زار وفد من لجنة المتابعة العليا والحقوقيين والنشطاء، اليوم الخميس، قرية “البصة” المهجرة، في أعقاب هدم أحد المباني التاريخية في البلدة، يوم الثلاثاء الفائت، على يد السلطات الإسرائيلية، إلى جانب مخاطر هدم وتصدع أبنية البلدة ومقدساتها الشاهدة على الحق الفلسطيني، بفعل مخططات مصادرة وتهويد ما تبقى من البصة المهجرة.
ووفقا للرصد الميداني، فإن واحدا من أهم المباني التاريخية في قرية البصة المهجرة، والمعروف باسم “بيت الخوري” المجاور للكنيسة والمسجد قد تعرض للهدم.
ووقف الوفد إلى البصة على الانتهاكات الإسرائيلية ممثلة ببلدية “شلومي”، وأكد متحدثون خلال الزيارة على وجوب التصدي لكل المخططات التي تهدد مباني ومقدسات البلدة.
وقال المحامي عمر خمايسي، مدير مؤسسة “ميزان” الحقوقية، إن “هنالك مخطط للحفاظ على المباني الأثرية والتاريخية والمقدسات في قرية البصة المهجرة، ومن بينها كنيسة، ومسجد، وبيت الخوري، وغيرها. ولكن للأسف فإن بلدية شلومي تعمل هناك دون حسيب أو رقيب، لذلك فقد قاموا بأعمال توسعة ومواقف للسيارات دون مخطط، لا بل إنها تتناقض مع المخططات الموضوعة، مما استدعى تدخل سلطة الآثار التي قامت بوقف هذه الأعمال والمخططات العشوائية بناء على توجه من مؤسسة ميزان”.
وأكد خمايسي، على مواكبة “ميزان” لملف البلدة مع لجنة المهجرين، مشددا على أهمية التواجد في البلدة والرصد الدائم لأية انتهاكات، داعيا القيادات العربية إلى حراك عاجل لبحث سبل مواجهة مخططات التهويد والمصادرة والعبث الذي تتعرض له البلدة.
من جانبه حيا السيد محمد بركة، المشاركين في الجولة التفقدية، وأكد أن كل حجر في البصة ينطق بالرواية والتاريخ الفلسطيني للبلد كما ينطق بوعد المستقبل لأن العودة آتية لا محالة.
وشدّد على دعم المتابعة للمواكبة القانونية التي تقوم بها مؤسسة ميزان، ووعد بحراك جدي لإعادة بناء وترميم ما تعرض للهدم، والوقوف في مواجهة عنجهية بلدية “شلومي” التي قامت أصلا على أراضي قرية البصة.
إلى ذلك، قال الشيخ رائد صلاح، سنسعى للحفاظ على كل مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في البصة وغيرها، وسنبقى نحافظ على جذورنا، وحيا إجماع المتحدثين خلال الجولة في الحرص على رعاية مباني ومقدسات البلدة والتنبه للمخاطر التي تتعرض لها.
وبدوره شكر رئيس لجنة “أوقافنا” المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا السيد أسد خير الله، المشاركين في الجولة إلى البصة، وأكد أن التواجد في البلدة رسالة واضحة إلى المؤسسة الإسرائيلية ممثلة ببلدية “شلومي” في أن شعبنا لا يمكن أن يسكت على الانتهاكات التي تقع على بلداته المهجرة ومقبرها وسائر مقدساتها ومبانيها.
من جانب آخر قال الباحث والمختص في الآثار والعمارة د. عبد الرازق متاني، اليوم هناك محاولة لتدمير المقدسات الفلسطينية المتبقية والتي لم تستطع هدمها في السابق، فإسرائيل في سنة ال 70 كانت قد وقعت على اتفاقية على أن تحافظ على الإرث الذي كان قبلها أي إرثنا نحن الفلسطينيين من مقدسات إسلامية ومسيحية وغيرها.
وأضاف متاني، اليوم اسرائيل في مأزق كون الشعب الفلسطيني يعيش صحوة ومدرك لما يحدث، وما تفعله إسرائيل أنها تبعث بعضا من زعرانها للعبث والتخريب بمثل هذه الأماكن، وانا كمختص بالآثار أقول أن هذا العمل يتعدى سرقة الأثار بل هي أعمال عربدة ومن جهات تعرف ما تفعل، فتأتي مجموعات تقوم بتخريب المقدسات والحفر فيها لتقع لوحدها بعد أسبوع أو أسبوعين أو شهر.
وتعرض ما تبقى من المباني التاريخية والمقدسات في قرية البصة المهجرة في منطقة الجليل، شمالي البلاد، لأعمال هدم وتجريف، في الآونة الأخيرة.
ووفقا للمعلومات المتوفرة فإن واحدا من أهم المباني التاريخية في قرية البصة المهجرة، والمعروف باسم “بيت الخوري” المجاور للكنيسة والمسجد قد تعرض للهدم، الثلاثاء الماضي.
وتندرج هذه الأعمال ضمن مخططات لطمس تاريخ القرية المهجرة وتنفيذ مشاريع لتهويد المكان.
وقُدّر عدد سكان البصة في عام نكبة فلسطين 1948 بأربعة آلاف نسمة، ويتجاوز عددهم اليوم أكثر من 42 ألف نسمة، 350 منهم تقريبا في البلاد والباقي موجودون في لبنان وكندا.
وبلغ عدد منازلها ما يزيد على 700 منزل مبنية بالحجارة. وقد بقي من معالم القرية لغاية اليوم، مسجد وكنيستان ومقام الخضر وبيت لعائلة الخوري وفندق، استولت عليها ‘دائرة أراضي إسرائيل’ ويمنع الدخول إليها وترميمها”.
واشتهرت البصة بالعديد من الزراعات مثل القمح والخضار وبشكل خاص بزراعة الكوسا والفاكهة التي كانت تُصدّر إلى المدن الفلسطينية وإلى لبنان.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]