"الربا مصاص الدماء" - بقلم : حازم إبراهيم
يافا 48
2020-10-10 17:14:00
مصاص الدماء هو اسم اخترته لصاحب وآكل الربا لأنه يمتص دماء الناس ويبتلع حقهم ، ويوم القيامة يسبح آكل الربا في نهر من الدم ويُلقم ويبتلع حجارة في فيه عقاباً له ، وإنما يبتلع ويُلقم بحجارة في فيه ويعذب بنهر من الدم لأنه استغل ضعف وحاجة الناس في المال فكان يُداين ويقرض الناس ويشترط أن يأخُذ زيادة عن اصل المال فكان يمتص ويبتلع زيادة عن اصل المال بلا رحمة ولا شفقة ولا ضمير، وتعريف كلمة الربا في اللغة هي الزيادة.
وقد ورد في الحديث الصحيح الطويل أن آكل الربا يُلقم بحجارة في فيه عند نهر من الدم قَالَ صلى الله عليه وسلم : ( فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً ، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا ) إلى أن قال : ( وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا ) رواه البخاري ، مشهد هذا الحديث مخيف ومُرعب تصور يا آكل الربا أنك في هذا الموقف تسبح في نهر من الدم وتَفغَرُوتفتح فمك ويُرمى فيه الحجر وتبتلعه.
الإنسان العادي في الدنيا اذا ابتلع دبوس او عُملة معدنية دون قصد والذي يقع فيها الكثير من الاطفال أو أكل شيىء ملوث فاسد يأتيه وجع وألم في المعدة يحتاج الى اسعافات أولية وغسيل معدة وفي اكثر الحالات يحتاج الى عملية جراحية فكيف يكون الحال يا آكل الربا يوم القيامة ، هل تستطيع نتيجة هذه المعصية أن تتحمل هذا العذاب وهذا الموقف المُرعب تبتلع حجارة وهناك لا اسعافات أولية ولا عملية جراحية هناك فقط عذاب أليم والعياذ بالله ، توب الى االله يا آكل الربا ولا تتحدى وتُحارب الله المتعامل بالربا مُحارب لله.
وقد أعلن الله الحرب على آكل الربا من بين سائر الذنوب قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } آكل الربا يُبعث ويقوم من قبره يوم القيامة مجنوناً مصروعاً من الجنون حيران سكران مضطر قال تعالى جلّ في عُلاه : {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا } فكما تقلبت عقولهم وقالوا إنما البيع مثل الربا جازاهم الله من جنس أحوالهم فصاروا كالمجانين.
إن الربا محرم بالكتاب والسُنة والإجماع ومحرم في جميع الكُتُب السماوية وهو من الكبائر ومن السبع الموبقات أي المهلكات قال صلى الله عليه وسلم : اجتنبوا السبع الموبقات. وذكر منها "أكل الربا" متفق عليه ،إن آكل الربا ملعون لُعن على لسان النبي صلى الله عليه وسلم عن جابر قال : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ، ومؤكله ، وكاتبه ، وشاهديه ، وقال: «هم سواء» رواه مسلم.
الربا ذنبه كبير وعظيم أشد من ستة وثلاثين زنية ، قال صلى الله عليه وسلم : ( درهم رباً يأكله الرجل ، وهو يعلم ، أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية ) صححه الالباني ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( الربا سبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه) صححه الألباني ، يا أصحاب الربا من تاب الى الله من الربا وعنده أموال في ذمم الناس يتركها ولا يأخذها ويأخذ رأس ماله ( وإن تُبتم فلكم رؤوس أموالكم ) خذ رأس مالك واترك الزيادة واترك الربا ولا تعد لمثل هذه المعصية ومن تاب إلى الله تاب الله عليه إن الله غفور الرحيم .
التعليقات