بالرغم من الفوارق ألاقتصاديه ووطأة الأوضاع الاقتصادية القاسية التي يعيشها مجتمعنا العربي في اللد يريد كلا منا أن يلتحق أبنائه وبناته بأعلى المعاهد العليا سواء في داخل البلاد أو خارجها, ويرسل الأهل أبنائهم للدراسة في هذه المعاهد يحدوهم الأمل بالوصول إلى لحظة التخرج والتحاق بالوظيفة المنشودة التي سيتباهون بها فخرا بأبنائهم لكنه ما يلبث هؤلاء الطلاب أن يتخرجوا حتى تتكدس أمامهم المصاعب والعقبات نتيجة لسياسات السلطات ونتيجة لاعتبارات غريبة وغير موضوعية تعيق مستقبلهم وتفسد فرحة ذويهم بهم.
لا يخفى على أحد منا أن هذه الحالات قد دفعت بهذا الخريج إلى البحث عن واسطة ومحسوبية لكي يتعين في وظيفة وبذاك إلى اللجوء إلى القضاء ليعرف سبب رفض تعينه وبأخر إلى التعلق بنتائج امتحانات الدولة التي تجبر خريجي بعض المواضيع كطب مثلا اجتيازها قبل توظيفه ولن نتطرق هنا إلى هذا الموضوع الشائك بالذات وقد نتطرق له في جولة أخرى.
لكننا سنتطرق هنا إلى ما يجري في جهاز التربية والتعليم وخاصة في مجال تعيين المعلمين حيث هناك الكثير، الكثير من التساؤلات حول هذا الموضوع ولكننا سنحصر الحديث هنا في زاوية واحدة تتجلى في ما يجري في مدينة اللد بالذات فهناك الكثير من المعلمين الأكفاء في هذه المدينة ممن اختاروا هذه المهنة كرسالة يؤمنون بها لتغيير الواقع المرير الذي يعيشه مجتمعنا العربي وليرفعوا مستوى التعليم في مدينتا الحبيبة, هذه الكوكبة التي تتجسد فيها روح العطاء هي ثروة جيده بل كنز نفيس وهي سلاحنا الوحيد لخلق جيل جديد واع ومثقف لذلك وواجبنا الوطني والديني والأخلاقي أن نحتضنها وندعمها بكل قوانا السياسة والاجتماعية هؤلاء الأكاديميين حسب خطة التعليم في المدارس يجب عليهم العمل ضمن فترة التمرس ما يسمى "ستاج" لاكتساب الخبرة حيث يحسب لهم بعد الانتهاء من هذه الفترة نسبه 20% للحصول على شهادة اللقب ومن بعدها يتم توظيفهم حسب تخصصاتهم.
فمن المعطيات المتواجدة بحوزتي هنالك ما يزيد عن عشرة معلمين ومعلمات من حملة الشهادات الأكاديمية من اللد ينتظرون تعيينهم في سلك التعليم ومن بينهم من فاق انتظاره مدة ثلاث سنوات ومنهم من ينتظر إدخاله إلى إحدى المدارس للتمرس "ستاج" ومنهم من عمل كمعلم بديل ولم يستطيع الحصول على شهادة اللقب لان الحصول على اللقب والتأهيل يقتضي العمل في إحدى المدارس بشكل دائم خلال فترة محددة وفي حالة عدم توفر هذه الفترة لا يمكن تعيين هذا المعلم.
بالرغم من طول فترة انتظار هؤلاء المعلمين وبالرغم من ازدياد عدد المدارس العربية في اللد طبعا ازداد العدد دون تحسين الأوضاع والمستوى لم يتعين أي من هؤلاء المعلمين من سكان اللد.
إن عدم تعيين هؤلاء المعلمين بالرغم من أحقيتهم في التعيين سوء كان ذلك لأنهم سكان اللد وسواء كونهم من حملة الشهادات الملائمة التي تؤهلهم للتعيين، له تفسير واحد فقط وهو أن عملية تعيين المعلمين أصبحت تنظر رحمة وزارة المعارف والمفتشين وبالتالي تحولت هذه الثروة البشرية من ثروة نافعة للمجتمع إلى سلعة بالنسبة لوزارة المعارف تنتفع بخدماتها متى شاءت وتركنها جانبا متى شاءت.
فها هي السنة الدراسية الجديدة 2011-2012 افتتحت أبوابها وبفضل الله ازداد عدد مدارسنا هذا العام في لدنا الحبيب وما زال هؤلاء المعلمين ينتظرون التعيين بينما نلاحظ التعيينات في هذه المدارس بالكم الهائل وتزويدها بمعلمين جدد من خارج مدينة اللد علما أنني أكن الاحترام لجميعهم وليس لدي أي اعتراض على أي منهم بشكل شخص لكن الاعتراض على الطريقة التي تتبعها وزارة المعارف في تعيين المعلمين لان هذه الوزارة قد تغافلت أو غفلت هي ومفتشيها في المنطقة عن وجود هؤلاء المعلمين من سكان اللد ولم تدرك بأننا أولى بأبنائنا وبناتنا الخرجين أنهم أحق من غيرهم بالعمل والتدريس في مدارسنا وأن لهم الأفضلية الأولى في التعيين في مدارسنا العربية في اللد فإن لم يكن كذلك فعلى الأقل لما لا تعيينهم الوزارة في مدن وقرى قريبة من اللد مثلما تعيين أبناء هذه المدن وهذه القرى في مدارس مدينة اللد فهنالك الساعات الكافية التي رصدتها وزارة المعارف والتي تكفي لتوظيف هؤلاء المعلمين.
أما بخصوص بعض المدراء الذين توجه لهم هؤلاء المعلمون للبحث عن وظيفة حيث سألهم هؤلاء المدراء لأي عائله تنتمون وطرقوا الباب أمامهم وكأن الانتماء العائلي يعد من بين معايير قبول المعلمين أو عدم قبولهم على أي حال فهذا نهج جديد، يجب على مجتمعنا العربي الاستعداد للتصدي له وهنا لا بد لي أن أقول أن هؤلاء المعلمون هم عبارة عن ثروة نفيسة وواجب علينا أن ندعمهم وان المدرسة ليست مقاطعه خاصة لأحد لذا لنا كامل الحق أن ننزعهم هؤلاء المدراء من هذا الصرح التعليمي حيث أنه أصبح من الواضح أن هؤلاء المدراء أصبحوا يعتبرون هؤلاء المعلمين من سكان اللد عبارة عن سلعة أما نحن الأهالي فعلينا أن نضغط على جميع المسئولين في وزارة المعارف والبلدية لكي يوظفوا جميع المعلمين من سكان اللد في مدارسنا العربية في اللد وقد أبرقت برسالة مستعجلة بهذا الخصوص لمدير قسم المعارف طالبا منه عقد اجتماع مع وزارة المعارف بحضور مفتشي المنطقة لكي يتم تعيين هؤلاء المعلمين, وهنا أتوجه لجميع المعلمين والمعلمات الذي لم يتم تعيينهم حتى الآن أن يزودني بمعلومات عن مؤهلاتهم لإدراج أسمائهم مع أسماء المعلمين العشرة الذين نتحدث عنهم لكي نهتم بتعيينهم لأنني على ثقة تامة بان هؤلاء المعلمين هم ثروة وليس سلعة.
التعليقات