الاثنين ، 28 جمادى الآخر ، 1446 - 30 ديسمبر 2024
|
|
YAFA
sms-tracking ارسل خبر

العام الجديد بين سقوط الأندلس ونهضة الأمة من جديد

يافا 48 2021-12-31 07:37:00
 
بقلم الشيخ كمال خطيب
 
يوم بعد غد الأحد 2/1 هو يوم الذكرى الحزينة، ذكرى سقوط الأندلس بتوقيع اتفاقية تسليم مدينة وإمارة غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس، الاتفاقية المُهينة التي وقّعت بين أمير غرناطة “أبو عبد الله الصغير”وبين فرناندو وزوجته إزابيلا أشهر أمراء إسبانيا يومها وكان ذلك في عام 1492 ميلادي.
 
الأندلس التي فتحها القائد الأموي موسى بن نصير وكان في مقدمة قادته القائد الفذّ طارق بن زياد، وهو من الشعب الأمازيغي “البربر” الذين دخلوا في الإسلام بعد فتح شمال إفريقيا والمغرب العربي وكان ذلك عام 711 ميلادي واستمر حكم المسلمين لتلك الأرض قريبًا من ثمانمائة عام انتهى بسقوط غرناطة عام 1492
 
كانت فتوحات المسلمين للأندلس تمثل نقطة فارقة ليس في تاريخ الأمة الإسلامية، بل إنها كانت تمثل فاتحة خير وبارقة أمل لكل أوروبا، ذلكم أن الفضل في نهضة أوروبا “لاحقًا” فإنه يعود للحضارة الإسلامية في الأندلس. ليس أن الأندلس كانت تمثل جنة في الأرض بما فيها من خيرات وجمال وقد أسماها بعض المؤرخين الفردوس المفقود، وقد قال الشاعر في وصف نعيمها:
 
يا أهل أندلس لله دركم           ماء وظلّ وأنهار وأشجار
 
ما جنّة الخلد إلا في دياركم      ولو تخيّرت هذا كنت اختار
 
لا تحسبوا غدًا أن تدخلوا سقرًا    فليس تُدخل بعد الجنة النار
 
فليس أنها كانت تمثّل جنة الله في الأرض وإنما بفضل وجود المسلمين فيها واحتكاك الإفرنج بهم. فقد كانت بداية عهد جديد لهم، كيف لا وأوروبا يومها كانت غارقة في ظلمات جهل القرون الوسطى حين أصبح أبناء الذوات والنبلاء يتوجهون إلى قبلة العلم والعلماء قرطبة وإشبيلية ينهلون من علماء جامعاتها، بل أصبح الواحد من هؤلاء يفاخر أنه تلقى العلم على يد علماء العرب في الأندلس، بل إن من أراد أن يظهر تميّزه العلمي وثقافته فإنه كان يفاخر باستعمال بعض المصطلحات العربية في حديثه تمامًا مثلما نرى ونسمع اليوم من يفاخر من المثقفين العرب باستعمال مصطلحات انجليزية وعبرية في إشارة إلى سعة ثقافته.
 
ومع ذلك الاندفاع والتقدم السريع الذي لم يستغرق أكثر من عشر سنوات حين فتح المسلمون بلاد الإسبان كلها ووقفوا على حدود فرنسا الجنوبية، ومع ما وصلوا إليه من نهضة علميّة وعمرانيّة واجتماعية إلا أنهم وبعد مرور قرابة 300 عام ظهرت العصبيات والنزعات التي قادت إلى أن تصبح الأندلس وتتكون من 21 إمارة بعد أن كانت ولاية وإمارة إسلامية واحدة. وليس أنها كذلك فقط، بل إنها النزاعات والحروب والميل إلى الترف والتنعم وحياة البذخ التي اختصرت الطريق أمام أمراء الإسبان بإعادة تجميع صفوفهم وبداية العمل على استرداد الإمارات الإسلامية الواحدة تلو الأخرى وإن كان قد استمر ذلك على امتداد هذه السنوات وكانت نهايته يوم 2/1/1492 بتوقيع اتفاقية سقوط غرناطة حيث سبق ذلك سقوط قرطبة في العام 1936 وسقوط إشبيلية في عام 1248.
 
