رحمة الله بعباده - بقلم : حازم ابراهم
يافا 48
2020-10-17 08:46:00
إن رحمة الله لا نهاية لها الله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم وهو أرحم الراحمين الذي وسعت رحمته كل شيء قال تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : ( قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسّبي ، فإذا امرأة من السّبي تسعى ، إذا وجدت صبيا في السّبي ، أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ ، قلنا : لا والله . فقال : الله أرحم بعباده من هذه بولدها ) متفق عليه.
الغرض من الحديث بيانُ أن رحمة الله بعباده اعظم من رحمة هذه الأم بولدها الرضيع ، ومهمه اشتدت رحمة الأم فرحمة الله أوسع وأعظم ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لله مائة رحمة ، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام ، فبها يتعاطفون ، وبها يتراحمون ، وبها تعطف الوحش على ولدها ، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة ، يرحم بها عباده يوم القيامة ) متفق عليه.
فإذا كانت الرحمة التي نراها في الأرض والتي شملت كل الخلائق تساوى واحداً في المائة من رحمة الله تعالى ، فكيف برحمته تعالى في الجنة التي تساوي تسعاً وتسعين ! إنه إغراء كبير ورفع لهمم المؤمنين الذين يرجون رحمة الله في الآخرة، إنها رحمة شاملة كبيرة ينعم فيها الإنسان ولا ييأس إنه الفوز الكبير والعظيم ،عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما خلق اللهُ الخَلْقَ كتب في كتاب، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تَغْلِبُ غضبي ) متفق عليه.
اللهُ سبحانَه وتعالى غَفُورٌ رَحِيمٌ، ورحمتُه سَبَقَتْ غَضَبَه؛ ومِن حِكمتِه سُبحانَه ورحمتِه العامَّةِ أنْ رَزَق الكافِرَ في الدُّنيا ونَعَّمه وخَوَّله مُدَّةَ عُمرِه، ومَكَّنَه مِن آمالِه ومَلَاذِّه ، مع أنَّه لا يَستحِقُّ بكُفرِه ومُعاندتِه غيرَ أَلِيمِ العذابِ ؛ فكيف رحمتُه بِمَن آمَنَ به ، واعترَف بذُنوبِه ورَجَا غُفرانَه ودَعَاه تضرُّعًا وخُفْيَةً ، ومن رحمة الله بعباده إرسال الرسل وإنزال الكتب والشرائع لتستقيم حياتهم على سنن الرشاد بعيدا عن الضنك والعسر والضيق.
قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ورحمته تعالى هي التي تدخل عباده المؤمنين الجنة يوم القيامة ولن يدخل أحد الجنة بعمله كما قال عليه الصلاة والسلام : ( لن يُدخل أحداً عمله الجنة قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولا أنا ، إلا أن يتغمّدني الله بفضلٍ ورحمةٍ ، فسددوا وقاربوا ، ولا يتمنّيَنّ أحدكم الموت : إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً ، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتبَ) رواه البخاري ، فعلى المؤمن أن يبقى بين رجاء رحمة الله والخوف من عقابه ، فهو القائل : ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ، وأن عذابي هو العذاب الأليم ) ، ويكفينا أنّ نعلم بأن رحمة الله وسعت كل شيء ،إن رحمة الله تعالى لا نهاية لها فاللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين .
التعليقات