كلمة الموقع: خطاب البيانات .. مضيعة للأمانات ..!
يافا48
2024-09-27 06:58:00
النوايا الحسنة لا تكفي، وكثرة الشعارات الجميلة لا تفي، وكثرة لقاءات المجتمعين لا تُجدي، والأمور يُحكم عليها بالنتائج والخواتيم، لا محاباة، ولا إعمال العقل وحده سيأتي بالمنافع، والتاريخ بالمرصاد سيجلد الأول والآخر.
لا يعي المجتمع الدور المنوط به ! وليس بإمكان المجتمع عامةً أن يدير شؤون العامة، فواجب المجتمع أن يختار من ينوب عنه من أهل الرأي والخبرة، يمثّل المجتمع أحسن تمثيل، ويؤدي دوراً لا يعرفه إلا قليل. ولأننا مجتمع أقليّة وملاحق، جاءت فكرة المؤسسات، ومن ثم الحراك تحت إمرة تمثيل القيادات، نملئ الفراغات، وتدار القضايا تحت مظلّة المؤسسات. هنالك أناس من ذوي الخبرة والدراية ممن هم أولى وأجدر منا عملاً، وأقدر نفعاً. فالمطلوب تسديد المسار، وتعزيز الوجدان ، والسعي نحو تحقيق تطلعات العامة، فعندها فقط يكون المجتمع أدى دوره بكل أمانة، دون أن يعفي نفسه بالكليّة من المسؤوليّة، فالمهمة لم تكتمل إلا بالمراقبة والمتابعة،وهذه مسؤولية جماعية..
ومن منطقنا هذا، لنا أن نسأل كيف آلت إليه الظروف في تلك المؤسسات السياسية والثقافية والاجتماعية! أين تلك الوعود؟! وأين ذهبت تلك الشعارات؟! وكيف ضُيعت الأمانات ؟!، إننا نرى في مؤسسات المجتمع المدنيّ ، سبب لتعزيز وجودنا، وتقوية شوكتنا، نحفظ هويتننا وديننا وثقافيتنا.
نرى حاضر تلك المؤسسات لا يبشر بخير، مؤسسات فارغة، دون فحوى ودون عمل، لا برامج ولا خطط، دون رؤية وبلا عزيمة لأفرادها، الكل متراخٍ والكل متناحر، وذاك ذئب والثاني ماكر، وذاك شريف وهذا خائن، لم يبلغ أحدهم مبلغ أنفه، فقصُرَ النظرُ وطالَ الطريقُ، والنتيجة تراجعت تلك المؤسسة، فضاعت الأمانة.
اعتقد بعضهم بمجرد صورة له هنا وهناك أنه كسب الجولة بحذافيرها، ويعتقد آخر بمجرد كلمة قالها حازت له الدنيا بتفاصيلها، وأعتقد آخر أن بياناً كافيٍ يفي بالحقيقة. والكل يراوح مكانه، إما يجر خيبته وهو لا يدري، يحمل عقلا مستقيلاً وهو غافل. ديدنه تتبع الأخرين،وتثبيط العزائم وهو يظن أنه بذلك يحسن صنعاً. (راجع مصطلح العقل المستقيل- محمد الجابري).
إنها دعوة للصفاء، وهي أنشودة محاسبة النفس ثانياً ،ومعها نداء لليقظة ثالثا. أنظروا ماذا جنت أيديكم !.مؤسساتنا دون نشاط، معطّلة، مؤسساتنا ذهبت أدراج المناكفات والمشاكسات، مؤسساتنا أغلقت بوجه جيل كامل، ضيّعت منتسبيها، اتقوا الله في أنفسكم فقد بلغ السيل الزبى وما عادت الأمور تطاق.
وهي دعوة للمجتمع المدني. ثوروا وأحيوا تلك المؤسسات، وتحركوا، وسجلوا لأنفسكم موقفاً مشرفاً، جددوا الدماء والأشخاص، ولا تتركوا مؤسسات الدولة تعبث فينا وتنفث سمومها، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. والله من وراء القصد.
التعليقات