الأقصى": "للمشروع أهمية كبرى على حاضر الوقف والمقدسات الإسلامية ومستقبله في الداخل الفلسطيني، نذكر منها الجوانب المتعلقة بإحياء قضية المقدسات الإسلامية وهوية الأرض على مستوى الوعي الفلسطيني، العربي والإسلامي، بالإضافة إلى الجوانب المتعلقة بالأمور التالية، توثيق المقدسات الإسلامية التي تمَّ إزالتها، والتي ما زالت قائمة؛ وذلك حتى لا يندثر تاريخها مع إندثار حجارتها، ربط أبناء الأمة الإسلامية بمعالم هذه الديار المهجرة والتي تعني لهم التاريخ والحاضر والمستقبل، وهو مشروع يؤكد بمعطياته أن المعالم وإن إندثرت فهي شاهد على وجودنا وحقنا في أرضنا، المشروع هو شاهد إضافي لوقفية هذه البلاد، فانتشار الوقف في طول البلاد وعرضها بهذا الحجم وهذه الكثرة إنما هو تأكيد على إسلاميتها وعلى علو شأنها الحضاري ، الخارطة الوقفية واعتمادها كمصدر قانوني مع الوقفيات الإسلامية في داخلنا الفلسطيني من منطلق قاعدة "إنقاذ ما يمكن إنقاذه"، مادة علمية قيمة تمثل حقلاً للدراسات الوقفية الإسلامية في البلاد، يمكن أن نرسم من خلالها صورة حية وحقيقية لدور الوقف في البلدة الفلسطينية قبل النكبة .
وحول آلية تنفيذ وخطة العمل لإنجاز المشروع قالت "مؤسسة الأقصى: "لتنفيذ المشروع وإنجازه وضعت آليات وخطط ملائمة لتحقيق الهدف المنشود؛ فشكلت لجنة إستشارية مكونة من مهندسين، ومحامين ، ومؤرخين، ورؤساء سلطات محلية ، وعلماء شريعة ، ومخططي مدن ، وتمّ تكليف مدير للمشروع وفريق عمل يقوم بعدة مهمات، يقوم فريق عمل بالبحث التاريخي في المناطق المحددة بالمشروع، مكتب هندسة مساحة يجهز خرائط مساحة للوضع القائم، وتوثيقها في الحاسوب ، مكتب هندسة عمرانية يرسم مساقط ومقاطع وواجهات لأبنية المساجد والمصليات وتوثيقها في الحاسوب ، مصور فوتوغرافي وفيديو للوضع الراهن، رسم الخارطة الوقفية الكلية محوسبة .
وتابعت "مؤسسة الأقصى" بأنها تسعى إلى استثمار نتائج المشروع على أكثر من صعيد، إعمار وصيانة كل المساجد والمصليات والمقابر التي تم مسحها ، تحويل هذه المادة العلمية إلى موسوعة ثقافية وكذلك تحويلها إلى مجموعة أدلة سياحية، إقامة متحف وبنك معلومات لكل الأوقاف، إحياء السياحة الإسلامية وإجراء جولات ميدانية للتعرف على كل موقع في كل منطقة وقضاء، العمل على تحويل نتائج هذا المسح إلى خارطة مفصلة وقطرية.
وختمت "مؤسسة الأقصى" تقريرها بالقول: "لققد أنجز القسم الشمالي (قرى شمال البلاد) من المشروع من منطقة قيسارية إلى الخالصة والذي يشمل أقضية حيفا، عكا، بيسان، صفد، الناصرة وطبريا والذي وصل عدد المقدسات الموثقة فيه إلى 1300 موقع ومعلم، ويتم العمل في هذه الأيام على تتمة المشروع على القسم الثاني من القرى في منطقتي المركز والجنوب الفلسطيني وفيه حوالي 1000 موقع ومعلم.
تصوير : شرف أحمد
التعليقات