نقلاً عن صحيفة اليوم السابع
"كان عمري 5 سنوات عندما هجمت العصابات الصهيونية بدعم القوات البريطانية على منزلنا في حي الجبلية بمدينة يافا عام 1948 ... العصابات الصهيونية قتلت الأطفال والشيوخ وشقت بطون النساء الحوامل .. أي سيدة تحمل طفلا ذكرا يذبح بدون رحمة أو شفقة... نجوت من هذه المذبحة الجماعية لأني فتاة غير قادرة على حمل السلاح لمواجهة هذه العصابات"، بهذه الكلمات بدأت الحاجة رفقة سالم حديثها لـ"اليوم السابع" حول ذكريات معايشتها لنكبة عام 1948 على يد هذه العصابات التي سيطرت على ثلاثة أرباع فلسطين مع قيام إسرائيل في مايو من العام نفسه.
هذه السيدة التي رسمت تجاعيد وجهها خارطة فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر تحكي ما وثقته عينيها التي رصدت المآسي التي تعرض لها الشعب الفلسطيني خلال الـ 75 عاما الماضية، تتحدث عن مسيرة الأحزان التي عاشتها منذ اغتيال العصابات الصهيونية لأشقائها عكاشة وسالم خلال نكبة عام 1948، مرورا بأحداث نكسة يونيو 1967، ودورها في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وحتى نكبة 2023 التي دفعت خلالها إسرائيل بالفلسطينيين إلى أقصى جنوب غزة في أكبر عملية نزوح داخلي لشعب على مستوى العالم بالعصر الحديث.
تتحدث الجدة الفلسطينية على أصعب اللحظات التي عاشتها خلال الحرب الحالية على غزة والتي استشهد فيها جيرانها وأحبابها، وتقول في نبرة حزن وحسرة: كسروني للمرة الثانية بعد ما قتلوا أشقائي في النكبة الأولى عام 1948، والآن يقتلوا أحبابي في غارة على منزلي الذي دمر بالكامل في خانيونس خلال حرب 2023، وتضيف قائلة وهي تتذكر ما حدث لأسرتها: لن أترك أرضي ووطني مجددا .. أعطوني خيمة لأقيم فيها على أنقاض منزلي المدمر، ولو عاد بي الزمن لما وافقت على ترك حي الجبلية في يافا خلال النكبة الأولى إلا جثة هامدة.
تروي الحاجة الفلسطينية رفقة سالم التي ولدت في عام 1943 في حي الجبلية بمدينة يافا حيث كان والدها تاجر فلسطيني ولديها شقيقين اثنين قتلتهما العصابات الصهيونية بدعم من القوات البريطانية أمام باب منزلهم قبل أكثر من 75 عاما، تقول في نبرة حزن وآسى: "قتلوا اخوتي الشباب الذين كانوا يستعدون للزواج بدم بارد وطالبونا بمغادرة المنزل على الفور ومن يخالف الأوامر يقتل.
عبرت السيدة رفقة عن حزنها الشديد لارتقاء من وصفتهم بـ"الأحباب" من جيرانها في منطقة خانيونس نتيجة القصف العنيف، مؤكدة أنها لم ترزق بأطفال بعد زواجها قبل عقود إلا أنها تعتبر كافة أطفال "الحارة" التي كانت تسكن فيها أبنائها وأحفادها.
قتلوا إخوتى الشباب بالنار أمام باب المنزل
كشفت وكالات أنباء عالمية وصحف أجنبية في العام 2013 عن وجود مقابر جماعية في مقبرة "الكزاخانة" الواقعة في حي الجبلية في مدينة يافا، قضي أصحابها نتيجة اعتداءات وجرائم العصابات الصهيونية خلال أحداث النكبة الفلسطينية عام 1948م.
تقول الحاجة الفلسطينية رفقة سالم التي تعيش في قطاع غزة منذ سنوات بعد تهجيرها من حي الجبلية في يافا خلال حديث حصري لـ"اليوم السابع": عندما هاجمت العصابات الصهيونية القرى والبلدات الفلسطينية في عام 1948 ارتكبت مجازر بشعة وغير مسبوقة.. كنا نسمع أصوات زخات الرصاص بقوة في حي الجبلية ولا نعرف ما يجري .. اخواتي الشباب عكاشة وسالم خرجوا للوقوف على ما يجري وما هي إلا لحظات حتى سمعنا دوي إطلاق نار قوي على باب منزلنا .. خرجت من دارنا رفقة أبي لأشاهد لأول مرة في حياتي مشاهد دماء تسيل من أجساد أشقائي الشباب الذين كانوا يستعدوا للزواج.
