انتهى بنا الحديث في المقال السابق عند المودة والرحمة التي أودعها الله تعالى في قلب كل من الزوج والزوجة, بقوله تعالى : وجعلنا بينكم مودة ورحمه, المودة والرحمة أودعها الله في قلب الزوجين للحفاظ على الحياة الزوجية, لماذا الرحمه؟ ألا تكفي المودة في الحفاظ على الحياة الزوجية, المودة هي المحبة, المودة تكفي بحال دوامها, وهي قد تدوم وقد تنتهي, فإذا ما انتهت, إذا توقفت حلّت محلها ألرحمه, المودة غالبا تكون في جيل الشباب, في حال القوة والصحة والغنى, عندما يكون الزوج شابا قويا معافىً غنيا, وتكون الزوجة في شبابها ونضرتها وأبهى زينتها, هذه الأمور لا تستقر ولا تثبت هي من المتغيرات, هناك كبَر وضعف, وهناك مرض, وهناك فقر, هناك عاهات, هذه الأمور الطارئة تبخّر المودة, وبحال تبخّرت المودة, فالزوجان يحتاجان إلى الرحمة, الرحمة من شأنها أن تمنع الظلم, ومن شأنها أن تحافظ على العلاقة الزوجية في مثل هذه الحالات, وبخاصة من قبل الرجل, لأنه في طبع الرجال إذا كبُرت بالزوجة السن, أو مرضت, أو عجزت عن تلبية رغبات الزوج, انصرف عنها, أما الزوجة بحال مرض زوجها, أو إذا أصابه عجزٌ مادي أو بدني, فهي اخلص في العشرة الزوجية, واصبر على الابتلاء,حسن المعاملة, الكلمة الطيبة, الثناء والشكر على الأعمال التي تقوم بها الزوجة, تقديم هديه في المناسبات وغير المناسبات, هذه من شانها الحفاظ على المودة والرحمة بين الزوجين وتنميتها,
والى جانب ذلك اجتناب الكلمة الجارحة في فورة الغضب, اجتناب السب واللعن وبخاصة سب الأهل وشتمهم, فذلك يؤدي إلى الجفاء, والجفاء يؤدي إلى البغض, والبغض يؤدي إلى إفساد العلاقة الزوجية والى الفراق, لذلك جاء في التوجيه النبوي الشريف, قوله صلى الله عليه وسلم : رفقا بالقوارير, القوارير جمع قارورة, والقارورة الزجاجة, شبّه النبي صلى الله عليه وسلم المرأة بالزجاجة, والزجاجة سريعة الانكسار, فإذا انكسرت لا تجبر, فعلى الرجل مراعاة شعورها وعدم المّس بها بقول أو فعل خاصة عند فورة الغضب.
قال العلماء في تفسير قوله تعالى: وعاشروهن بالمعروف ليس المعنى أن لا تسيء إليها, ولكن أن تصبر على اسائتها, وجاء في الحديث الشريف, لا يكرمهنّ إلا كريم, ولا يُهينهن إلا لئيم.الآن لابد من الإشارة إلى أمور محدثة أراها من المنكرات, ومن الضروري الإقلاع عنها, الأمر الأول: الفرقة المكونة من بضعة شباب ,تتم دعوتهم من قبل العريس عند استلام العروس, ويقومون بالعزف والغناء وسط النساء,والنساء بلباسهن الفاضح يتمايلن ويرقصن أمامهم, هذا أولا مخالف للشرع, ومخالف للعادات والتقاليد العربية والاسلاميه, ومخلٌ بالأدب ومفسدٌ للأخلاق, يجب إبطال هذه العادة السيئة والمستحدثة قبل أن تستفحل ونفقد السيطرة عليها.
الأمر الثاني: الفتاشات التي يتم إطلاقها في مختلف المناسبات والأوقات, هذه من المستحدثات السلبية, قلدنا غيرنا وأفرطنا في تقليدهم, صرنا نطلق الفتاشات في الليل وفي النهار, في الخطبة, وفي عقد القران, وفي الأفراح والمناسبات المختلفة, ما هي المنفعة, ما هي الفائدة من هذا العمل الطائش, سوى الإزعاج وتبذير الأموال, أرجو وان نقلع عن هذا التقليد الأعمى.
الأمر الثالث: الزواج في الإسلام شيء مقدس, بدليل أن الله عز وجل عدّه آية من آياته, وصيغة عقد القران التي تجري بين ولي الزوجة وبين الزوج, الذي يقول فيها ولي الزوجة, زوجتك موكلتي ابنتي فلانة لنفسك على كتاب الله وسُنّة رسوله, وعلى المهر المسمى, فيجيب الزوج بالإيجاب بقوله قبلت الزواج من موكلتك.......صيغة العقد هذه تدل على قدسية الزواج في الإسلام.
إذا نحن مطالبون أن نحافظ على هذه القدسية, وان لا ندنسها بحفلات الأعراس المختلطة, وبشرب الخمور المعلنة والخفية, كيف يبارك الله زواجا مقدسا يدنسه الأهل والأصدقاء بدنس العريّ والاختلاط والخمور, أنا لا استبعد أن ما يجري في قاعات الأعراس مما ذُكر, هو السبب في كثرة حالات الطلاق في يافا, فالنتائج مرتبطة بمقدماتها.
اسأل الله تعالى أن يطهر حياتنا ومجتمعنا من الخبث والدنس,والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
سعيد سطل أبو سليمان
بارك الله فيك ايها الغالي.. لا افهم كيف يطمح الانسان الى أن يتوفق في حياته, وهو بعيدا كل البعد عن الاشياء التي ترضي الله عز وجل, يجب أن يدرك الناس أن التوفيق يأتي بعد رضى الله عز وجل فقط.. نأمل المزيد مثل هذه المقالات الهادفة والقيمة
بارك الله فيك هذا يظهر عظمة الاسلام في قضية الزواج الغير موجودة في الغرب الذي يتبجح بحقوق الزوجة
بارك الله فيك شيخنا الفاضل وجزاك عنا خير الجزاء (لا فض فوك ولا ظل حاسدوك) وصدفت بقولك ان النتائج مرتبطه بمقدماتها والعجب كل العجاب ان نطلب التوفيق من الله ونعصيه وكثيرون هم من ينسون انفسهم عند الفرحه فيصبح كل شيء مباح حتى يشعر المرء فينا انه يسير عكس التيار او انه غريب عجيب
التعليقات