نشر موقع וולא ה الإخباري يوم الثلاثاء 21/6/2011 خبرا بالصوت والصورة, يُظهر مشجعي فريق كرة القدم, بيطار يروشليم على ارض الملعب, في أول تدريب للفريق للموسم القادم, كيف يربي هؤلاء أطفالهم على الكُره للعرب, يظهر الآباء بالصورة والصوت يحملون أطفالهم على أكتافهم, ويهتفون الموت للعرب, هذا هو الهتاف التقليدي والمحبب لدى هؤلاء الرعاع, يستقبلون به أبناء سخنين في كل مباراة بين الفريقين, لقد تحول هذا الهتاف لدى هؤلاء إلى شبه نشيد وطني, يرددونه في الملاعب بطرب وهستيريا, ويرددونه في التظاهرات ضد العرب, هذا الخبر نشرته أيضا صحيفة يديعوت احرونوت يوم الأربعاء 22/6 وأوردت الصحيفة عن احد الآباء المشجعين قوله: نحن لا نسمي هذا الهتاف عنصريه, بل نعده مفخرة إسرائيليه, ونقلت الصحيفة على لسان احد الآباء, نحن نقول الحقيقة, نقول ما نؤمن به منذ الولادة وحتى الممات, الأمر المستهجن, والمستنكر, والمستفز, والمستغرب, هو سكوت العقلاء من اليهود وعدم استنكارهم لهذا السلوك العنصري المخزي, ألا يوجد عقلاء يهود؟ أليس فيهم رجل رشيد يستنكر, ويشجب, ويدين هذا السلوك العنصري البشع,السكوت معناه الرضا والموافقة, ألا يظن العقلاء من اليهود أن هذا السلوك العنصري البشع يدعو لكره اليهود ومعاداتهم, ليس من جانب العرب فحسب, وإنما من كل شعوب الأرض.
ان الشيء المخيف والمقلق, هو أن هذا السلوك العنصري المتطرف, تحول إلى تربيه وثقافة يفاخر بها هؤلاء المتطرفون, هذه الثقافة نابعة من معتقد مضلل, هو مقولة شعب الله المختار, هذه المقولة هي من أكثر المقولات عنصرية عبر التاريخ البشري القديم والحديث, فاليهود يزعمون أن الله تعالى ميّزهم وفضّلهم على غيرهم من الشعوب, تمييز وتفضيل جنس وعنصر, وهذا التمييز والتفضيل يبيح لهم التطاول والاعتداء على الآخرين, الذين يسمونهم الأغيار,( גויים ) هذه المقولة المضللة صبغها هؤلاء بصبغة دينيه, فغدت جزءا من معتقدهم, وباتت من أهم عناصر التعبئة والتحريض ضد العرب, وضد كل من يحاول إنصاف العرب, أو مساندتهم محليّا أو دوليّا.
لذلك هؤلاء يعتبرون أنفسهم فوق القانون الدولي, يحتلون الأرض يقتلون ويدمرون ويشردون, ويعتدون على سيادة دول أخرى, كل ذلك لأنهم يعتبرن أنفسهم الشعب المختار, والشعوب الأخرى هم الأغيار, الذين ذكرتهم توراتهم المحرفة, التي تجيز قتلهم واستباحة أرضهم وعرضهم ومقدساتهم,شعب الله المختار, هذه المقولة المضللة, والادعاء الكاذب باتت ثقافة وتربيه دينيه, نرى آثارها في السلوك الفردي والجماعي, تظهر في الأقوال والأفعال, في التفوّهات العنصرية مثل الموت للعرب, وشتم النبي صلى الله عليه وسلم, أما الأفعال فتظهر في الاعتداء على العرب كلما سنحت الفرصة في الحدائق العامة, وفي المجمّعات التجارية, وفي النوادي الليلية وغيرها من الأماكن, والاعتداء على المساجد وإحراقها, وعلى المقابر بنبش القبور دون أدنى اعتبار لحرمة مقدّس أو حرمة ميّت, في معتقد هؤلاء هذه الاعتداءات على الاغيار مباحة, ولا حرج في ارتكابها.
والذي أباحها لهم هو الله الذي ميّزهم واختارهم على باقي الشعوب كما يزعمون,هل يُعقل أن يميّز الله عز وجل شعبا على شعب, على أساس العنصر؟ هل يُعقل أن يُفرّق الله بين خلقه, والخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله انفعهم لعياله, الله جل جلاله يُميّز ويُفضّل إنسانا على إنسان بالإيمان والعمل الصالح, الناس كلهم عند الله سواسية, كلهم لأدم وادم من تراب, يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم.
إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تضع نفسها فوق الشرعية الدولية وقراراتها, وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتل أراضي دول أخرى, وهي الوحيدة التي تعطي نفسها الحق بالاعتداء والقتل واغتيال كل من تعدهم أعداءها, دونما محاكمه, وهناك مبدأ أساسي لأي تشريع جنائي, وهو لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص قانوني, أي يجب إثبات الجريمة على المجرم قبل معاقبته, ولا عقاب على جريمة من غير نص قانوني, ومن يزعمون أنهم الشعب المختار, لا تسري عليهم القوانين لأنهم يضعون أنفسهم فوق القانون, فشعب الله المختار لا يمكنه أن يتساوى مع الأغيار, والفلسطينيون هم الاغيار, والأغيار حسب توراتهم يجوز قتلهم وتعذيبهم وانتهاك حرماتهم, هؤلاء ينسبون كذبا ليوشع بن نون انه أصدر أوامره لجنوده عند احتلال أريحا انه قال: ابقروا بطون الحوامل, اذبحوا الأطفال, اقتلوا الرجال, احرقوا الأرض, ثم استولوا عليها, ان تربية الأجيال منذ نعومة أظفارهم على هذا الفكر العنصري الاستعلائي, يقضي على كل القيم الانسانيه والمبادئ الاخلاقيه, ويضع أصحاب هذا الفكر العنصري في خانة العزلة الدولية, لان حَمَلَة هذا الفكر العنصري لا يمكنهم العيش بسلام مع الشعوب والدول المحيطة بهم.
والله غالب على أمره
سعيد سطل أبو سليمان
25/6/2011
مقال قيّم جداً.. ويحتاج الى عقول واعيه لفهمه.. نصرنا الله على الجميع.. الى ذلك المعقب التافه.. من المهم أن ننظر للمواضيع بصورة اوسع ولا نحصر نفسنا في تلك الزاوية التي دمرتنا كشعب عربي..
بارك الله فيك بس في أشياء اهم مثل انتهاك المقبره لباس المحجبات الغير شرعي القتل في يافا يعني في كتير مواضيع اهم
التعليقات