المدن المختلطة من هنا ... الى أين؟
يافا 48
2022-05-27 18:47:00
هناك نموذج "لعبة فوز وخسارة" نتعلمه في العلوم السياسية وهو عبارة على ان احد الطرفين يفوز على حساب الاخر هذا يعني انه لا يوجد ربح لكلا الطرفين و لابد ان يكون الربح على حساب الاخر.
عندما نتحدث عن المدن المختلطة الحديثة، نحن نتطرق بالحديث ان اليهود يكسبون والعرب يخسرون او بالعكس.
ولذلك نرى ان هناك منافسة دائمة لنرى من الرابح بالرغم ان في الواقع يجب على الطرفين كونهم مواطنون بنفس المدينة ان يربحوا معا.
لكننا معتادون منذ الصغر ان نرى فقط جهة واحدة رابحة على حساب األخرى لذلك نرى دائما تواجد الصراع الدائم ان احد الطرفين يعيش على حساب الآخر بما يشمل عدم وجود مدارس عربية او مراكز جماهيرية وكذلك لا تتوفر خدمات اخرى التي تخص المجتمع العربي مثل كرميئيل ويافة الناصرة.
وبدل ان يكون الصراع بين الطرفين احدهم على حساب الآخر لذلك نرى الصراع طرف ضد الآخر ولذلك لا يوجد تعادل بين الطرفين.
بالرغم انه لا مانع لاقامة مدارس مشتركة يهودا وعربا وكذلك لا توجد أية مشكلة ان تكون مدرسة للعرب ومدرسة لليهود ولا توجد اية مشكلة إقامة مكان للصالة للطائفتين المسيحية والاسلامية وكذلك لليهود في نفس المدن المختلطة الجديدة طبعا لا نرى بصدد هذا الأمر أن هناك افق لتنفيذه في السنوات المقبلة عندما نتحدث عن اماكن مخصصة للصلاة ولكن هذا يدل ان "لعبة فوز وخسارة" متواجدة وبشكل قوي هذا الصراع في المدن المختلطة الحديثة.
تطرق اغبارية في هذا المؤتمر بمشاركته حول انتقال الدولة من مدينة مختلطة الى دولة مختلطة، وهذا يعني أن كل المدن اليهودية التي تحيط القرى والمدن العربية مثال الناصرة تحيطها يافة الناصرة وسخنين تحيطها كرميئيل والعفولة والطيبة تحيطها "تسور يتسحاق" باالضافة الى مدينة يافا تحيطها "بات يام".
واسهب اغبارية على ان هناك تزايد في سكان العرب لهذه المدن المختلطة الحديثة وهذا ينبع من تكاثر السكان العرب بنسبة 12 ضعف مما كانوا عليه سابقاً.
وبالرغم من كل هذا، المدن العربية الحديثة لم تتطور وتبنى بعد وهذا يعني ان الاقلية العربية تكاثرت ولكن المدن العربية بقيت كما هي.
وعندما اصبحت المدن العربية مزدحمة بالسكان مما اضطر سكانها للانتقال والخروج من حدودها الى المدن اليهودية القريبة من منطقة سكناهم.
وهذا ما نلحظه في كرميئيل ويافة الناصرة ان عدد السكان العرب ما يقارب 30 % وهذا يدل على ان هذه المدن اصبحت مختلطة مثل المدن المختلطة المعهودة لدينا مثل مدينة عكا، يافا، حيفا، اللد والرملة.
وفي هذه المدن هناك رؤساء بلديات ومجالس يبذلون مجهود قدر استطاعتهم ليشعرون السكان العرب بعدم انتمائهم لها وكذلك عدم توفير الخدمات ونرى ان اغلبية هذه المدن المختلطة الحديثة لا يوجد فيها مدارس عربية بالاضافة لعدم وجود خدمات اجتماعية وكذلك عدم وجود مركز جماهيري يخدم السكان العرب ودورات باللغة العربية للمشاركة بهم.
وكل هذا يدل ان الرسالة واضحة اننا ال نوافق على وجود العرب في المدن المختلطة الحديثة وعدم اشعارهم بالانتماء وعدمه.
مثال على ذلك: الاعياد للطوائف المسيحية الاسلامية وتزيين الشوارع بمناسبة هذه الاعياد وكذلك وضع اسماء شوارع عربية التي لا تتوفر في هذه المدن.
كل هذه المؤشرات تجعلنا ان ندرك واقعا على ان المدن المختلطة الحديثة تتزايد بها السكان العرب ولكن المسؤولون بها كرئيس البلدية /المجلس يستصعبون تقبل الواقع القائم وهو وجود سكان عرب بنسبة كبيرة يعيشون في هذه المدن ولم توفر لهم الخدمات االجتماعية التي يستحقونها.
كما وتطرق اغبارية لكل ما يتعلق بالتعقيدات القائمة بالعالقات بين العرب واليهود وهذا يظهر عند كل احتكاك لو صغير مباشرة نوجهه دائما للصراع الاسرائيلي / الفلسطيني بالرغم ان الكثير من هذه القضايا تكون قضايا مدنية وليست سياسية. لكن اكثر راحة سياسيا ان يسيطر الطابع الاسرائيلي الفلسطيني وليس طابع مدني المتعلق بالسكان العرب الذين يعيشون في مدينة مختلطة.
وفي بعض الأحيان نتنبى أموراً قد تعودنا عليها مثال على ذلك، وقد شارك أغبارية البعض عندما عرض صورة الشيخ منصور في خطبة صلاة العيد التي اقيمت في يافا، وخبر البعض أن العنوان كان في يافا، ولكن عندما شوركت الصورة في الفيسبوك بلغت ردود بصددها فوق 580 رد واغلبيتها ردود فعل صعبة وعنصرية.
لأن من شاركها في الفيسبوك كان هدفه أن يرى المواطن الاسرائيلي العادي أن الشيخ هناك شيخ من حماس ويرشد المصلين أن يأخذوا فؤوس والبدء في الحرب.
ولكننا نحن كنا مدركين أن هناك صلاة العيد وأكيد لم يكن هناك خطاب عنصري أو خطاب يحرض للعنف.
لكن من وضع هذه الصورة في الفيسبوك كان مدرك أنه سيفعل موجة تحريض صعبة ضد العرب في يافا، ومن رأى هذه المشاركة أيد الشيخ وملتحي وهناك كانت أعلام قاموا بتسميتهم أعلام حماس وطبعا ليكن التحريض أكبر وأكثر ضد عرب يافا خاصة والعرب عامة.
وفي نهاية المؤتمر أكد إغبارية ايمانه وتأييده ورؤيته الايجابية ان تصبح رؤيتنا جوهرية بذلك أن كل شخص أن يؤمن بتعدد الثقافات وتعدد الأديان، مثال على ذلك الاستماع الى أجراس الكنائس والاذان والاستماع لدخول السبت لدى اليهود.
وأنه من الرائع أن تكون انساناً مسامحاً وصبوراً، وتتقبل الجميع وكونك مواطن في مدينة مختلطة جميل أن تتعلم اللغة العربية واللغة العبرية وأن يكون الخيار لاي مدرسة يريد ان يتعلم أما عربية او عبرية ام مشتركة، ولا أن يختارون لي الملائم لي ولأولادي بأي مدرسة يريدون التعلم.
جدير بالذكر أن محاضرة اغبارية لاقت اعجاب جميع الحضور وأطروه على مضمونها وهدفها.
التعليقات