أكد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء اليوم الثلاثاء على معارضة مفاوضات الدول الكبرى مع إيران بشأن الملف النووي الإيراني، معتبرًا أن الاتفاق الوشيك بشأن ذلك سيساعد طهران على تكثيف مساعي امتلاك السلاح النووي.
ودعا نتنياهو في خطاب له أمام مجلس الكونغرس الأمريكي في واشنطن إلى إبقاء الضغوط الدولية على إيران وعدم رفع العقوبات عنها حتى تقدم ضمانات كاملة بوقف أنشطتها النووية والتوقف عن دعم "الإرهاب" وتهديد وجود الكيان الإسرائيلي.
وقال نتنياهو إن سعي إيران لامتلاك سلاح نووي يهدد وجود ومستقبل الكيان الإسرائيلي، مضيفا أن "الشعب اليهودي يواجه تهديدًا جديدًا من إيران التي تسعى لتدميره".
وأضاف أن التوصل لاتفاق مع إيران لن يمنعها من الاستمرار في مساعي امتلاك سلاحا نوويا، كونه سيحمل تنازلين لها الأول بمساعدتها على امتلاك بنية تحتية لتقصير المدة التي تحتاجها لتخصيب اليورانيوم وعدم تدمير مفاعلها النووية.
وذكر أن التنازل الثاني هو أن بعض العقوبات التي سيتم فرضها على البرنامج النووي تحت إشراف مراقبين دوليين يقومون بتوثيق الانتهاكات دون إمكانية وقفها وبالتالي ستستمر طهران بمساعيها لامتلاك سلاح نووي.
وحذر نتنياهو من إمكانية أن تكون إيران تدير منشآت نووية لا يعلم العالم عنها شيئا، لافتا إلى أن طهران تخطط لامتلاك أكثر من 190 ألف جهاز طرد مركزي.
وشدد على أنه "علينا مواجهة أهداف إيران للتوسع والهيمنة والإرهاب لأن "أسوأ ما نواجهه هو خطر تزاوج الإرهاب والسلاح النووي".
شيطنة إيران
وادعى نتنياهو في خطابه الذي حظي بتصفيق متكرر وحار من أعضاء الكونغرس أن إيران ستكون أكثر قوة ورعاية للإرهاب عند تخلصها من العقوبات الدولية بموجب الاتفاقية التي يجرى التفاوض بشأنها.
وقال "لا يجب الرهان على مستقبلنا ونحن ندعو لإبقاء العقوبات على إيران طالما أنها تهدد المنطقة والعالم لأنه حال التوصل للاتفاق الوشيك مع الدول الكبرى سيكون هناك سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط".
وأضاف أن "البديل للاتفاق السيء هو اتفاق أفضل بكثير لا يمكن إيران من امتلاك منشآت تساعدها على امتلاك سلاح نووي وتجعل (إسرائيل) والدول المجاورة قادرة على الحياة".
وشن نتنياهو تحريضا كبيرا على إيران فوصف نظامها بأنه ليس مشكلة يهودية بل تهديدا للسلام في العالم، وأن الحرس الثوري الإيراني يسعى إلى رفع راية الجهاد لتصدير الثورة الإسلامية إلى العالم.
وقال إن "إيران تستغل الفراغ في العالم لتنفيذ مخططاتها التوسعية وهي حاليا تهيمن حاليا على أربعة عواصم عربية هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت ما يعني أن علينا أن نقف متوحدين لوقف طهران عند حدها ومنعها من نتشر الخوف والرعب في العالم".
كما ربط نتنياهو بين إيران والدولة الإسلامية "فهما تتنفسان على الإسلام المتشدد وكلاهما تدعوان لإنشاء خلافة إسلامية في المنطقة دون أي مكان للمسيحين واليهود فيها ".
وذهب نتنياهو حد القول إن "التاريخ على مفترق طرق ولا يجب اختيار اتفاق يلبي طموحات إيران".
وتقول (إسرائيل) إنها مقتنعة بأن أي اتفاق بين مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا) وإيران لن يمنع طهران من امتلاك القنبلة الذرية في المستقبل.
وبعد عام ونصف من المفاوضات الدولية واتفاق مرحلي تم التوصل إليه في نوفمبر 2013، تكثفت المفاوضات بين الدول الست وإيران قبل شهر من الموعد المحدد في 31 مايو لحسم التفاصيل الفنية والتوصل الى اتفاق شامل.
ويهدف الاتفاق إلى الحصول على ضمانات حول الطبيعة السلمية والمدنية للبرنامج النووي الإيراني لقاء رفع تدريجي للعقوبات الأميركية والأوروبية والدولية المفروضة على إيران، سعيا لاختتام عقد من التوتر والأزمات في الشرق الأوسط حول هذا الموضوع.
جدل كبير
وألقي نتنياهو خطابه أمام الكونغرس بدعوة من الرئيس الجمهوري لمجلس النواب جون باينر، في بادرة اتخذت بدون استشارة إدارة الرئيس الديموقراطي باراك اوباما واثارت غضب البيت الأبيض.
وبهذا الصدد أعرب نتنياهو عن أسفه من الجدل الكبير الذي سبق خطابه أمام الكونغرس، مؤكدًا أنه هدفه من إلقاء الخطاب لم يكن سياسيا كما تم الترويج له.
وقال إن التحالف العظيم بين الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة كان متساميا عن الخلافات السياسية "لأننا يجمعنا مصير الأرض الموعودة والحرية والأمل".
وأشاد نتنياهو بدعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الدائم للكيان الإسرائيلي وأعرب عن امتنانه لذلك بشكل دائم. كما شكر الكونغرس على دعمه التام للكيان خاصة منظومة "القبة الحديدية" التي ادعى أنها حمت آلاف الإسرائيليين من الصواريخ التي أطلقتها حركة "حماس".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]