كعادتها كل صيف، بدأت أسراب كبيرة من قناديل البحر بالاقتراب من شواطئ البلاد، ما أدى بالفعل إلى تسجيل عشرات الحالات التي تطلبت علاجًا طبيًا بسبب لسعاتها، وأغلبها ناتج عن نوع يُعرف بـ"الخيطية المهاجرة". اللافت أن سمّ القناديل قد يُصيب حتى من لا يقترب منها مباشرة، إذ يمكن أن ينتقل عبر المياه لمسافات قصيرة.
هذا النوع الغازي من القناديل دخل إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس في سبعينيات القرن الماضي قادمًا من أفريقيا، ومنذ ذلك الحين أصبح مشهدًا مألوفًا في شواطئ البلاد. ووفقًا للبروفيسورة بيلا غليل من معهد بحوث البحار، فإن انتشار هذه القناديل مرتبط بتراجع أعداد مفترساتها الطبيعية، مثل السلاحف البحرية وأسماك القرش، نتيجة الصيد الجائر.
القناديل تمتلك مجسات طويلة تحتوي على مئات الإبر الدقيقة التي تطلق سمًّا قويًا عند ملامستها للجلد، مما يسبب ألمًا حادًا، حكة، واحمرارًا قد يستمر لعدة أيام، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى ردود فعل تحسسية خطيرة.
في الماضي، كان يُنصح باستخدام الخل أو حتى البول كعلاج أولي، إلا أن وزارة الصحة غيّرت هذا التوجيه بعد اكتشاف أن الخل قد يزيد الحالة سوءًا عند التعرّض لـ"الخيطية المهاجرة"، إذ يُحفّز إطلاق مزيد من السم من الخلايا اللاسعة. وهذا يختلف عن بعض أنواع القناديل الأخرى، مثل "قنديل الصندوق"، حيث للخل تأثير إيجابي مثبت.
اليوم، تنصح الجهات الصحية باتباع خطوات محددة في حال الإصابة:
1- إزالة المجسات الملتصقة بالجلد بلطف باستخدام جسم صلب جاف، مثل عصا أو بطاقة بلاستيكية.
2- غسل مكان الإصابة بماء نظيف – سواءً كان ماءً عذبًا أو من البحر بشرط خلوه من بقايا القنديل – ويفضّل أن يكون تحت تيار قوي لطرد بقايا السم.
3- في حال ظهور أعراض خطيرة مثل ضيق في التنفس، تورّم في الشفاه أو اللسان، أو تقيؤ متكرر، يجب التوجه فورًا إلى أقرب مركز طبي. قد يتطلب الأمر استخدام حقنة الإبينفرين (EpiPen) لمن لديهم حساسية معروفة.
أما في الحالات البسيطة، فيُوصى باستخدام مراهم مثل "فلامينال" أو "سيلفِيرول" لتخفيف الألم وتبريد الجلد ومنع العدوى. وإذا ظهرت بثور أو تصاعد الاحمرار بسرعة، ينبغي التوجّه إلى طبيب مختص، وقد تستدعي الحالة علاجًا إضافيًا أو دخول المستشفى.
مع تكرار هذا المشهد السنوي، تبقى الوقاية والوعي أفضل وسيلة لتجنّب المعاناة على الشاطئ.
يا جماعه ديروا بالكم على ولادكم...!
التعليقات