السبت ، 19 جمادى الآخر ، 1446 - 21 ديسمبر 2024
|
|
YAFA
sms-tracking ارسل خبر

مقال| ثلاثة مقترحات لإنقاذ جهاز التعليم العربي في يافا

يافا 48 2022-09-25 11:36:00
 
إن الأزمات التي يواجهها مجتمعنا العربي في مدينة يافا متعددة وتكاد تلامس أبسط التفاصيل في كافة مناحي حياتنا في هذا البلد، وأكاد أجزم أن لو مِثل هذه الأزمات الكبيرة والمتراكمة إن تعرض لها أي مجتمع آخر لتعرض للإنهيار والإندثار، ومن هنا لا بد من توجيه التحية لأهلنا أبناء مجتمعنا العربي في يافا على ثباتهم وصمودهم وتمسكمهم بهويتهم حباً لهذه الأرض وكل ما يربطنا بها من عقيدة وتاريخ وحاضر ومستقبل..
 
مما لا شك فيه أننا في كل مرة نستحضر فيها الأزمات التي يواجهها مجتمعنا العربي في يافا نتناول خلالها كُبريات المشاكل والتي لا مجال لغض الطرف عنها أو تجاهلها بأي شكل مِن الأشكال، وعلى رأسها أُم الأزمات اليافية أزمة السكن والتي هي بالنسبة لنا تهديد وجودي ينغص علينا حياتنا بكل ما فيها، بالإضافة إلى الأزمات الأخرى والتي لا تقل شأناً كالعنف الذي يشتت مجتمعنا ويفرق بين مُركباته والطلاق الذي يفكك الأسر بمجتمعنا وغلاء المعيشة الذي يُضعف مجتمعنا، وكذلك أزمة التعليم التي لا تأخذ حقها في ظل الأزمات الوجودية الأخرى!.
 
ولكن لو أردنا بحق أن ننظم صفوفنا ونعمل بجديّة على الإصلاح والتغيير فلا بد أن نبدأ بحل أزمة التعليم في مدينتنا، فحتى نستطيع أن نواجه كل تلك التحديات الجسيمة والمخططات الشرسة لا بد أن نبني جيلاً واعياً ومثقفاً يدرك جيداً ما يُحاك ضده وضد مجتمعه في الغرف المظلمة، وكذلك يعي جيداً جوانب التطور الذي لا بد أن يرقى له مجتمعنا حتى لا يتخلف عن ركب التطور -ويفوته القطار- فيزداد الطين المحيط بِنا من كل حدب وصوب بلّة.
 
ولو أردنا أن نُشخص الحالة التعليمية العربية في يافا سنجد أننا أمام حالة صعبة جداً من تسرّب نسبة مِن طلابنا لا يُستهان بِها في المراحل الثانوية إلى الشوارع، بالإضافة إلى نشوز شريحة طلابية واسعة بلغت نحو 900 طالب وفق التقارير التي نُشرت مؤخرا مِن المدارس العربية قسراً أو إختياراً إلى مدارس عبرية تضيع فيها الهوية وتنحرف فيها البوصلة، بالإضافة إلى حاجات أساسية ومركزية تنقص جهاز التعليم العربي في يافا، سأتناول بعضها في السطور القادمة.
 
فخلال الأسبوع الماضي جمعتني جلسة بأخٍ عزيز مطلع أشد الإطلاع على الحالة اليافية أحسبه مِن الذين يعملون بصدق وإخلاص لتحقيق المصلحة الجماعية لمجتمعنا، تبادلنا خلالها الحديث حول أزمة التعليم المحلية ولفت إنتباهي خلال الحديث أمور لا ينبغي السكوت عنها ويجب التحرك فوراً لتحصيلها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مِن جهاز التعليم العربي في يافا.
 
فأول ما ينقصنا الآن هو إقامة مدرسة نموذجية للطلاب المتفوقين في مجتمعنا العربي، يحصل خلالها الطالب على كافة إحتياجاته التعليمية دون أن يُحرم مِن شيء ليرتقي في سُلم العلم إلى أعلى درجاته ليطرق لاحقاً أبواب المؤسسات الأكاديمية ويدخلها مِن أوسع أبوابها، ويشار أنه كانت هنالك تجربة فريدة في مدينة يافا عبر مدرسة نموذجية خرجت طبقات من الأكاديميين الذين أمدوا مجتمعنا بالقوة سواء كانوا قاصدين او غير ذلك، ولكن مجرد أنه كان وكانت التجربة ناجحة فيجب أن تعاد الفكرة وتُطبق.
 
ثاني ما ينقصنا هو مدرسة للتعليم الخاص تقدم خدماتها للطلاب العرب في يافا، فلا يُعقل أننا في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين وهنالك طلاب من ذوي التعليم الخاص تحولوا إلى رهائن في الصفوف العادية لا يتلقون ما يحتاجونه بسبب عدم أهلية المعلم العادي للتعامل معهم بسبب عدم حصوله على شهادة تؤهله للتعامل الخاص مع هذه الشريحة الطلابية فأصبح الطالب والمعلم ضحايا لهذه الحالة، أضف على حالات كثيرة يضطر خلالها طلابنا العرب في التعليم الخاص للسفر إلى تل أبيب او للدراسة في مدارس خاصة غير عربية يفقدون خلالها التواصل بلغتهم الأم وهم أحوّج الناس لتقوية لغتهم مِن أجل التواصل الإجتماعي بالإضافة لعدم إلمامهم بأبسط الرموز الدينية والوطنية التي تشكل هويتهم بسبب تجاهلها في تلك المدارس، ويُذكر أنها كانت في الماضي مدرسة تعليم خاص عربية في يافا.
 
