استمع لقصيدة "أَجِدَّكَ ما لِعَيْنِكَ لا تَنامُ" وهي إحدى القصائد الشهيرة التي رثا بها الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه نبيَّنا محمدًا صلى الله عليه وسلم بعد وفاته. تُعبّر هذه الأبيات عن الحزن العميق والأسى لفقدان النبي، وتُظهر مكانته العظيمة في قلوب المسلمين.
نص القصيدة:
أَجِدَّكَ ما لِعَيْنِكَ لا تَنامُ
كَأَنَّ جُفُونَها فيها كِلامُ
لِأَمْرِ مُصِيبَةٍ عَظُمَت وَجَلَّت
وَدَمْعُ الْعَيْنِ أَهْوَنُهُ انْسِجَامُ
فُجِعْنَا بِالنَّبِيِّ وَكَانَ فِينَا
إِمَامَ كَرَامَةٍ نِعْمَ الْإِمَامُ
وَكَانَ قِوَامَنَا وَالرَّأْسَ فِينَا
فَنَحْنُ الْيَوْمَ لَيْسَ لَنَا قِوَامُ
نَمُوجُ وَنَشْتَكِي مَا قَدْ لَقِينَا
وَيَشْكُو فَقْدَهُ الْبَلَدُ الْحَرَامُ
كَأَنَّ أُنُوفَنَا لَاقَيْنَ جَدَعًا
لِفَقْدِ مُحَمَّدٍ فِيهِ اصْطِلاَمُ
لِفَقْدِ أَغَرٍّ أَبِيضَ هَاشِمِيٍّ
تَمَامِ نُبُوَّةٍ وَبِهِ الْخِتَامُ
أَمِينٍ مُصْطَفًى لِلْخَيْرِ يَدْعُو
كَضَوْءِ الْبَدْرِ زَايَلَهُ الظَّلَامُ
سَأَتْبَعُ هَدْيَهُ مَا دُمْتُ حَيًّا
طَوَالَ الدَّهْرِ مَا سَجَعَ الْحَمَامُ
أَدِينُ بِدِينِهِ وَلِكُلِّ قَوْمٍ
تَرَاهُم مِن ذُؤَابَتِهِ نِظَامُ
فَقَدْنَا الْوَحْيَ مُذْ وَلَّيْتَ عَنَّا
وَوَدَّعَنَا مِنَ اللَّهِ الْكَلَامُ
سِوَى مَا قَدْ تَرَكْتَ لَنَا رَهِينًا
تَوَارَثَهُ الْقَرَاطِيسُ الْكِرَامُ
فَقَدْ وَرَّثْتَنَا مِيرَاثَ صِدْقٍ
عَلَيْكَ بِهِ التَّحِيَّةُ وَالسَّلاَمُ
مِنَ الرَّحْمَنِ فِي أَعْلَى جِنَانٍ
مِنَ الْفِرْدَوْسِ طَابَ بِهَا الْمَقَامُ
رَفِيقَ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ فِيهِ
وَمَا فِي مِثْلِ صُحْبَتِهِ نَدَامُ
وَإِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ فِيهِ
بِمَا صَلُّوا لِرَبِّهِمُوا وَصَامُوا
فَلَا تَبْعُد فَكُلُّ كَرِيمِ قَوْمٍ
سَيُدْرِكُهُ وَلَوْ كَرِهَ الْحِمَامُ
كَأَنَّ الْأَرْضَ بَعْدَكَ طَارَ فِيهَا
فَأَشْعَلَهَا بِسَاكِنِهَا ضِرَامُ
من الصعب حصر وإحصاء شعراء العربية الذين مدحوا محمدا رسول ال الله صلى الله عليه وسلم، ومن اشهرهم وأقدمهم الأعشى ميمون بن قيس الشاعر الجاهلي احد أصحاب المعلقات الذي نظم قصيدته الغراء التي مطلعها: "ألَمْ تَغتَمِضْ عَيناكَ لَيلَةَ أرْمَدَا" في مدح المصطفى وقد خرج للقائه واعتناق الإسلام على يده، ومن جملة ما يقول فيها: أَجِدَّكَ لمْ تَسْمَعْ وَصَاةَ مُحَمّدٍ* نَبيِّ الإلَهِ حِينَ أوْصَى وَأشْهَدَا اذا أنْتَ لمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى* وَلاقَيْتَ بَعْدَ المَوْتِ مَن قد تزَوَّدَا نَدِمْتَ على ألاَّ تَكُونَ كمِثْلِهِ* وأنكَ لمْ تُرْصِدْ لِمَا كانَ أَرْصَدَا
التعليقات