الفيلم الفلسطيني "يافا.. أم الغريب".. ذاكرة لا تنسى وبلاد لا تنتهي
يافا 48
2019-11-17 14:31:00
الفيلم التسجيلي الفلسطيني الطويل “يافا ،أم الغريب” لرائد دزدار ، هي تجربة لا يمكن تجاهلها، في مهرجان الاسكندرية السينمائي، إذ قدم فيلما عن المدينة الذاكرة والبلاد التي لا تنتهي رغم كل الهزائم، فهي تعيش في خلايا الذاكرة وفي نقطة الكفاح التي يحملها أي إنسان يؤمن بقضية.
فيلم “يافا، أم الغريب” ينقل من الذاكرة الكثير من التفاصيل عن المدينة التي شهدت أكبر موجة عنف صهيوني ضدها في عام 1948، وهو عام الهزيمة العربية على أرض فلسطين وإعلان إقامة الدولة الصهيونية على أكثر من ثلثي الأرض، وتهجير سكانها لتفريغ الأرض أمام الكيان الامبريالي الجديد الذي عليه أن يلعب دوره التاريخي في تفتيت هذه المنطقة وعدم توحدها لتأكيد استمرار استغلالها وانتهاك حقوق شعوبها الى لأطول فترة زمنية ممكنة، وذلك لصالح الرأسمال المالي العالمي بقيادة بريطانيا وفيما بعد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
الفيلم يستند في حواره إلى شخصيات كبيرة من أهالي يافا من الذين ولدوا وعاشوا سنواتهم الأولى، وبعضهم عاش سنين المراهقة، قبل وقوع النكبة الفلسطينية، وعند تصوير الفيلم كانوا بغالبيتهم يتجاوزون الثمانين من العمر، كما كانوا شهودا على هذه الأحداث إلى جانب أرشيف بريطاني مصور يعود إلى وقت الأحداث وكذلك صور وثائقية محددة ومعلومات تاريخية مهمة ومؤكدة.
ومن المعلومات التي أكدها الفيلم، تتعلق بوجود مدينة يافا قبل أكثر من أربعة آلاف عام حين بناها الكنعانيون باسم مدينة يافي والتي تعني باللغة الكنعانية “الجميلة” وشهدت كل أنواع الحروب عبر التاريخ حيث دخلتها جيوش الفراعنة واشور وبابل والحيثيين واليونانين والرومان وفيما بعد الدول الاسلامية المتعاقبة والصليبيين والمماليك والعثمانيين وصولا للاحتلال البريطاني لها بعد الحرب العالمية الاولى والتمهيد لاقامة الكيان الصهيوني على أرضها عام الـ 1948 بعد الحرب العالمية الثانية.
ويوضح الفيلم الكثير من الأحداث التي سبقت عام 1948 مشيرا إلى أن المدينة تعرضت لعدة موجات من التدمير وإعادة البناء، منذ حملة نابليون على بلاد الشام مرورا بما دمره البريطانيين في عام 1936 في محاولتها لتدمير روح المقاومة الفلسطينية التي تجلت في أطول إضراب وعصيان مدني شهده التاريخ، والمرافق لثورة الشيخ عز الدين القسام المسلحة ضد الوجود البريطاني والصهيوني على أرض فلسطين.
يشير الفيلم إلى أن يافا كانت العاصمة الاقتصادية لفلسطين وميناؤها هو الأساسي في تصدير واستيراد البضائع منها وإليها، وكانت تعتمد في تجارتها بشكل كبير على تجارة وتصدير البرتقال المعروف باسمها على صعيد العالم حيث كانت تصدر مئات الآلاف من الأطنان سنويا ويعيش ويرتبط في هذه السلعة التي تحقق دخلا أكثر من النفط حسب أحد المتحدثين في الفيلم عدة مهن من القطاف إلى التعليب إلى النقل وما يحتاج له البرتقال من خصوصية في التعليب والنقل.
كذلك نوّه إلى صناعة هياكل الحافلات ومصانع السكب والطباعة والنشر، حيث كانت يافا عاصمة للصحافة الفلسطينية ومن بينها أهم ثلاثة صحف فلسطين والدفاع والشعب مرتبة حسب الاهمية ودرجة الانتشار. إلى جانب انتشار دور السينما فيها في أكثر من حي.
التعليقات