تعيش قرية “ام الحيران” في النقب اجواء قلقة وحالة استنفار بعد تصاعد التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عمليات هدم منازل في القرية مسلوبة الاعتراف، كما تنظر المحكمة المركزية في بئر السبع اليوم الثلاثاء، في التماس مركز “عدالة”، باسم أهالي عتير-أم الحيران بالنقب، لاستصدار أمر احترازي لمنع هدم بيوت القرية وإخلاء سكانها.
وفي هذه الأثناء تحيط القرية آليات وشاحنات كبيرة، كما يبدو أنها جرافات هدم، بالإضافة إلى تواجد مكثف لقوات من الشرطة.
وبلغت ما تسمى “دائرة الأراضي” الجهات ذات الصلة بأن هدم البيوت في عتير أم الحيران سيبدأ صباح الثلاثاء، في حملة يتوقع أن تطال نحو 15 مبنى في المرحلة الأولى، إلى جانب مصادرة أملاك.
ويتواجد في القرية منذ ساعات الليل بالأمس المئات من الأهالي والقيادات المحلية، رافضين أوامر الهدم ومؤكدين على ضرورة التصدي ومواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة لإخلاء السكان وهدم القرية وإقامة مستوطنة يهودية على أنقاض أم الحيران.
وناشد أهالي القرية الجماهير والقيادات العربية بالتوافد إلى القرية والوقوف إلى جانبهم في مواجهة جرافات الهدم والتهجير.
ويخشى الأهالي في النقب من بدء ترجمة مخطط التهجير الثالث لهم فعليا صباح اليوم الثلاثاء، تمهيدا لإقامة مستوطنة “حيران” على الأراضي التي يعيشون عليها منذ نحو 60 عاما بعيد تهجيرهم من أراضيهم.
يذكر أن القرية تقع شمال شرق بلدة حورة في النقب، ويسكنها أبناء عشيرة أبو القيعان الذي تم تهجيرهم مرتين في السابق، وتنوي السلطات تهجيرهم مرة ثالثة.
وفي العام 2003 وضع مخطط التهجير الثالث أهالي القرية لصالح إقامة مستوطنة حيران على أراضيها، وتوسيع غابة بتير على أراضي عتير.
وتحاول السلطات الإسرائيلية فرض حلول بالقوة على الأهالي بغية ترحيلهم والاستيلاء على أراضيهم.
ولا تعترف الحكومة الإسرائيلية بنحو 51 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.
وتواصل السلطات الإسرائيلية جرائم هدم المنازل العربية في منطقة النقب، بادعاء عدم ترخيصها.
ويعيش في صحراء النقب نحو 220 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف المؤسسة الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]