الإنسان في تركيبته التكوينية, جانبٌ مادي, فهو مخلوق من طين, وجانبٌ روحي, فيه نفخة من روح الله, وجانبٌ نفسي, نفسٌ وما سواها, وجانبٌ عاطفي, رحماء بينهم, وجانبٌ فكري, وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة, وجانبٌ اجتماعي, وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا, هذه التركيبة المتنوعة في الإنسان, لا تستقيم إلا بالتعاون بين الإنسان وأخيه الإنسان, فالتعاون ضرورة إنسانية, وضرورة اجتماعيه, به تتحقق مصالح البشر, ومنافعهم الدينية والدنيوية, وبه ُيلبي الإنسان جميع احتياجاته, المادية والروحية والنفسية والفكرية والعاطفية والاجتماعية, لضمان وتحقيق هذه الجوانب, الإنسان مطالب بالتعاون مع أخيه الإنسان, يقول الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى, ولا تعاونوا على الإثم والعدوان, البر كلمة جامعة لكل معاني الخير, والتقوى كلمة جامعة لكل معاني الطاعة, والإثم والعدوان, كلمتان جامعتان لكل معاني الشر,
فالإنسان لا يستغني عن أخيه الإنسان, يحتاج إليه ليأنس به, يحتاج إلى معونته في معظم شؤونه, يحتاج إلى نصرته والتقوّي به, والقرآن حكى لنا على لسان موسى عليه السلام, لما كلفه الله بالذهاب إلى فرعون الطاغية, قال الله على لسان موسى : واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري, وأشركه في أمري, الوزير المعين, اشدد به أزري أي قوّني به, الإنسان مطالب بالتعاون مع أخيه الإنسان, لأن هناك الكثير من الأعمال لا يستطيع الإنسان القيام بها بمفرده مهما أوتي من قوّة, وخبرة, ومهما أوتي من نفوذ وسلطان, فانه يحتاج إلى العون والمساعدة, للقيام بها وانجازها, فليس بوسع احد مهما أوتي من قوّة أن يستغني عن الناس, عن معونتهم ودعمهم ومساندتهم, لا يستغني عن الناس إلا ربُ الناس, أما الإنسان فانه يحتاج إلى عون أخيه وموأزرته, فالإنسان ضعيفٌ بنفسه, قوي بإخوانه, وقليل بنفسه كثيرٌ بإخوانه,
بالإضافة إلى ما ُذكر, التعاون يُدعّمُ الروابط بين بني البشر, ويُعمّقُ أواصر الأخوة الإنسانية, ويُنمّي عاطفة المحبة بين الإنسان وأخيه الإنسان, الإنسان بتركيبته التكوينية التي ذكرنا,لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن أخيه الإنسان, وكذلك الأمم والشعوب والدول, لا يستغني بعضها عن بعض, جميعها بحاجة إلى التعاون فيما بينها, بحاجة إلى التبادل التجاري, بحاجة إلى التعاون العسكري, بحاجة إلى تبادل الخبرات, وتبادل العلوم والمعارف في مختلف المجالات, وفي جميع مناحي الحياة, لأن التعاون هو الذي ينهض ويرتقي بالأمم والشعوب والدول, فكريا وعلميا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا, هو الذي يحقق الرخاء والأمن ورغد العيش, وما نشهده اليوم في العالم من نهضة وتقدم ورقي في مختلف الميادين, العلمية والصناعية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية,هو من ثمار التعاون, وما كان ليتحقق شيء من هذا بدون تعاون,
إلى كل مسؤول في موقعه في مدينة يافا, إلى كل مؤسسة, إلى كل جمعية, إلى كل لجنة, إلى كل مسلم ومسيحي, يافا تدعوكم إلى التعاون على البر والتقوى, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
سعيد سطل أبو سليمان
17/11/2011
لم ينشر هذا التعليق لعدم إنسجامه مع نهج الموقع
كلام جميل ومفيد
التعليقات