كوسط عربي عاصر الويلات، والتمييز بجميع إشكاله، وذلك في جميع المجالات, بدء من المناخ السياسي، ومتجسدا على هذه الأرض نتيجة لسياسات واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط التي تزعمها المؤسسة الإسرائيلية, هنا لا أريد أن أخوض بتفاصيلها لأننا جميعا نعيشها وتعودنا عليها منذ قيام ألدوله وحتى عصرنا هذا, فالمؤسسة ومن يدور بفلكها من الفئة الضالة تكرس جل اهتمامها لهدم كل إنسان عربي وما يحمله من قيم، وأخلاق وحتى ترى بان التوعية والنهضة والالتحاق بالمؤسسات التعليمية العليا يشكل خطرا عليها.
فوسطنا العربي في مدينة اللد لم ولن ينسى تلك الزيارة المشئومة التي قام بها نتنياهو لمدينة اللد في أكتوبر 2010 والذي جاء خصيصا لترسيخ التمييز العنصري بحيث رصد ميزانيه بمبلغ 50 مليون شيقل لهدم البيوت العربية في المدينة وكان من أول بركاته مع رئيس اللجنة المعينة لإدارة بلدية اللد السابق هدم سبعة منازل لعائلة أبو عيد وتشريد الأطفال والنساء وحتى يومنا هذا يعيشون في الخيام وبدون مأوى , ناهيك عن الضائقة النفسية التي يعاني منها أبناء عائلة أبو عيد واعتقال بعض الطلاب من أبنائهم والبعض الأخر لم يعود لمقاعد الدراسة بشكل منتظم , فماذا جنى الوسط العربي من تلك الزيارة ؟؟؟
وها هي الزيارة الثانية التي تكرم بها نتنياهو على مدينة اللد في منتصف الأسبوع الماضي والتي خص خلالها زيارة للمدرسة الثانوية العربية الجديدة والتي أصبحت في الآونة الأخيرة مزارا للمؤسسة وما يحمله تردد شخصيات المؤسسة من انعكاسات سلبيه على أبنائنا وبناتنا وماذا جرى من ترتيبات لهذه الزيارة ؟؟؟ تم تأجيل الامتحانات المقررة في يوم الزيارة وعودة الطلاب لبيوتهم باستثناء بعض الطلاب المشاركين في برنامج الاستقبال , ناهيك عن الإجراءات الأمنية ألمشدده في حرم وساحة المدرسة, والذعر والخوف الذي أصاب الطلاب وحتى بعض المعلمين والمعلمات, فماذا نوقش في هذه الزيارة ؟ هل كان هنالك محضرا لهذه الزيارة ؟ وهل كانت مواضيع بحث؟ وهل نوقش وضع أبناء عائلة أبو عيد ومعاناتهم من عنصرية المؤسسة؟ وهل تم من قبل المستقبلين في المدرسة بحث مستقبل ووضع قضية السكن أو قضية ميزانيه إتمام بناء مدرسة الزهراء ؟ أو مستقبل أبنائنا في المدرسة الصناعية عتيد والتي تقرر إغلاقها العام الدراسي المقبل وهل تم وضع برنامج خلال هذه الزيارة للتعامل ومعالجة نسبة الـ 40 % من الطلاب العرب الذين لا يعرفون القراءة والكتابة في مدارس المدينة وهذه القضية يعرفها مستقبلو نتنياهو جيدا وغيرها الكثير، الكثير.
الكثير من مشاكل وسطنا العربي فإنني أخشى ما أخشاه من هذه الزيارة وما تحمله في طّياتها والتي أصبح واضحا في ظل ما يوجهه لي بعض الطلاب من أسئلة عن معنى الخدمة المدنية !!! وعلى ضوء ما تناقلته الصحف العبرية المحلية بان الزيارة كانت بمثابة ترسيخ لتعليم التراث اليهودي في المدارس, فلا بد لي أن أقول لأهالينا الكرام في هذا البلد الكريم الحذر، الحذر من هؤلاء المتربصين والذين لا يريدون الخير لأبنائنا ومجتمعنا وان نوعية هذه الزيارات غير مرحبا بها في مجتمعنا العربي عامة وفي اللد خاصة, ولابد من وقفة أحيي من خلالها جميع الشرفاء من معلمين ومعلمات ولجان أحياء ولجان أباء واللجنة الشعبية والأهالي والطلاب الذين قاطعوا هذه الزيارة المشئومة وان غدا لناظره قريب حيث ستكشف الأيام انعكاسات هذه الزيارة وأمثالها على المواطنين العرب في مدينة اللد فلقد صدق الشاعر طرفة بن العبد " ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار ما لم تزود"
التعليقات