ارتفاع معدلات الفقر في إسرائيل وسط تفاوت ملحوظ بين العرب (38.4%) واليهود (14%)

أظهر تقرير الفقر السنوي الصادر عن مؤسسة التأمين الوطني صورة قاتمة للواقع الاقتصادي والاجتماعي في إسرائيل لعام 2023. التقرير كشف أن معدلات الفقر في إسرائيل تُعد من الأعلى بين الدول المتقدمة، حيث يعيش قرابة مليوني شخص تحت خط الفقر، بينهم أكثر من 872 ألف طفل.

وبحسب التقرير، تُعد الفجوات الاجتماعية والاقتصادية بين العرب واليهود من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع الإسرائيلي. نسبة الفقر بين العائلات العربية وصلت إلى 38.4%، وهو رقم مرتفع جدًا مقارنة بالعائلات اليهودية غير المتدينة، التي بلغت النسبة فيها 14% فقط. كما يشير التقرير إلى أن نسبة الأفراد العرب الفقراء تمثل أكثر من 42% من إجمالي السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر، وهو ما يعادل ضعف نسبتهم من السكان الكليين في إسرائيل.

التحديات التي تواجه المجتمع العربي

التقرير سلط الضوء على التأثيرات السلبية لتفاقم أزمة المعيشة على المجتمع العربي بشكل خاص. ارتفاع تكاليف المعيشة، إلى جانب نقص الفرص الاقتصادية والتعليمية، يضع المجتمع العربي في وضع هش اقتصاديًا. ويُظهر التقرير أن العرب يواجهون تحديات مركبة، تتراوح بين ضعف الدعم الحكومي وعدم تكافؤ الفرص في مجالات العمل والتعليم، إضافة إلى تصاعد أزمة السكن.

كما بيّن التقرير أن العائلات العربية بحاجة إلى دخل شهري يبلغ 10,637 شيكل لتجاوز خط الفقر، وهو تحدٍ كبير في ظل تراجع الأجور وارتفاع معدلات البطالة في البلدات العربية.

أزمة هيكلية تتطلب حلولًا جذرية

جمعية "مبادرات إبراهيم" علّقت على التقرير، معتبرة أن هذه الأرقام تسلط الضوء على أزمة هيكلية تتطلب تدخلًا حكوميًا واسع النطاق. وأشارت الجمعية إلى أن التحديات التي يواجهها المجتمع العربي لا تتوقف عند الأرقام، بل تعكس واقعًا يوميًا من التمييز وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

وشدد التقرير على أن السياسات الحكومية الحالية غير كافية لمعالجة الفجوات، داعيًا إلى استثمارات أكبر في البنى التحتية والموارد الاقتصادية والتعليمية للمجتمع العربي، ومطالبًا بوضع حد للتمييز الهيكلي الذي يعمق هذه الفجوات.

خطوات مستقبلية

في ختام التقرير، أكد المسؤولون في مؤسسة التأمين الوطني أهمية توفير دعم مستدام للفئات الأكثر ضعفًا. كما حذّروا من أن استمرار الوضع الراهن سيؤدي إلى اتساع الفجوات الاقتصادية والاجتماعية بين العرب واليهود، مما يهدد استقرار المجتمع الإسرائيلي بأكمله.