وتضيف الجدة الفلسطينية: لن أنسى نبرات صوتي أبي الحزينة ودموعه التي كانت تسيل على خديه بعد ارتقاء عكاشة وسالم.. كان أبي طيب القلب وحريص على حياتنا وطالبنا بترك كل شيء بالبيت وإغلاقه بالمفتاح وعدم ترك مفتاح دارنا أبدا وكانت آخر كلماته لي ولأمي: لا تحزنوا سنعود يوما إلى دارنا ولن نفرط في أرضنا أبدا.
تصف الحاجة الفلسطينية، عاصرت نكبتي 1948 و 2023، المشاهد التي كانت ترصدها بعينها الحزينة الباكية خلال إخراجهم من منزلهم بالقوة: كانت عيناي توثق وتصور كل ما رأيته بعيني .. نساء تشق بطونهن مع صرخات تتعالى لأطفال صغار رفقة أسرهم.. فصلوا الرجال وكبار السن عن السيدات وتم إعدام كل من لديه القدرة على حمل السلاح.. عدد من الأسر والعائلات نجت بأعجوبة قبل الهجوم ومنهم من تم تهجيره قسرا على قدميه والقادرين لجأوا إلى ركوب الخيل والبغال حاملين بعض أغراضهم الشخصية.
"ساعات طويلة من المشي على أقدامنا شاهدنا فيها مشاهد صادمة لم تمحى من ذاكرتي حتى اللحظة.. تنقلنا من منطقة إلى أخرى أملا في العودة إلى منزلنا إلى أن تم إخراجنا بشكل كامل إلى منطقة خانيونس جنوبي قطاع غزة والتي وصلنا إليها مشيا على الأقدام.. أقيم في خانيونس منذ عام 1948 وحتى 2023 وخلال هذه الفترة وأنا في شوق كبير لمنزلنا في حي الجبلية بمدينة يافا الذي هجرنا منه قسريا، تضيف الجدة الفلسطينية قائلة: لم أنسى كلمات أبي – رحمة الله – أبدا عندما في همس بأذني "لا تحزني سيأتي اليوم الذي نحرر فيه أرضنا ونعود إلى منزلنا.. لا تفرطوا في مفتاح دارنا مهما حدث."
جرائم إبادة جماعية
تؤكد السيدة "رفقة سالم" أن الشعب الفلسطيني خلال نكبة عام 1948 لم يتخلى عن أرضه حيث قاوم بما توفر له من أسلحة وعتاد، إلا أن الدعم البريطاني الكبير للجماعات الصهيونية سواء بالبنادق أو المدافع رجح كفة هذه العصابات التي تقتل أي فلسطيني يرفض الخروج من منزله، مشيرة لوجود مئات المقابر الجماعية في أراضي الـ 48 بالداخل وأن هذه الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل لن تسقط بالتقادم.
وتضيف السيدة الفلسطينية: الانجليز لم يتركونا أيضا وقاموا بعمليات تفتيش وسرقة ونهب للفلسطينيين المهجرين قسريا، حيث كانت فلسطين واقعة تحت الانتداب البريطاني.. قتلوا عدد كبير من المجاهدين والشهداء ورغم ذلك استمرت مقاومة شعبنا وشبابنا للعصابات الصهيونية.
وتروي الجدة الفلسطينية أبشع المشاهد التي وثقتها بعينيها قائلة: لن أنسى أبدا ما قام به الانجليز الذين أخذوا الشباب وأعدموهم بالرصاص الحي ميدانيا...لم تتحرك العصابات الصهيونية وحدها في النكبة لكن دعم الدول الغربية لهم مهد لليهود الطريق للسيطرة على أرضنا وسرقتها، شاهدت العشرات يتم إعدامهم ميدانيا ولم ينجو شاب واحد.
يذكر أن عصابات "الهاجاناه" و"الأرجون" و "البالماخ" و "شتيرن" مئات المجازر الجماعية والإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني في نكبة 1948 بدعم مباشر من حكومة لندن التي مكنت 750 ألف يهودي من الوصول إلى فلسطين مع إعلان قيام إسرائيل في مايو 1948م.
ووثق عدد من المؤرخين أكثر من 70 مجزرة ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد فلسطينيين، وتمكنت من خلالها هذه العصابات من السيطرة على 774 قرية ومدينة فلسطينية منها ما تم تدميرها بشكل كامل ويبلغ عددها 531 مدينة وقرية.
