فتحت النيابة العامة في مدينة ميلانو الإيطالية تحقيقًا في قضية مروّعة تتعلق بادعاءات حول تنظيم ما عُرف بـ"سفاري بشرية" خلال حصار سراييفو في البوسنة بين عامي 1992 و1996.
وبحسب التحقيق، فإن أجانب من دول مختلفة، بينهم مواطنون من إيطاليا والولايات المتحدة وروسيا، شاركوا خلال الحرب في "رحلات صيد بشرية" نظّمها قنّاصة صرب من التلال المحيطة بسراييفو، حيث أُتيح لهؤلاء "السياح" إطلاق النار على مدنيين بوسنيين مقابل مبالغ مالية وصلت إلى عشرات آلاف الدولارات.
وأفادت التقارير أن أكثر من مئة شخص شاركوا في هذه "الرحلات"، التي كانت تُنظم في عطلات نهاية الأسبوع، وأن الأسعار كانت تختلف وفق "الهدف"، حيث وُصفت إصابة الأطفال بأنها "الأغلى ثمناً" في تلك الجرائم.
القضية أُعيدت إلى الواجهة بعد أن قدّم الصحفي الإيطالي إتسيو جيباتشاني شكوى رسمية إلى النيابة في ميلانو، تضمّنت شهادات ووثائق من 17 صفحة، أشار فيها إلى علاقة مباشرة بين السياح الأجانب والقناصة الصرب الذين شاركوا في حصار المدينة.
ويُعدّ هذا التحقيق الإيطالي أول إجراء قضائي واسع يُفتح رسميًا في هذه القضية بعد نحو ثلاثة عقود من انتهاء الحرب، إذ امتنعت السلطات البوسنية سابقًا عن إجراء تحقيقات معمّقة حول الموضوع رغم تداول شهادات عديدة منذ التسعينيات.
التعليقات