
أظهرت وسائل الإعلام المحلية والإسرائيلية مؤخرا، صورا ملتقطة لآلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة يستجمون على شواطئ مدن فلسطين المحتلة 1948 ولاسيما مدينتي تل أبيب ويافا، بعد منحهم تصاريح خاصة من قبل السلطات الإسرائيلية، وهو ما أطفى على السطح تساؤلات عدة حول الهدف والغاية التي تريدها (إسرائيل) من راء هذه الخطوة.
"خطوة" وجد فيها محللان سياسيان مطلعان بأنها نقطة رغبت من وراءها تل أبيب في تحقيق تطبيعًا مجانيًا، وتلميعًا لصورتها الباهتة في ذهنية المواطن الفلسطيني، ووصولا للمجتمعات الغربية الأوروبية، إلى جانب ضخ عوائد الفلسطينيين "المتلهفين" المادية في قوام اقتصادها الذي يعاني من اهتزازات جمة، مشددين على أن زيارة المواطنين ينقصها عنصر التثقيف الوطني.
ووصل آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى شواطئ مدينتي "تل أبيب" ويافا للاستجمام بعد أن منحتهم السلطات تصاريح زيارة في عطلة عيد الفطر السعيد، فيما قدرت وسائل إعلام عبرية عدد المواطنين الزائرين الذين تم نقلهم فقط إلى شاطئ يافا فقط بنحو 120 ألف فلسطيني.
جرعة تطبيع
المحلل السياسي مصطفى الصواف، رأى أن سماح الاحتلال بدخول هذا العدد الكبير من المواطنين إلى شواطئ تل أبيب ويافا يستدعي التوقف و التفكير جيدًا حول الأهداف الذي يرغب في تحقيقها وخاصة أنها الأولى منذ أكثر من 12 عاما متواصلًا.
وأبدى الصواف اعتقاده أن السلطات الإسرائيلية ترغب بشكل واضح من وراء هذه الخطوة إلى "زيادة جرعة التطبيع مع الشعب الفلسطيني"، والتي فقدت من بعد انهيار عملية التسوية مع السلطة الفلسطينية وقت اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.
وأشار إلى أن أبعادا سياسية من وراء الخطوة موجهة لدول العالم أجمع، تكمن في "أن الشعب الفلسطيني يريد سلامًا معنا إلا أن قيادته السياسية هي التي ترفض ذلك، بدليل هذه الآلاف التي توجهت إلى مدننا"، مشددًا على ضرورة عدم التسليم للأهداف الإسرائيلية.
وذكر الصواف أن الاحتلال يريد أيضا من وراء هذه الخطوة خلق حالة من الرأي العام المساندة والمؤيدة له، وأن تكون عمليًا ضد الموقف الفلسطيني، عبر فتح مجال السياحة، داعيا أن يكون في مقابل ذلك خطوات لزيادة الوعي الوطني لدى المواطن وتثقيفه الوطني.
إنعاش للاقتصاد
وتوقع أن يكون من وراء السماح للمواطنين بزيارة شواطئ المدن المحتلة، استغلال سياسي آخر عبر إحداث انبهار في عقلية المواطن العادي في حجم التقدم الذي يلامس مدن الاحتلال ومرافقه، وترسيخ معادلة عدم القدرة على هزيمته وإعادة الأراضي المحتلة، والتسليم بالوضع القائم.
وبين أن العمل الوطني واجب في هذا السياق، والتأكيد على إعادة إحياء الثقافة الفلسطينية تجاه فلسطين المحتلة للزائرين، وأن بلادنا فلسطين جميلة، تعم بالخيرات، التي يجب أن يبذل الجهد الواسع من أجل إعادتها لأصحابها الأصليين الذين طردوا منها من قبل الاحتلال.
وإلى جانب الأهداف السياسية التي قرأها المحلل السياسي الصواف، وجد أن (إسرائيل) ترغب بشكل قاطع أيضا من وراء خطوتها في إنعاش الوضع الاقتصادي الداخلي لديها، من وراء هذه الآلاف التي تقوم بزيارات استجمامية على شواطئ البحر.
واتفق مع ذلك المحلل السياسي المطلع، هاني المصري، إذ أنه قال إن هناك أزمة اقتصادية في (إسرائيل) تجلت في الغلاء المتزايد ورفع أسعار السلع والمنتجات، وأن ذلك يفسر ما وراء خطوة إصدار التصاريح بشكل كبير للفلسطينيين بدخول الأراضي المحتلة والتي لم تحدث منذ 12 عاما.
صاحب الأمر
وأضاف المصري لـ"فلسطين" أن الاحتلال يسعى من الناحية الأخرى وهي الناحية السياسية، إلى ترسيخ معادلة أنها صاحبة الأمر والنهي، وأن المواطن الفلسطيني يلجأ إليها أكثر من الوقت السابق، بدليل أن الكثير ممن حصول على التصاريح حصلوا عليها بصورة مباشرة من الإدارة المدنية.
ورأى أن الصورة الأخطر من ذلك، أن (إسرائيل) تريد من وراء خطوتها أن تكافئ الفلسطينيين مقابل الهدوء الأمني المشهود، وعدم استخدام المقاومة ضدها، والوصول إلى قاعدة "تحسين الحياة التي يعيشونها تحت الاحتلال وليس تحت قاعدة إنهاء الاحتلال، مع عدم الانسحاب من المدن المحتلة".
وبين المصري أن القاعدة التطبيعية في هذه الخطوة "أصيلة"، تسير إلى جانب تحقيق الدعم الاقتصادي عبر السياحة، غير أنه شدد على ضرورة وجود ثقافة وطنية وتواصل مع المواطنين، وعدم إفادة الاقتصاد الإسرائيلي من عوائدنا المالية.
وتابع :"يجب أن نزور مدننا، ومؤسساتنا، وأن لا نكون تبعا لما يريده الاحتلال، وأن لا نعتقد أن ذلك منة تقدمها سلطات الاحتلال، وأن لا ندعم اقتصادهم الضعيف، وأن لا نشترى منهم، كما يفعل السياح الإسرائيليون، والذين حتى زجاجة الماء يفضلونها محلية عن المنتج الفلسطيني".
ولفت المصري إلى أن صورة الاحتلال في ذهنية الشعب الفلسطيني "لا يمكن أن تتغير"، لطبيعته العدوانية المستمرة الجارية على الأرض، غير أن الاحتياط من أهداف الاحتلال أمر واجب على كافة المسئولين في السلطة.
نقلاً عن فلسطين اليوم
نظرية المؤامرة اصبحت مقبولة عليكم في هذه الحالة. فكيف تنفون نظرية المؤامرة عما يحدث في سوريا؟ام ان المؤامرة على قوى المقاومة ليست واردة في حساباتكم وخاصة عندما تقود هذه المؤامرة الدول الاستعمارية والعربية العميلة مع بعض القوى الاصولية؟
التعليقات