تزايد غير مسبوق في عدد المغادرين من إسرائيل: 200 ألف خلال عامين

تشهد إسرائيل موجة هجرة واسعة وغير مألوفة خلال العامين الماضيين، وفق معطيات نشرتها صحيفة ذي ماركر الاقتصادية، والتي تشير إلى مغادرة نحو 200 ألف شخص منذ تولي الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو مهامها، في ظل أجواء سياسية واجتماعية مضطربة.

وبحسب الأرقام التي تناولها التقرير، فإن معدل المغادرين وصل إلى نحو 6,016 شخصًا شهريًا منذ تشكيل الحكومة، أي ما يقارب الضعف مقارنة بمتوسط السنوات الأربع التي سبقت ذلك. كما بلغ صافي الهجرة السلبية— بعد خصم العائدين — حوالي 3,910 أشخاص شهريًا، وهو رقم يزيد بثلاثة أضعاف على المعدل السابق.

البيانات تشير إلى أن معظم من يغادرون هم من الشباب والشرائح الأكاديمية، مع تركّز واضح للهجرة في تل أبيب التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة المغادرين لتصل عام 2024 إلى 14%، مقابل 9.6% فقط في عام 2010.

في المقابل، تراجعت نسب الهجرة من القدس بشكل كبير، ما يعكس زيادة الاستقطاب بين المجتمعين الليبرالي والمحافظ داخل إسرائيل.

ورغم تصاعد هذه الظاهرة، لم تعقد الحكومة الإسرائيلية أي جلسة لمناقشة أسباب الهجرة المتزايدة، ولم تُطرح خطط أو برامج للحد من تفاقمها، وفق ما أكدته الصحيفة. ويرى محللون أن استمرار هذا الإهمال قد يفاقم الأزمة الديموغرافية، خصوصًا أن المغادرين ينتمون في الغالب إلى القوى العاملة الأكثر إنتاجية.

ويحذر التقرير من أن استمرار: الانقسام السياسي الحاد، وتآكل الثقة بالحكومة، وتداعيات الحرب الطويلة والأكثر تكلفة في تاريخ إسرائيل، ورفض إجراء تحقيق مستقل في أحداث 7 أكتوبر، كلها عوامل تُنذر بموجات هجرة أكبر خلال السنوات المقبلة، في وقت تواجه فيه إسرائيل تحديات داخلية وخارجية متزايدة.