اغلاق
اغلاق
  ارسل خبر

"بين الخليفة عبد الحميد الثاني والعثماني الجديد اردوغان" للشيخ أحمد أبو عجوة

 

 
بين الخليفة عبد الحميد الثاني والعثماني الجديد أردوغان ...
 
على خلفية خضوع الكيان الإسرائيلي للمطالب التركية .
 
بعد مرور سنوات على الهجوم الوحشي من قبل الجيش الإسرائيلي على سفينة  الإغاثة الإنسانية "مافي مرمرة " لفك الحصار عن قطاع غزة ، والذي أدى إلى استشهاد تسعة مواطنين أتراكا كانوا على متن السفينة ، لم يجد الكيان الإسرائيلي بُدّا من الخضوع للمطالب التركية ، وعلى رأسها الاعتذار للشعب التركي ، وتعويض أُسر الشهداء ، هذا الاعتذار الذي حاول الساسة الإسرائيليون الادعاء بأنه لن يُقدم في يوم من الأيام ، وذلك بسبب ما اعتاده هؤلاء الساسة في ظل  حالة الذل والهوان التي كانت تعتري الزعماء العرب ( قبل الربيع العربي طبعا ) ،فإذا بهم يُفاجؤن بموقف يحمل في طياته كل معاني العزة والكرامة الإسلامية. لقد أصرّ الشعب التركي بقيادة البطل المسلم " أردوغان " على مطالبه ، مؤكدا للكيان الإسرائيلي ومن وراءه ، أن المنطقة والعالم على أعتاب مرحلة جديدة ، هي عصر ظهور الإسلام وأهله ، وبالمقابل هي مرحلة أُفول نجم الظلم والظالمين !
 
إن الموقف المشرف الذي أظهره أردوغان للكيان اللإسرائيلي ، ليس وليد الحدث ، أو نتاج المرحلة ، ولكنه تراث يعود لدولة الخلافة العثمانية ، التي رفعت راية الكتاب والسُنة ، وخدمت الملة المحمدية ( واللفظ من الأدبيات العثمانية ) ودافعت عن الإسلام وأهله في العالم لعدة قرون .
 
 وبما أن الحديث عن موقف الزعيم المسلم أردوغان في مواجهة العنجهية والوحشية الإسرائيلية ، وانتصار الإرادة السياسية التركية ، فلا بد من الوقوف مع المشهد التالي لخليفة المسلمين " عبد الحميد الثاني "  أنزل الله شآبيب الرحمة على روحه ... في مواجهة دجّال الصهيونية " هرتسل " عندما أراد أن يساوم السلطان عبد الحميد الثاني –رحمه الله - عن أرض فلسطين المباركة ! فقد حاول الصهيوني الصغير إغراء الخليفة المسلم بخمسين مليون جنيه ذهبا إذا ما سمح لليهود بأن يستوطنوا فلسطين في ظل الحكم العثماني ، ولكن السلطان رفض ذلك العرض على الرغم من الأزمات المالية الحادة التي كانت تجتازها الإمبراطورية آنذاك .
 
وهاكم كلمات الخليفة عبد الحميد الثاني – والتي حُق لها أن تُكتب بماء الذهب - ، ووالله إنها لتخرج وكلمات أردوغان من مشكاة واحدة ! خاطب السلطان الوسطاء قائلا : "انصحوا الدكتور هرتسل بأن لا يتخذ خطوات جديدة في هذا الموضوع ، إنني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض ، فهي ليست ملك يميني ، بل ملك شعبي . لقد ناضل شعبي في سبيل هذه الأرض ورواها بدمه . فليحتفظ اليهود بملايينهم إذا مُزّقت إمبراطوريتي ، فلعلهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين . ولكن يجب أن يبدأ ذلك التمزيق أولا في جثثنا ، فإني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة .. " .
 