وأخيرا يجب العمل فوراً في مدارسنا وفي مؤسسات المجتمع المدني على تقوية طلابنا في اللغة العربية -اللغة الأم-، وذلك عبر رفع عدد الحصص الدراسية فيها بشكل ملحوظ وتعليم بعض المواد التي تُعلم باللغة العبرية كالرياضيات ومواضيع التخصص باللغة العربية لكشف طلابنا على مصطلحات لغوية هم بحاجة ماسة لمعرفتها، فثبت بدراسات علمية عديدة أنه من يتمتع بثروة لغوية واسعة في لغته الأم يسهل عليه تعلم اللغات الأخرى بالإضافة لتمتعه بقدرات تعبيرية عالية تساهم في تحسين لغة الحوار والنقاش لديه، وهذا مِن شأنه أن يرتقي بطلابنا وبمجتمعنا كثيراً.
 
أكتفي بهذا القدر حتى تصل الرسالة واضحة بإذن الله تعالى!.
 
بقلم: محمد محاميد
 
comment

التعليقات

12 تعليقات
إضافة تعليق

٧ حروف

2022-09-26 13:00:04

رؤيه موفقه ونشر واضح وصريح لكن لى ماخذ على الاهل ولا مبلاه لديهم وكذالك لازم المعلمين يكونوا على مستوى راقي وتكون لهم دورات إرشادية وهذا أهم شئ في الموضوع

إضافة رد

ابو اياد

2022-09-26 08:09:20

احسنت على هذه الرؤية الواضحة فهذه خارطة طريق وليست سياسة اطفاء حرائق بوركت على الفكرة

إضافة رد

م.ن

2022-09-26 04:29:58

فعلاً واجب علينا نشكر المربية الفاضلة مروة عبد الغافر على مجهودها انها عملت حركة وبادرة بالنسبة لتسكير جزء من الروضات والمدارس ومستوى التعليم لازم يكون كثير اعلى. المعاملة في المدارس العربية سواءً من المدراء او المعلمات لازم تتحسن مع الطلاب كمان عشان هيك بروحوا للمدارس اليهودية بارك الله فيكي يا اخت مروة جزاكي الله كل خير وبطلب من الهيئات الشمالية والجنوبية والحركات بفكر انوا مشاك البلد بتهمكم كلكم

إضافة رد

يافاوية

2022-09-25 17:26:25

ياجماعة الخير احنا شبعنا حكي وشعرات وكلام ومواعظ احنا بدنا افعال انضموا يا اهل يافا مشاكل البلد بتخصنا كلنا لازم نكون ايد واحدة وما نكون احزاب مش انا كبير وانت صغير والله وبشكر المربية الاخت مروة انك عملت حركة بشاءن اغلاق الروضات ومدارس ومستوى التعليم واطي انت كاتب يا شيخ محمد الطلاب الثانوية يخرجون الى الشوارع انا بطلب المعلمين والمعلمات من الصفوف الابتدائية رغبوا الطلاب بالعلم حسنوا معاملتكم لهم مش لازم تكونوا في الصفوف زي الزابط وما تضغطوهم انتو المسؤلين على هذا الاشي المعاملة ثم المعاملة

فعلا

2022-09-25 19:57:47

وببدولك من اول السنه كانهم زباط برتبه بنفعش احنا بنقول الله يعين المعلمين الصفوف ملانه اعملوا درس كل اسبوع عتشجيع الطلاب بطريقه حلوه يحبوا العلم همي مش بكرهوه لكن الضغط بتعب الدنيا مش ناقصها كل استاذ ومعلمه اتزكروا هدول طلاب مرقوا سنتين اكبات من الكورونا مفهموش وين الله حاططهم يعني عينوهم بدرس تقويه للعلم وشرح عن انجازات ناس بعد العلم

إضافة رد

حسن

2022-09-25 13:55:36

بارك الله فيك

إضافة رد

إسلامي غيور

2022-09-25 12:45:49

جزاكم الله خيرا ، وأيضا لماذا لا يكون هناك مدارس خاصه للبنات وأخرى للبنين ، الإختلاط عندنا محرم ،لماذا يوجد للمتدينين الحرديم مدارس منفصله ،نحن أولى منهم بإتباع ديننا

إضافة رد

..

2022-09-25 12:40:28

تمان هذا ما ينقصنا فعلا كثير من الطلاب يحتاجون صف للتربيه الخاصه ولا يوجد مدرسه فيضطرون الاهل لتسجيل اولادهم بالمدارس عند اليهود لان المدارس الخاصه بمستوى رفيع وطاقم مناسب لذلك وبالتالي يكبر والولد في مدرسه يهود وقليل ما يتحدث بالعربي ويواجه صعوبات اجتماعيه مثل الانسجام مع ابناء بلده بالذات انهاء تعليمه ناهيك عن الفتن هناك والمباحات وسياسه اعطاء حبوب بلا رحمه والله المستعان

إضافة رد

حسام

2022-09-25 12:15:51

كل الاحترام كلام واضح وصريح ولازم تطبيقه

إضافة رد

الرمله

2022-09-25 12:13:02

حيهم الكل يطالب بالعلم

إضافة رد

يافاوي

2022-09-25 12:12:20

كلام سليم واضح صريح كلكم مع بعض لاجل الطلاب والطالبات

إضافة رد

لداوي

2022-09-25 12:11:36

نورت يافا ٤٨

إضافة رد

ابو سراري يوسف

2022-09-25 11:47:26

بارك الله فيك شيخ محمد

إضافة رد
load تحميل
comment

تعليقات Facebook