أسعار اللحوم تشتعل مع اقتراب العيد

تشهد أسواق اللحوم في البلاد موجة غلاء حادة وغير مسبوقة، إذ ارتفعت الأسعار بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة، ما أثار مخاوف واسعة لدى أرباب الأسر، خصوصًا مع اقتراب عيد الأضحى الذي يحل بعد أقل من أسبوعين. ويُخشى أن يصل سعر كيلوغرام لحم الخروف إلى ما بين 180 و200 شيكل، في ظل استمرار هذا الارتفاع.

وقد رُصد تفاوت كبير في الأسعار بين متجر وآخر، حتى داخل البلدة الواحدة، إذ يصل الفرق أحيانًا إلى 50 شيكلًا للكيلوغرام. ففي بلدة كفر كنا بمنطقة الجليل، شمالي البلاد، وثّقت جولة ميدانية أُجريت يوم أمس السبت تفاوتًا ملحوظًا في أسعار لحم الخروف، حيث تراوحت الأسعار بين 120 و170 شيكلًا للكيلوغرام. وفي بعض البلدات العربية الأخرى، كمدينة شفاعمرو، تجاوزت الأسعار هذا النطاق.

ويعود هذا الارتفاع الحاد في أسعار اللحوم إلى جملة من العوامل، ليس على المستوى المحلي فقط، بل الإقليمي والدولي أيضًا. ومن أبرز الأسباب توقف استيراد الأغنام من أستراليا، التي تُعد من المصادر الرئيسية لإسرائيل، وذلك نتيجة الحظر البحري الذي تفرضه القوات اليمنية على السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية عبر مضيق باب المندب. وقد أدى هذا الحظر إلى تعطيل سلاسل التوريد وارتفاع تكلفة النقل بشكل كبير.

كما أسهمت الحرب الروسية – الأوكرانية في ارتفاع أسعار الأعلاف عالميًا، ما زاد من كلفة تربية المواشي. هذا بالإضافة إلى الإجراءات التنظيمية الإسرائيلية المشددة، مثل الضرائب المرتفعة المفروضة على استيراد الضأن، ومتطلبات "الحجر البيطري" (المعروف بـ"الكرنتينا")، الذي يطيل أمد وصول المواشي المستوردة إلى الأسواق، ويرفع تكلفتها النهائية.

وعند المقارنة الدولية، تظهر فجوة واضحة في الأسعار: ففي ألمانيا يتراوح سعر الكيلوغرام بين 29 و42 شيكلًا، وفي تركيا بين 21 و58 شيكلًا، وفي السعودية لا يتجاوز 23 شيكلًا، وفقًا لمنصات مختصة في الزراعة والتجارة الدولية. أما في الدنمارك، فيبلغ السعر في أقصاه 31 شيكلًا فقط. في المقابل، يبلغ متوسط سعر لحم الخروف في إسرائيل نحو 145 شيكلًا، أي ما يعادل خمسة إلى ستة أضعاف الأسعار في بعض تلك الدول.