لقد تحول الأمر إلى نقيضه، فالمسلمون الذين فتح أمراؤهم بلاد الاندلس تحت راية الدين والفضيلة وإذا بهم ينسلخون من قيم الدين والفضيلة والشرف ليغرقوا في الترف والقيان والجواري والموشحّات والغزل، بينما أصبح أمراء الإسبان يقاتلونهم تحت شعار خدمة الدين والكنيسة، وقد وصل الأمر أنه عندما حوصرت إشبيلية قام أميرها المعتمد بن عبّاد بإرسال طلب العون من يوسف بن تاشفين الزعيم المسلم الذي بدأ يسطع نجمه في المغرب كأحد ملوك دولة المرابطين، فجنّ جنون بعض مستشاري بن عبّاد حيث حرّضوه على عدم الاستنجاد بابن تاشفين بزعم أنه “إذا جاء وانتصر على الإسبان  سيسلبك ملكك وإمارتك” مع أن الإسبان يحاصرونهم، فكان جواب المعتمد بن عبّاد لهم بجملته المشهورة “إن رعي الجمال خير من رعي الخنازير” أي أن أكون خادمًا وتحت إمرة مسلم أرعى جماله خير من أن أكون تحت إمرة إسباني سيجعلني أرعى خنازيره.
 
لقد تجرّع بن عبّاد من نفس الكأس الذي سقى به أمير طليطلة حيث قام بن عبّاد قبل ذلك بتوقيع اتفاقية مع ملك قشتالة الإسباني تنص على أن” يتعهد ملك قشتالة بأن يعاون ابن عبّاد بالجند ضد سائر أعدائه من الأمراء المسلمين، ويتعهد بن عبّاد مقابل ذلك بأن يؤدي إلى ملك قشتالة جزية كبيرة، ويتعهد بالأخص بما هو أهم من ذلك بأن يتركه حرًا طليقًا في أعماله ضد طليطلة وألا يعترض مشروعه بالاستيلاء عليها”.
 
وكم كان ابن حزم دقيقًا في وصفه حال أمراء الطوائف يومها حين قال: “لو علموا في عبادة الصلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها، فنحن نراهم يستمدون النصارى فيمكّنونهم رجالهم وأبناءهم وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعًا فأخلوها من الإسلام وعمّروها بالنواقيس”.
 
وهل يمكن أن يسمى هذا في لغة زماننا بغير التنسيق الأمني الذي تقوم به سلطة أبو مازن في رام الله، وبغير التطبيع وما يتبعه الذي تقوم به إمارات الخليج وكل ذلك لكسب ودّ أمريكا ورضاها عبر التطبيع مع إسرائيل وذلك لتمشية أمورهم والحفاظ على عروشهم؟
 
استمر التراجع في ظلّ أمراء فاسدين ما بقي لهم من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه كما وصفهم الشاعر:
 
ومما يزهدني في أرض أندلس          أسماء مقتدر فيها ومعتمد
 
ألقاب مملكة في غير موضعها           كالهرّ يحكي انتفاخًا صولة الأسد
 
فلقد وصل التردي إلى أن بلغ قاعه وحضيضه يوم جرت مفاوضات تسليم وسقوط غرناطة عام 1492 بين جانب قشتالي قويّ متشدد متديّن وبين جانب غرناطي مسلم ضعيف فرض فيها الإسبان شروطهم تمامًا كما يفرض المفاوض الإسرائيلي شروطه على المفاوض الفلسطيني الضعيف المهزوم، فما إن استسلمت غرناطة إلا والإسبان ينقضون عهودهم ويفرضون ويصدرون أوامرهم كما أوردها المؤرخ المقري في كتابه “نفح الطيب من غصن الأندلس الطيب”:
 
جمع الكتب العربية والمصاحف وحرقها.
منع لباس الحجاب للنساء أبدًا.
تحويل جميع المساجد إلى كنائس.
يعاقب كل من يضبط وهو يلبس ثيابًا نظيفة يوم الجمعة.
تتزوج الفتاة المسلمة في الكنيسة.
إذا ذكر اسم “محمد” ولم يسبّه السامع يعاقب.
إذا أدار وجهه نحو الشرق أي نحو الكعبة وقال “بسم الله” يعاقب.
إذا قام أحدهم بإجراء الختان لمولوده يعاقب.
إذا امتنع عن أكل لحم الخنزير يعاقب.
إذا غُسل الميت على الطريقة الإسلامية يعاقب من غسّله.
ممنوع الصوم في رمضان.
إذا مرّ راهب بالطريق وكان فيه مسلم فيجب على المسلم أن يسجد وينحني له.
وبالمناسبة فإن نصوص اتفاقية استسلام غرناطة عام 1492 تشبه إلى حد بعيد شروط اتفاقية لوزان عام 1923 التي فرضت بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى. هذه الشروط التي نفذها أتاتورك بحذافيرها في الجانب العسكري والسياسي، وكان منها في الجانب الديني والاجتماعي:
 
