الحرب مع إيران انتهت... وحرب الجريمة في مجتمعنا بلا هدنة

بينما وضعت الحرب الإقليمية مع إيران أوزارها، لا تزال حرب داخلية أكثر فتكًا تحصد أرواح العرب في الداخل الفلسطيني، وسط تجاهل رسمي وتقاعس متواصل من الشرطة الإسرائيلية. فقد ارتفعت حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ بداية العام 2025 إلى 124 قتيلاً، بينهم 9 نساء، وفقًا لمعطيات رسمية نُشرت اليوم.

ورغم الاستنفار الأمني الكبير الذي شهده الداخل خلال أيام المواجهة مع إيران، فان عدة حوادث اطلاق نار وقعت في مختلف القرى والبلدات العربية وأسفرت عن مقتل واصابة عدد من المواطنين العرب الذين باتوا يواجهون حربًا من نوع آخر داخل بلداتهم، عنوانها: الإجرام المنظم وغياب الردع.

وتُظهر الإحصاءات أن 105 من الضحايا سقطوا بإطلاق نار، و65 منهم في سن 30 عامًا أو أقل، فيما قُتل 8 آخرون على يد عناصر الشرطة، في ظاهرة مقلقة تشير إلى حجم العنف المتغلغل في كافة المستويات.

وفي الوقت الذي سارعت فيه الأجهزة الأمنية لاعتراض الصواريخ الإيرانية وتأمين الجبهة الداخلية، تُظهر الوقائع أن الدم العربي يظل مستباحًا، في ظل تواطؤ أجهزة الدولة مع منظمات الإجرام، وغياب أي خطة حكومية جدية للتصدي للعنف المتصاعد في المجتمع العربي.

وتقارن المعطيات مع ما سُجل في الفترة ذاتها من العام الماضي، حيث بلغ عدد الضحايا 91 شخصًا، ما يعكس تصاعدًا مستمرًا وخطيرًا. وكان العام 2024 قد شهد 221 جريمة قتل، مقارنة بـ222 ضحية في عام 2023.

ويحذّر ناشطون وقيادات عربية من أن استمرار هذا المسار دون تدخل حكومي فاعل سيقود إلى كارثة مجتمعية حقيقية تهدد أمن واستقرار البلدات العربية.