نعم إنها عزّةُ المسلم ، والتي توارثتها الأجيال ، حتى جاء عصر " الفاتح " أردوغان العثماني الجديد ، لتأتلق هذه العزّة من جديد وفي ذات القضية ، قضية فلسطين ، والأقصى دُرّة تاجها ... فنم قرير العين يا خليفة المسلمين فإن من عرضوا عليك بالأمس المال للتنازل عن فلسطين ، ها هم اليوم يخضعون لطلبات أحفادك العثمانيين الجدد ، وسيدفعون الأموال ، ولكن ليس من باب المساومة والرشوة ، ولكن من باب الذل والهوان ، إي والله بعد الأعتذار سيبذلون الأموال عن يد وهم صاغرون .
 
فيا أيها العرب والمسلمون : إن الثبات العنيد على الحق والثوابت لا بُد أن يؤتي أُكله ولو بعد حين . يسألونك متى هو ؟ قل : عسى أن يكون قريبا ...
 
لا تكرهوا البنات ...
 
عنما أشرقت  شمس الإسلام على العالم كان العرب يكرهون البنات خشية العار ، وقد وصف القرآن حال أحدهم عندما تولد له الأُنثى ، قال تعالى : " ((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ{58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ{59} ))النحل.
 
فنهى الإسلام أتباعه من التفرقة بين المواليد الذكور والإناث ، وبيّن القرآن أن مرجع جنس المولود إنما أمره إلى الله ، قال تعالى : (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ . أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) الشورى/ 49 ، 50.
 
بل أكثر من ذلك ، فقد أوصى نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بالبنات خيرا ، وذلك من باب عناية الإسلام بالبنات ، وحفاظا عليهن وعلى حقوقهن ومكانتهن ، فاسمعوا أيها المسلمون ، بل فلتسمع الدنيا بأسرها إلى حديث النبي  ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات " .رواه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة .
 
صدقت بأبي وأمي أنت سيدي يا رسول الله ، فما أرحم البنات على آبائهن وأمهاتهن، رحمة دائمة لا تنقطع. اللهم آنسنا ببناتنا ، وأدم أُنسهن لنا، واحفظهن ، واسترهن في الدنيا والآخرة ، واجعلهن حجابا لنا من النار. اللهم آمين
 
من وجد الله فمادا فقد ...
 
من الأقوال الشائعة عند أهل السلوك : " من وجد الله فماذا فقد ؟ ومن فقد الله فماذا وجد ؟ ".
 
إنها الحقيقة التي ربّى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة عليها ، فمن نال رضوان الله ومعيّته ، فإنه قد بلغ الغاية التي يسعى إليها المؤمن ، وبعد ذلك فإنه لن يحزن عل ما فات ، ولن يصيبه الهمّ على ما قد يصيبه ، لأنه يعلم أن الله واقيه وكافيه ، فمن كان هذا حاله ، فماذا عساه يكون قد فقد ؟
 
والعكس صحيح ، فمن لم يكن في معيّة الله ورضوانه ، ولو كانت له الدنيا – كل الدنيا – ولكنه قد وكله الله إلى نفسه ، إلى الهموم والغموم والأحزان والمكدّرات وضيق الصدر ، فمن كان هذا حاله فماذا يكون عساه وجد بعين الحقيقة ؟
 
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك ، فوَضنا أمرنا إليك ولا حول ولا قوة إلا بك .

 

بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]

أضف تعليق

التعليقات

1
التشبيه ليس في محله دون الدخول في اشكالية الحكم العثماني على فلسطين والشرق وما آلت إليه الاوضاع في هذه البلاد . أرى أن التشبيه بين السلطان عبد الحميد واردوجان ليس بمحله فقط لسبب واحد. السلطان عبد الحميد لم يجري سفقات سلاح مع اسرائيل وسفقات تجارية استرت بعد مرمرة وقبلها. جزء من هذا السلاح يذبح به الشعب السوري اليوم. والله ولي التوفيق
أبو أيمن - 30/03/2013
رد

تعليقات Facebook