إلغاء لبس الحجاب للنساء وإلغاء لبس الطربوش للرجال.
منع الحديث باللغة العربية.
إلغاء استخدام الأحرف العربية لكتابة اللغة التركية.
منع الأذان بالعربية.
استبدال التقويم الميلادي بدل التقويم الهجري.. وغيرها.
ولذلك فقد شبّه أحمد شوقي سقوط دولة الخلافة العثمانية التي خدمت الإسلام 500 عام بسقوط الدولة الاسلامية في الأندلس بعد 800 عام، فقال:
 
يا أخت أندلس عليك سلام         هوت الخلافة عنك والإسلام
 
خفت الأذان من السماء فلا ترى   موحدًا يسعى ولا الجمع الحسان تقام
 
وأما عن سقوط الأندلس، وكانت آخر المعاقل والإمارات سقوطًا هي غرناطة فقد قال الشاعر الأندلسي “أبو البقاء الرندي” قصيدة مشهورة يرثي بها الأندلس كان من أبياتها:
 
لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ                  فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إنْسَانُ
 
هِيَ الأَيْامُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ                 مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءتْهُ أزْمَانُ
 
وللحوادثِ سُلوانٌ يُسَهِّلُهَا                      وَمَا لِمَا حلَّ بالإسلامِ سُلوانُ
 
تبكي الحنيفيةُ البيضاءُ مِن أسفٍ         كما بكى لفراقِ الإلفِ هَيمانُ
 
عَـلى دِيـارٍ مِـنَ الإِسلامِ خالِيَةٍ         قـد أَقـفَرَتْ وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ
 
حيثُ المساجدُ قدْ صارتْ كنائسُ ما         فيهنَّ إلّا نواقيسٌ وصُلبانُ
 
حتى المحاريبُ تبكي وَهْيَ جامدةٌ           حتى المنابرُ تَرثي وهْيَ عِيدانُ
 
أعندكم نبأٌ منْ أهلِ أندلسٍ                       فقدْ سرى بحديثِ القومِ ركُبانُ
 
لماذا التقاطعُ في الإسلامِ بينكمُ              وأنتمُ يا عبادَ الله إخوانُ
 
يا مَنْ لذلةِ قومٍ بعدَ عزَّتِهِم                 أحالَ حالهُمُ كفرٌ وطُغيانُ
 
بالأمسِ كانوا ملوكًا في منازِلِهِم        واليومَ همْ في بلادِ الكفرِ عُبدانُ
 
فلو تراهمْ حيارى لا دليلَ لهمْ           عليهِمُ منْ ثيابِ الذلِّ ألوانُ
 
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعِهِمُ                  لهالَكَ الأمرُ واستهوتْكَ أحزانُ
 
يا رُبَّ أمٍّ وطفلٍ حِيلَ بينهمَا                 كما تُفرَّقُ أرواحٌ وأبدانُ
 
وطفلةٍ مثلَ حسنِ الشمسِ إذْ طلعتْ        كأنما هي ياقوتٌ ومَرجانُ
 
يقودُها العلجُ للمكروهِ مُكرهةً            والعينُ باكيةُ والقلبُ حَيرانُ
 
لمِثلِ هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ        إنْ كانَ في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
 
 
كان لافتًا أنه بخروج المسلمين من الأندلس بعد اتفاقية سقوط غرناطة فإنه قد خرج مع المسلمين اليهود، ولأن عداء الأسبان المسيحيين كان لليهود والمسلمين على حد سواء، ولأن اليهود كانوا يعلمون أن العيش المتسامح واحترام حرية الاعتقاد والعبادة لهم لن تكون إلا تحت حكم المسلمين فقد اختاروا الخروج إلى بلاد المسلمين فكانت وجهتهم إما الى اسطنبول وإما إلى شمال أفريقيا وهم الذين عرفوا باسم “السفرديم” أي من ذوي الأصول الإسبانية، لكن نكران الجميل وصل إلى حد أن هؤلاء الذين لما اقتلعوا من بيوتهم في الأندلس فلم يجدوا غير بيوت وبلاد المسلمين تؤويهم وإذا بهم يقتلون المسلمين والفلسطينيين من بيوتهم ووطنهم وبمساندة الأوروبيين الانجليز والفرنسيين الذين ساهموا في طردهم من الأندلس مع ضرورة الإشارة إلى أن يهود الأندلس كانوا قد لجأوا إليها بعد المجازر التي ارتكبت بحقهم في وسط أوروبا، فكان كلما انتشر وباء أو جائحة فكان القساوسة يقولون أن هذا وقع بسبب نحس اليهود وشؤمهم فيرتكبوا بحقهم المجازر، فكانوا يفرون إلى الأندلس بها يجدون ملاذًا وحضنًا يحترم إنسانيتهم ومعتقدهم.
 
