ترشيح الكفاءات في سياق المراجعات (3)
يافا 48
2021-06-12 11:28:00
بعد أيامٍ قليلة ستنطلق حملة الترشح للهيئة الإسلاميّة في مدينة يافا(الدورة 16)، تتطلّع المدينة إلى أن تتقدّم كفاءاتها العلمية والمهنية بطرح أسمائها، لإشغال مناصب في هذه المؤسّسة التي حظيت باهتمام أهالي المدينة منذ سنوات الثمانينات، وحتى يومنا هذا.
إنّنا نرى ضرورة قصوى بأن تأخذ الكفاءات دورها في رفعة مجتمعهم عبر مشاركتهم الفعّالة في إدارة شؤون المدينة من خلال مؤسسات المجتمع المدنيّ على رأسها الهيئة الإسلامية المنتخبة. فما زالت قواعد اللعبة في الحلبة السياسية والإجتماعية في حركة دائمة ومتصاعدة. وعليه فإن الحالة الراهنة مستحيلٌ لها أن تستمر بل تحتم على كل أهالي المدينة أن يأخذوا دورهم للنهوض بهذه المؤسسة الجماهيريّة التي تعتبر ممثلة ورافعة لقضايا الجماهير العربية المسلمة في يافا.
منذ إنطلاق الهيئة الإسلامية المنتخبة في حلتها الجديدة (الدورة الـ13) أبت الكفاءات المحلية المشاركة في إدارة هذه المؤسسة، ما نعتبره خطأ فادحاً ارتكب بحق هذه الجمعية في الساحة اليافية نتحمل مسؤوليته حتى يومنا هذا.
إن مهمتنا العليا اليوم هي إقناع كفاءات المدينة على إختلاف ميولهم وانتماءاتهم (ممن نتوسم فيهم المهنية والكفاءة المناسبة) لخوض انتخابات هذه المؤسسة عبر ترشيح أسمائهم، هذا بالطبع اذا صدقت النوايا وحَسُنتِ السريرة، ونحن هنا لسنا بصدد تقييم دور الهيئة وانتقاد أدائها، فلها ما لها، وعليها ما عليها والعبرة هي مصلحة هذه المؤسسة واستمرار رسالتها.
أجمع أهالي يافا على أهمية أن تستمر هذه المؤسسة بدورها السياسيّ والإجتماعيّ والتعليميّ والدينيّ. وأن رسالتها رسالة مهمة، فلو عزفت هذه الكفاءات عن المشاركة، فعلى كافة مركبات المدينة تحمل مسؤولية تراجع هذه المؤسسة الجماهيرية وفشل مشروع دام لـ40 عاماً.
وبالتزامن مع دعوتنا للمحافظة على دور الهيئة الإسلامية المنتخبة فإنّنا ندعو إلى الإستفادة من أخطاء الماضي، وترشيح من نراهم كفؤاً وأكثرهم وعياً للحالة التي تعشيها المدينة، ونرأب أن تتنوّع الكفاءات في ترشيح أسمائها في الدورة القادمة، فلا يكون ترشيح الأعضاء لأكثرهم كلاماً أو ظهوراً أو ديانة ... ولا نريد أن يُفهم من كلامنا هذا أنّنا نسعى إلى فصل انتماءات أهالي المدينة، فلابد من تحقيق التوازن في ترشيح واختيار هذه الكفاءات، وألا يُحسب الأعضاء المتقدمين لترشيح أنفسهم من تيار واحد.
لا نريد اقصاء أشخاص لميولهم لا محسوبيات ولا محاباة، نريدها حرة فعّالة، قوية، وآلة التغيير المنشود.
إنّنا نحذّر من العصبية المقيتة التي ما جلبت لنا سوى المشاحنات والضّغائن، ومزيد من التفرقة والتشرذم، فنحن نقف أمام منعطفٍ خطير ومتغيرات جسام، وهذه دعوة إلى أن يأخذ كلٌ منّا دوره، وبنفس الوقت هي دعوة بأن نقف على مسافة واحدة من كافة التيّارات والتوجّهات، وليشاركوا جميعاً في حمل هذه الأمانة ولتتحمل يافا ومركباتها فشل محاولات تعزيز هذه المؤسسة واستمرار رسالتها في حال عزفت الكفاءات تقديم أسمائها، وهذا لا يكون إلّا إذا تجرأت الكفاءات الشابة في ترشيح أسمائهم والمشاركة في هذه اللعبة الديموقراطية.
اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد.
الكاتب: يافا 48
التعليقات