لعلّ أول ما نُفكر فيه عند تعرُّضنا لإصابة عضلية هو وضع قطعة من الثلج على موضع الإصابة من منطلق أن الثلج يُفيد في علاج مثل هذه الإصابات أو الكدمات، غير أن دراسات حديثة شكّكت في ذلك، بعدما وجدت أن الثلج قد يضرُّ أكثر مما يُفيد.
وبينما كان أول ظهور لعلاج الإصابات العضلية بالثلج في عام 1978، حينما أصدر وقتها دكتور جايب ميركين كتابًا بعنوان "الطب الرياضي" والذي أوصى فيه بضرورة اتباع طريقة تُعرف اختصارًا بـ RICE، وهي الطريقة التي تنطوي على اتباع 4 خطوات هي: الراحة، وضع الثلج، تدليك موضع الإصابة ورفع منطقة الإصابة لتكون في مستوى أعلى من مستوى عضلة القلب، ومن وقتها والطريقة مُتّبعة من قبل الهواة والمحترفين على حدّ سواء، حال تعرضهم لأي إصابة بعضلاتهم بحسب "صحيفة ديل ميل".
وربما يرجع السبب وراء تنامي شعبية تلك الطريقة إلى أن عملية التبريد تتّسم بكونها مضادة للالتهابات، حيث تعمل درجات الحرارة الباردة على تحويل تدفق الدم بعيدًا عن العضلات المُصابة، وإرساله مرة أخرى باتجاه الأعضاء الحيوية، وهو ما يحدُّ من التورمات ويفترض أنه يساعد بشكل كبير في عملية الاستشفاء، فضلًا عن أن الثلج يُخدّر المنطقة المحيطة بموضع الإصابة ويحدُّ من الشعور بالألم بشكل مؤقت.
إلى أن عاد دكتور ميركين في تدوينة نشرها مؤخرًا لينفي فيه توصُّل البحوث الحديثة إلى أدلة تدعم سابق ما ذكره عن دور الثلج في عملية الاستشفاء، موضحًا أنه لا صحة لما كان يُقال من قبل عن خصائص الثلج الفعّالة في تسريع عملية الاستشفاء.
وقال إنه ربما يحدُّ من التورم، لكنه يرى أن تلك الميزة مجرّد ميّزة تجميلية، وليست علاجية، مضيفًا أن خطوة رفع موضع الإصابة أيضًا هي خطوة دورها لتقليل التورم، والأكثر من ذلك هو اكتشافهم أن الثلج قد يُعيق الاستشفاء على المدى البعيد.
وكتب ميركين في تدوينته كذلك "أي شيء يحدُّ من استجابة الجسم المناعية سيعمل أيضًا على تأخر شفاء العضلات، وهو ما يعني أن الثلج ليس ذا جدوى بهذا الشأن".
وفي المقابل، لم يُقلّل باحثون آخرون من جدوى الثلج كليةً، بل قالوا إنه يُفيد بشكل أو بآخر في تخفيف آلام الإصابة، فقط لمجرد اعتقاد الناس أن إصاباتهم تمّت معالجتها.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]