بين يدي 1/2/2022 يوم الذكرى الحزينة لتسليم غرناطة وخروج المسلمين من الأندلس، مع بداية عام ميلادي جديد فإننا على يقين من أن الدنيا كلها تترقب حدوث تغييرات لعلّ أبرزها عودة الإسلام لقيادة الكون رغم كل الظروف التي تمر بها الأمة من تسلّط الزعماء الفاسدين وخياناتهم، وسواء كانوا هم الاسرائيليين أو الأوروبيين فإنهم يعيشون هاجس وقلق عودة المارد الإسلامي من جديد.
 
وكم كان لافتًا ما كتبه الصحفي الإسرائيلي “موران شرير” في ملحق صحيفة هآرتش يوم 27/9/2019 في تقرير موسع كتبه خلال احتفال لاستقبال طائرة بوينغ جديدة للأسطول التجاري الإسرائيلي هي الطائرة رقم 12، تلك الطائرة التي أطلق عليها اسم “جوهرة أورشليم” والتي دعي لحفل الاستقبال بعده هبوطها قادمة من نيويورك في مطار تل أبيب رئيس بلدية القدس والحاخام الأكبر وإسرائيل الذي صعد إليها ليقرأ عليها تعويذات ومباركات. وقد كتب الصحفي “موران شرير” قائلًا: عندما نستيقظ ذات يوم فلا نجد إلا الفلسطينيين عن يسارنا والبحر عن يميننا وذكرى أوشفيتس في رؤوسنا، وأرجلنا تصطف بالطوابير أمام سفارة البرتغال، صحيح أن قلوبنا معلقة بأورشليم لكننا يومها لن نجد إلا هذه الطائرة نغادر بها”.
 
 إنها الإشارة الواضحة للهجرة العكسية لإسرائيليين لم يجدوا ضالتهم في” بلاد السمن والعسل” وإنما هو القلق والخوف من المستقبل ومن تغيّرات هم على يقين أن المنطقة ستشهدها، فأصبحوا يسعون للحصول على جوازات سفر لأي دولة توافق على إعطائهم إياها، ولأن البرتغال قد أعلنت أن كل إسرائيلي يتقدم بوثائق تثبت أن له أجدادًا خرجوا من الأندلس يوم خروج المسلمين فإن له الحق في الحصول على جواز سفر برتغالي فإن عشرات آلاف اليهود الإسرائيليين قد تقدموا بطلبات الحصول على جواز سفر برتغالي.
 
إنه ولما كانت شمس الإسلام تغيب من هضبة الأندلس فإنها كانت تشرق وتسطع في هضبة الأناضول. ولما كانت غرناطة تستسلم للإسبان كانت بيزنطة تتحول إلى إسطنبول مدينة، بل عاصمة إسلامية تصدر الأوامر منها إلى كل عواصم الدنيا.
 
وكما كانت شمس الإسلام تغيب قبل مائة عام “عام 1923” بسقوط الدولة العثمانية، فها هي الدنيا كلها تتهيأ لعودة بزوغ شمس الإسلام من جديد.
 
إنهم أعداؤنا يعلمون علم اليقين أن السؤال ليس هل سيعود الإسلام لحكم الكون أم لا، وإنما السؤال كيف ومتى؟! إنهم يعلمون أن ذلك حتمًا سيكون.
 
فالقوم يخشون انتفاضة ديننا        بعد الجمود وبعد نوم قرونِ
 
يخشون يعرُب أن تجود بخالد      وبكل سعد فاتح ميمونِ
 
يخشون أفريقيا تجود بطارق       يخشون تركيّا كنور الدينِ
 
يخشون دين الله يرجع مصدرًا      للفكر والتوجيه والتقنينِ
 
فإذا كان يوم غد الماضي يذكرنا بسقوط الأندلس، فإن بعد غد القادم والمستقبل القريب الآتي يبشّرنا بنهضة الأمة بإذن الله تعالى، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبًا..
 
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.
 
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة
 
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون
comment

التعليقات

2 تعليقات
إضافة تعليق

وفاء

2021-12-31 15:23:37

كلام راقي.. حياك الله يا شيخنا الفاضل !

إضافة رد

ابراهيم

2021-12-31 08:03:28

سقطت من الهوا الي كانت فيه المسلمين

إضافة رد
load تحميل
comment

تعليقات Facebook