دخول الجيوش العربية
تقول السيدة الفلسطينية أن الجيوش العربية لم تتمكن من هزيمة العصابات الصهيونية التي تم تسليحها وتدريبها ودعمها من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وهو ما مكن هذه العصابات من الانتصار في حرب فلسطين عام 1948، مضيفة: اليهود قاتلوا الجيوش العربية بخطط عسكرية وضعتها القوات البريطانية لتمكين العصابات من الهيمنة الكاملة على أراضي فلسطين."
تشير السيدة رفقة سالم إلى أنه من بين الخدع التي تعرضوا لها هي لجوء العصابات الصهيونية لأساليب التنكر واندساسها في صفوف بعض الجيوش العربية، لنقل معلومات إلى العصابات المتطرفة حول تسليح وعدد القوات العربية التي دخلت إلى الأراضي الفلسطينية.
وعقب التهجير قسريا من حي الجبلية في يافا إلى خانيونس تنتقل السيدة الفلسطينية رفقة سالم للحديث عن نكسة يونيو عام 1967، مؤكدة أنها تتذكر ما قامت به القوات الإسرائيلية من مجازر بشعة في 1967 داخل قطاع غزة.
وتروي السيدة الفلسطينية ما حدث قائلة: خدعونا برفع أعلام لدول عربية على السيارات والدبابات في الـ 67.. خرج المقاتلون الفلسطينيون للاحتفاء بهم إلا أنهم ردوا بزخات رصاص استمرت لساعات ارتقى فيها المئات من الشهداء.. دخلوا ديارنا وطخوا على كل البيوت وسرقوا الذهب من النساء ونفذوا إعدامات ميدانية مثلما حدث في الـ 48 لكن هذه المرة استمرت المجازر لعدة أسابيع بدون توقف.
تتحدث السيدة الفلسطينية عن حركة التجارة النشطة قديما بين التجار المصريين الذين كانوا يصلون إلى غزة بغرض البيع والشراء ويقيمون لأسابيع طويلة، مؤكدة أن العلاقة بين المصري والفلسطيني شديدة الخصوصية نظرا لأن شعب مصر يعشق فلسطين ويرتبط بها دوما، مضيفة: مصر طول عمرها واقفة معانا ولم تتخلى عنا أبدا في ظروفنا الصعبة وشعبها أكثر الشعوب ارتباطا بفلسطين.
حكاية السيدة الفلسطينية رفقة سالم مع التهجير هي واحدة من آلاف الحكايات التي اندثر عدد كبير منها بوفاة أصحابها إلا أن شهادات الأحياء تؤكد أن المشهد في نكبة 1948 كانت أفظع مما نقله المؤرخون، وأن الحرب الراهنة على غزة ورغم تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا إلا أن الذي يخرج للعالم مما يجري هو 10% مما يحدث على الأرض، بحسب ما أكده صحفيون فلسطينيون في تصريحات "اليوم السابع".
زمان كنت اسمع سيتي وهي بتقول، بس الله قادر على اليهود الكفرة الظالمين.ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص به الابصار
ان القلب ليحزن وان العين لتبكي فلسطين حكايه نفس المجازر يرتكبها العدوان قتل والتهجير والاعدام ....متى ينتهي الظلم والجرائم الفظيعه في حق الامه العربيه عموما وفلسطين خاصه؟ حتى تنصروا الله يا مسلمين وتنصروا دينكم ونصبح عضو واحد وكلمه واحده وقلب واحد هنا سينصرنا الله .مش امه مسلمه تقتل وبدعم من منافقين مسلمين مع الأسف في الاسم ، وسعوديه مبسوطه وتعده انجاز بأن الالومبادا ستقام عندها في السنوات القادمة وهذا ناهيك عن الليالي المقرفه التي تقام في الرياض الرقص والاختلاط والتبذر تحت اسم الانفتاح اصلا سلمان المخزي قاتل العلماء . حسبي الله ونعمه الوكيل على كل من طغى وظلم . لكل بدايه نهايه سوريا بحاكمها الظالم أنتهى بسوء الخاتمه لعنه الله عليه والدور على الباقي ان شاءالله وتذكروا عند خلعهم سترون العجائب الفظيعه والاصعب من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري المحجبوبه عن العالم من التعذيب والظلم .. كل رئيس دوله منهم بطلع على تلفاز بقناع البريء وبحكي على الانسانية وهو شيطان ان شاءالله ستزال وتقع هذه القناعات عن الوجوه وسيصحى بقيه الشعوب لانه الظلم لن يدوم ...فرج قريب والله المستعان
التعليقات