شهدت رأس العين وبات يام واشدود وحولون، اليوم الأربعاء 2011/6/22 وغيرها من مدن البلاد في الآونة الأخيرة عمليات قتل لا تقل بشاعة عن تلك التي تقع في مدينة اللد لكن لافت للنظر والمثير للتساؤل في الحين ذاته هو لماذا يختار رئيس حكومة إسرائيل، نتانياهو زيارة اللد بالذات بين الفينة والأخرى، وهل كانت لهذه الزيارات أي جدوى، أو أي أثر على التقليل من عمليات القتل في مدينة اللد، لا بل بالعكس.
والشاهد على ذلك عملية قتل السيدة خضرة أبو غريبة التي حدثت على بعد مرمى حجر من مركز الشرطة، وتحت أنظار بعض رجال الشرطة. زد على ذلك أنها جاءت بعد زيارة نتانياهو الأخيرة لمدينة اللد بوقت قصير، كما وأدت إلى زيارة قائد الشرطة العام للمدينة حيث قال خلال هذه الزيارة إن حكم اللد وغيرها كحكم تل أبيب في نظرة المؤسسة التي يقف برأسها.
أن اختيار اللد لتكون محطة لزيارات المسئولين الإسرائيليين ومن بينهم رئيس الحكومة لم يأتي عبثا ولا اعتباطا بل هو اختيار مدروس ومخطط له جيدا فعندما تزور شخصية مثل نتانياهو مكانا ما مثل اللد أو غيرها تتواجد الصحافة بشكل مكثف وتنقل مجريات الزيارة ومعها تذكر على الدوام دواعي هذه الزيارة ونتائجها وبالنسبة لزيارة نتانياهو لمدينة اللد كانت الدوافع لهذه الزيارة هي محاولة إنقاذ المدينة مما تعانيه بما في ذلك عمليات القتل وبمعنى أخر تصوير اللد كمدينة جريمة وقد يحلو لبعض الأوساط تعليق ذلك بسكانها العرب.
لكن عمليات القتل التي يأتي نتانياهو وغيره من المسئولين الإسرائيليين إلى مدينة اللد لمكافحتها ليس حكرا على اللد بل لا تكاد تخلو مدينة أو قرية في إسرائيل منها ليس في اللد وحدها تحدث عمليات قتل وحتى قتل نساء إذا لماذا التركيز على اللد لوحدها بالذات.
لا يتخيل أحد أن باقي المدن والقرى والتجمعات السكانية في البلاد لا تهم المسئولين الإسرائيليين بالعكس فهي تهمهم وما يحدث فيها من أعمال قتل وتفشي للجريمة يقلقهم لكن هذا القلق وهذا الاهتمام يختلف عن القلق اتجاه اللد والاهتمام بها ففي حالة التجمعات السكانية الأخرى غير اللد وخاصة اليهودية منها يتجلى الاهتمام في صرف مبالغ طائلة على التثقيف وعلى التوعية والتربية البدنية وغيرها من النشاطات والفعاليات التربوية التي تهدف إلى إعداد جيل قادم صالح يصلح لقيادة البلاد بينما في حالة اللد وخاصة فيما يخص السكان العرب فبدل أن يكون لاهتمام بنفس المستوى لا أكثر ولا أقل وتكون أعمال القتل محفزا للسلطات لعمل ما تعمله وتستثمره من طاقات في المدن والتجمعات السكنية الأخرى تتمادى في إهمالها وتميزها العنصري ضد سكان اللد وخاصة العرب منهم فالأحياء العربية تخلو من جميع هذه المرافق ومن جميع وأماكن الرفاهة واللعب لكنها في الوقت نفسه لا تخلو بل تعج بالفئران والحشرات الطائرة والزواحف التي يزداد انتشارها في أشهر الصيف الحار بشكل خاص وبالمكاره البيئية والصحية.
فإذا كان قائد شرطة إسرائيل العام السيد دانينو جادا في قوله "أن حكم اللد كحكم تل أبيب" إذا توجب على السلطات الإسرائيلية الكف عن تسويق اللد في الإعلام وكأنها الوحيدة التي تحدث فيها جرائم قتل كما ويتوجب أن نسأل في أعقاب عمليات القتل التي حدثت مؤخرا في مدن وقرى مختلفة من البلاد والتي كانت أخرها في رأس العين وبات يام واشدود وحولون وان كانت السلطات الإسرائيلية لا تقصد تشويه صورة اللد وإظهارها وكأنها المدينة الوحيدة في إسرائيل التي تعاني من الجريمة لماذا لا يزور نتانياهو رأس العين وبات يام واشدود وحولون؟.
التعليقات