الانتخابات وحال الشارع العربي.. بقلم: عبد القادر سطل
يافا48
2021-03-15 18:57:00
وكيف شايف الانتخابات هالمرة يا أبو ناجي؟
والله يا أبو ناجي مش كل مرة بتسلم الجرة. وأنا شايف أن البعض قرّر يخوض تجربة الماضي الفاشلة. يعني بعد سبعين سنة تعلّم الواحد شوية أمور عن الانتخابات، وخصوصا أننا نمر بفترة تعتبر دورة سريعة بكل ما يتعلق بالانتخابات والاحصائيات والتنبؤات وحالة اللامبالاة في الشارع العربي، ونسبة تصويت منخفضة. وهرولة الأحزاب الصهيونية نحو الصوت العربي من أقصى اليمين الى أقصى الشّمال. وأبو يئير حاطط ببطنه "بطيخة صيفي" وضامن شي مقعد ولا أثنين من أصوات العرب.
واحنا بين حانا ومانا، كل يوم بنسمع أخبار جديدة هذا طلع وهذا نزل وهناك ما لا يقل عن أربع قوائم على الحفة قد تكون محرقة للأصوات. وزيد على الحالة وضع الكورونا في البلاد عامة والوسط العربي خاصة، صرنا بالمحل الأول في المستشفيات وغرف العلاج المكثف والمقابر، كل يوم أعداد من الوفيات حتى صارت صفحات التواصل الاجتماعي بيت أجر كبير يضم كل أطياف مجتمعنا.
وما ننسى يا أبو ناجي حالات العنف بوسطنا العربي كمان هون احنا بالمحل الأول وبفارق شاسع عن غيرنا. يعني الطفل محمد عدس شو كان ذنبه لما قرر يأكل بيتزا مع صديقه ويقتل بدم بارد من قبل قاصرين على بعد قليل من محطة الشرطة؟ ونضيف على ذلك لنكمل الصورة، سيف الهدم والتشريد على رقاب الآلاف من العائلات في الجليل والمثلث والنقب أما في المدن المختلطة فالمخطط هو ترحيل. يعني يا أبو ناجي صارت العجمي اللي كانت أمبارح جيتو صارت اليوم خسارة فينا، كل يوم بنطلع عالشارع بنشوف الكلاب كثرت يا أبو ناجي والكل بيعوي ومن وين إجت كل هالكلاب. والله الواحد صار يشعر غريب بأم الغريب يا أبو ناجي.
بعرف يا أبو ناجي انو مش ناقصك بس قلت خفّ عني المرض شوي خليني أفش غلّي، يا عمي خليني أتنفس شوي الواحد انخنق من الكمامات. يعني مش مكفي أني مسكر فمي لازم كمان كمامة حتى تكمل القصة. وما بدي أتطرق يا أبو ناجي لقضية اللغة والهوية والانتماء لدى الشباب الذي يعاني للأسف من فهم المقروء. وكتير شباب يلومونني لأنني أكتب بالعربي، على الأقل أكتب عربي بس بأحرف عبرية هيك تعودنا.
القضية ليست لعبة عيال يا أبو ناجي ويا أبو الطيَب، المشتركة لازم تحافظ على قوتها بالكنيست القادمة، هم يقولون تسعة ونحن نقول أكثر بكثير. نعم لا بد من رفع نسبة التصويت بالوسط العربي هذا أولا، يا عمي انتخبوا وبعدين ارجعوا ناموا خلي الفترة تمر على خير. وثانيا ألا تذهب أصواتنا للأحزاب الصهيونية يعني بكفي دروس من آخر سبعين سنة. وقبل ما يسألك أحدهم شو عملوا النواب العرب؟ قل له بربك وانت شو عملت حتى جاي تطلب صوتي؟
كشفت كل الأوراق وصار اللعب عالمكشوف يا أخي أحمد، أربع دورات للكنيست خلال سنتين وربما عشرة أشهر عملت فيها الكنيست خلال هذه الفترة وكان بالرغم من ذلك أكثر من انجاز للمشتركة. ومن يقول غير ذلك فهو يحاول أن يزعزع الثقة بين الناخب العربي وممثليه الحقيقيين. قلنا أولا وثانياً أما القضية الثالثة وهي لا تقل أهمية هو قرارنا نحن الجماهير العربية في البلاد، قلنا إننا نريد الوحدة فكانت المشتركة وقمنا بدعمها ونجحنا أكثر من مرة وعلينا أن نتبع هذا الانجاز المشهود محلياً وعالمياً. لقد ثبت للجميع أن لا بديل للمشتركة وكل الطروحات الجديدة لن تجدي نفعاً بل العكس سيكون مصيرها حرق لأصوات العرب.
نحن لا نريد ذلك بل نطمح لأكبر عدد من النواب العرب في الكنيست لان ذلك سيكون الرّد الأمثل لليمين أولاً وثانيا لمن يزاود على الصوت العربي، وثالثاً وهو الأهم هو أهمية وجود نواب المشتركة في الكنيست للتصدي لما يحاك من مؤامرات ضد مجتمعنا العربي ومن مخططات وبرامج تهجير وترحيل والمزيد من القوانين العنصرية ضد العرب.
لأننا نثق بأعضاء المشتركة ولا نرى بديلاً لها يمثلنا في الكنيست القادمة سنذهب يوم الثلاثاء القادم الى صناديق الاقتراع ونملأها ب(و ض ع م)، لأننا نقدَر المجهود الكبير الذي يقوم به أيمن عودة, ولأننا سمعنا وشاهدنا ابن يافا أبو ناجي يتصدى لليمين والديمقراطية الزائفة ولأننا نثق ببقية النواب العرب في الكنيست القادمة نمنحهم كل الثقة وندلي بأصواتنا للمشتركة.
المشتركة هي الوسيلة والهدف، هي تمثيل طموحات جماهيرنا العربية.
المشتركة هي نهج الوحدة الوطنية الإسلامية المسيحية الذي اختارته الجماهير العربية في البلاد.
القائمة المشتركة قدّها واحنا رجالها في يافا والنقب، في المثلث والجليل.
عبد القادر سطل.. يافا..
التعليقات