الأربعاء ، 2 جمادى الآخر ، 1446 - 04 ديسمبر 2024
|
|
YAFA
sms-tracking ارسل خبر

لماذا تظاهرنا اليوم في يافا؟! .. بقلم: هناء عموري

يافا 48 2022-09-06 19:45:00
 
بعد عشرات السنين من قتل مؤسسات التربية العربية في المدينة، بعد عشرات السنين من محي اللغة العربية وقدرة اهل البلد على تداولها، بعد عشرات السنين من تشويش هوية اهل المدينة الفلسطينيين، نواجه اليوم مرحلة جديدة. بعد ان تحدى اهالي المدينة القمع والتضييقات عليهم، بعد ان ثابرت الاهالي بقدراتها الذاتية ضد المنظومة والمؤسسة الحاكمة وبعد ان اصر الاهالي وحاربوا على تعليم اولادهم وحمايتهم من مسارات التضليل والتجهيل - نشأ اليوم جيل قوي وواع لا يقبل ان تهضم حقوقه. جيل مستعد ان يناضل من اجل مستقبل اولاده، كما ناضل اهله من اجله. ولكن اليوم امكانياتنا اكبر، ونعرف كيف نضغط على متخذي القرارات وكيف لا نسكت على السياسات الظالمة، لا نخاف ولا نهاب من مواجهتها وفضحها.
 
اهالي يافا العرب ينادون اليوم بحقهم باطر تعليمية عربية، تحفظ كرامتهم، تبني هويتهم وتتيح لابنائهم وبناتهم ان يبلغوا السماء ويحققو ذواتهم. 
 
في الواقع فقط نصف الطلاب العرب يتعلمون في اطر عربية بلدية في حين يتجه النصف الاخر للاطر اليهودية او المدارس الاهلية والخاصة. لماذا؟ لان كل منا يختار الافضل لاولاده من الاختيارات المتاحة امامه ولانه في وعي غالبية الناس المدارس البلدية العربية هي الاسوأ. وهذا لم يأتي من فراغ، بل اتى من اهمال استمر عشرات السنين ومن سياسات غير حكيمة وغير ملائمة ما زالت مستمرة حتى اليوم. يجب ان نوجه اللوم واصابع الاتهام للبلدية ولوزارة المعارف التي دمرت التعليم العربي واوصلته لما وصل اليه اليوم. اكبر واقوى بلدية في البلاد لا تستطيع ان توفر اطر تربوية عامة يؤمن الناس انها جيدة كفاية لاولادها. التغيير يبدأ في تغيير السياسات وفي تصحيح التمييز طويل السنين. 
 
برأيي يجب على البلدية ان تمول من ميزانيتها قوى بشرية مضاعفة للمدارس العربية لكي يحصل كل طفل على الماكسيموم الذي يستحقه من الاهتمام والتعليم.
 
يجب ان تقيم البلدية نويدات مجانية لتسمح للاهالي وخاصة للامهات ان ترسل اولادها لروضات عربية دون ان تدفع الاف الشواقل شهريا او ان تضطر ان تختار ان تكون عاطلة عن العمل.
 
يجب على البلدية ان تفتح اطر عربية في الاحياء التي انتقل اليها العرب رغما عنهم وبسبب الضائقة السكنية. حتى لو لم يكتمل عدد الطلاب المتسجلين لهذه الاطر، يجب انشائها ودعمها لان السياسة الحكيمة يجب ان ترى المستقبل وليس فقط الحاضر.
 
يجب على البلدية البدء بالحوار مع اهالي يافا العرب حول تعليم وتربية اولادهم ويجب ان تشغل مهنيين عرب في موقع اتخاذ القرارات، لكي يوجهوا ويصوبوا السياسات البلدية.
 
يجب على المؤسسات كلها ان تعترف بالواقع التعيس ولا تحاول تجميله باحصائيات كاذبة وانجازات وهمية.
 
يجب ان نتنظم كاهالي مع العاملين في حقل التربية لان هذا نضال طويل ويجب ان نقوده بحكمة وان نوجه انتقادنا ومطالبنا للعناوين الصحيحة.
 
اكتب هذا كأم وكناشطة اجتماعية في المدينة التي لم تستطع ان تسجل ابنها لروضة عربية بالرغم من رغبتي الشديدة في ذلك. واكتب وانا على علم انني سأقف امام خيار صعب جدا عندما يصل ابني للصف الاول - اريد الاحسن له ولا خيار جيد امامي. لا اريد الجيد فقط، بل لا اقل من الممتاز. هذا حق ابني ولن اتنازل عنه.
comment

التعليقات

5 تعليقات
إضافة تعليق

سعيد سطل (أبو سليمان) يافا

2022-09-12 03:34:12

اولا تحياتي للاخت هناء على هذا الوعي الثقافي الذي يبشّر بمستقبل واعد للتربية والتعليم في هذا البلد , والذي يدعو الى الارتياح والاطمئنان ان امثالك من الامهات المثقفات كُثُر في يافا ولله الحمد , انا ارى ان انجع طريقه لحل هذه القضية هي الحوار الواعي القائم على المعلومه الصحيحه ومقارعة الحجة بالحجة باسلوب حضاري هو الطريق الاصوب والامثل والاقصر لحل هذه القضيه , سدد الله خطاكم

إضافة رد

شيرين

2022-09-08 19:11:08

ليش مقدرتيش تسجليه بروضة عربية

إضافة رد

نرجس

2022-09-08 18:30:07

كلام سليم مئة بالمئة .

إضافة رد
load تحميل
comment

تعليقات Facebook