خرس لسان الكاذب الدجال الذي ردد حينما وطأت قدمه النجسة المسجد الأقصى المبارك عام النكسة (1967م) نشيد الحقد والحسد: "محمد مات خلف بنات، حط المشمش على التفاح دين محمد ولى وراح"، خاب وخسر من أعمى الله عز وجل بصيرته وظن واهما أن دين محمد صلى الله عليه وسلم قد عفا أثره وانطوى ذكره ولم يعد له أدنى وجود في واقع الحياة.
إن أمة الإسلام تضعف وقد تمرض وتثخنها الجراح ولكنها لا تموت أبدا لأن الخيرية في هذه الأمة أزلية وحياتها أبدية يتوارثها جيل بعد جيل بالتواتر حتى قيام الساعة، وأما الأرض المقدسة التي باركها الله عز وجل بقوله: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}[1 الإسراء]، لها مكانة خاصة عند المسلمين فهي ميزان حرارة الأمة، فعندما تصاب الأمة بالحُمة بضعف إيمانها يأتي من يسلخ أرض فلسطين من جسد الأمة وعندما تعتدل حرارة الجسد الإسلامي ويشفى باكتمال إيمانه يعيد فلسطين إلى أحضانه، ففلسطين هي قلب الأمة النابض بالحياة.
روى الإمام مسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ("لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله") وفي رواية الإمام أحمد بن حنبل عن إمامة رضي الله عنه أن الصحابة سألوا عن هذه الطائفة المؤمنة الثابتة فقالوا: "يا رسول الله وأين هم؟" فقال ("في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس")، فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل من أرض فلسطين موطنا لانتصارات المسلمين، فإن تعثر المارد المسلم ووقع ينهض في أرض فلسطين المقدسة ويقوم ليواصل مشوار الرحمة والعدالة في الأرض.
ففي أرض الإسراء وما حولها سطرت أمة محمد صلى الله عليه وسلم الأمجاد فدكت جيش الرومان في واقعة أجنادين وبيسان واليرموك وبيت المقدس، وفي أرض فلسطين نهض المسلم وحطم الظلم وهزم الصليبيين في حطين وطبرية وكذلك في بيت المقدس، وعلى أرض فلسطين داس المسلمون على رقاب جيش هولاكو وهزم التتار الذين قال فيهم العرب: "من قال لك أن التتار يُهزمون فلا تصدقه" في غزة وعين جالوت...، وفي أرض فلسطين وأمام أسوار عكا سقط مشروع الاحتلال الفرنسي وتبخرت أحلام نابليون، وعلى أرض فلسطين ذاق الإنجليز الضربات القاسمة وبالأخص في ثورة 1936م التي استمرت أربع سنوات...، ومن أرض فلسطين ستستعيد الأمة طاقتها وتقوى من بعد ضعفها وتنشر في الأرض العدل والمساواة الاجتماعية بعدما ملئت الأرض ظلما وجورا.
السلام عليكم, بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد...اخي الكريم,اولا, اوضح قصد ومفهوم الدعوة واهميتها...قال تعالى﴿وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ وقوله تعالى﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ وقوله تعالى ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)...ومن احاديث الصادق المصدوق قال(من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا), وقوله صلى الله عليه وسلم (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم), رواية اخرى(خير لك من ما طلعت عليه الشمس). وقوله صلى الله عليه وسلم(من رأى منكم منكرأ فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه وأن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان).ثانيا اخي, بالنسبة للجدال, قال الله تعالى(وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)... أهل الكتاب هم اليهود, النصارى والمسلمون, وقال عنهم الله, ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن..اذا هذه الاية لا توافق قولك بان الجدال مخصص للكفار فقط, انما للناس كافة, وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم للناس كافة اي لجميع الناس كما قال تعالى(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا), وقوله عز من قائل(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)....ثالثا اخي, لنقل ان الاية (وجادلهم بالتي هي احسن) مخصصة للكفار فقط, اذا,اذا كانت طريقةالجدال بأفضل اسلوب للكافر, فكيف ستكون للمسلمين؟ الذين هم خير واحب الينا من غيرهم كما قال تعالى(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)...اظن انني وضحت قصدي والحمد لله والله اعلم....
بسم الله الرحمن الرحيم,أولًا بارك الله فيك يا شيخ على هذا المقال,فإن أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالفعل لا تموت لكنها تضعف كما يضعف كل شيء في هذا الكون,وتعود اليها قوتها مضاعفة بحول الله وقوته وفي هذه الأمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه,فبعون الله ستعود قوة هذه الأمة.! الأمر الثاني إن الآية (وجادلهم بالتي هي أحسن)وإن كانت قد أنزلت على الرسول والمقصود في (جادلهم) هم الكفار في زمان الرسول فلا يشترط أن تقولها للكافرين أو تقوم بتنفيذها مع الكافرين فقط,وإنما ينطبق القول نفسه على كل من يجادل في أمور الدين,وإنّ تفسيرها (من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال،فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب) تفسير ابن كثير.والله أعلم.
التعليقات