ينشر لكم موقع يافا 48 اللقاء الكامل الذي أجراه مع مروان زينب والد المغدور "جهاد زينب" والذي لقي مصرعه اثر عملية إطلاق نار استهدفته أثناء تواجده في شارع البرت كيوسو بتاريخ 9-4-2011.
نشـأته
"سميته جهاد لأنه من مواليد 1991 أي أثناء حرب الخليج، وكنا قد تعرفنا في ذلك الوقت على شخصية الرئيس صدام حسين، وسميته بهذا الاسم تعاطفاً مع قضية الشعب العراقي وتعاطفاً مع رئيسه الذي لقي الله شهيداً، جهاد هو الوحيد مع بنتين، حيث نشأ وترعرع في أحضان المساجد، وكنت أصطحبه معي في المهرجانات والصلوات، كان مواظباً على الصلاة في المساجد منذ نعومة أظافره، وكان يحفظ جزء "عم" كما كان سريع البديهة" يقول أبو جهاد ويضيف "ترعرع ابني في بيت محافظ، وبدأ مراحله التعليمية في مدرسة حسن عرفة الإبتدائية ولم يكن مجتهداً في الدراسة لكنه كان محبوباً لدى طاقم المدرسة ومديرها تحديداً، وكان يقر له الجميع بالمودة والإحترام وحسن الخلق والتواضع، وأذكر في يوم وفاته أن المربي علي غوطي همس في أذني وقال "أبرز ما كان يميز ابنك جهاد أنه لم يرفع حاجبه أمامنا يوماً".
صفاته
وأضاف أبو جهاد "أنهى جهاد المرحلة الإبتدائية ليلتحق بسوق العمل، حيث تنقل بين المحلات والورشات، وكان يحلم بأن يكون له اسم في سوق التجارة، وكان يريد أن يحقق أمنيته بأن يصبح رجل أعمال بارز، ومن أبرز صفاته أنه كان خجولاً ومطيعاً وشديد الحياء، كان يبتعد عن الحرام ويخشى من الوقوع فيه، فقد آمن بالعفاف وصون النفس، وأبرز ما كان يؤثر به وبحياته توجيهات أمه" ويقول أبو جهاد "من المواقف التي لا يمكنني نسيانها لحظة أنه شعر يوماً بأنه أغضبني فجاء ليستعذر ويقبل يدي، فقد عُرف وسط العائلة بحنانه وشدة إحترامه للآخرين، لقد ربيته على الأمانة وصون النفس وإحترام الناس وأن لا يظلم أحداً".
ويقول أبو جهاد أنه كان فرحاً جداً بمناسبة خطبته "قبل وفاته بأسابيع قمنا بخطبة إحدى بنات العائلات المحترمة في المدينة تمهيداً لزواجه، فكانت فرحته لا توصف بمناسبة خطبته".
يوم مقتله
"كان يوماً عادياً حيث دعى نسائبه إلى وليمة تناول العشاء في بيتنا فإجتمع الخلان والأحباب وكافة العائلة في ليلة مفعمة بالمودة، وفي نهاية الليل توضأ وصلى العشاء وذهب مع أصدقائه، وبعد ساعة تلقيت اتصالاً من شقيقته تخبرني فيه بأن جهاد قد أصيب جراء إطلاق النار عليه، فذهبت مسرعأً إلى المستشفى وعرفت حينها بأن المصاب جلل، وأعلن الطبيب بعد أقل من ساعة بأن جهاد قد فارق الحياة، وها أنا أعيش مع هذه الحادثة الأليمة التي قسمت ظهري وحياتي، وأتمنى من الله أن تكون حادثة مقتل جهاد هي الأخيرة في المدينة، وأدعو الشباب إلى استغلال أوقاتهم وحياتهم فيما ينفعهم في أمر علمهم ودينهم وآخرتهم" يقول أبو جهاد.
ويضيف "أحمد الله تعالى أن ابني فارق الحياة وهو في طاعة الله، فهو كان مواظباً على الصلاة في مواعيدها وكان يصوم أيام الإثنين والخميس، وكان حريصاً على هذه السنة حتى آخر أيامه".
رسالة أبو جهاد إلى أهالي المدينة
"رسالتي إلى أهالي المدينة أن اتقوا الله في ابني فما تتناقلوه عار عن الصحة، أجزم وأؤكد للجميع وليس من منطلق المدافع عن ابنه إلا أن جهاد لم يتورط يوماً في أي عملية قتل وأدعو الجميع أن يترحموا على ضحايا المدينة بدلاً من تناقل الإشاعات والأخبار التي لا أساس لها من الصحة".
وأضاف أبو جهاد "أنا إنسان مسالم لا أبحث عن الإنتقام وإراقة الدماء فنحن مسلمين والإسلام يحرم دم المسلم مهما وقع منه، فأنا ومن خلال هذا المنبر أعلن للجميع وللأهل والأصحاب أن الله سيتولى قتلة جهاد ولن يفلتوا من عذاب الله وعقابه، وأؤكد أنه لن يأتي اليوم الذي نفكر بالإنتقام لدم جهاد، والله تعالى أعلم بما تكن نفوسنا، ونسأل الله تعالى الرحمة لابننا جهاد الغالي ولجميع ضحايا الإسلام والمسلمين".
وانتهز الفرصة بأن نشكر الاخ رفعت ترك الذي فاجئنا بإحضار صور المرحوم جهاد أثناء زيارته إلى اوستراليا برفقة زملائه في مشروع كرة القدم فله كل الشكر والتقدير على مشواره الرياضي مع أبننا جهاد .
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]