انتهت انتخابات الهيئة الإسلامية المنتخبة للدورة السابعة عشرة، والأهم من كل ذلك يا سادة هي الثقة التي منحها أهالي يافا من جديد لهذه المؤسسة العريقة.
إنه حدثٌ كبير، لم يستوعب بعضنا حجمه بعد! من خلاله جدّد أهالي يافا ثقتهم الكبيرة مرة أخرى بالهيئة الإسلامية المنتخبة، مذعنة بعودة نضارة وجه يافا المشرق، وبعودة شرعية هذه المؤسسة العريقة لتضخ مياه العزة في نهرنا الهادر مجددًا، كأكبر مؤسسة تحظى بالتفاف واسع من جماهير متعطّشة للتغيير، في عملية انتخابات مباشرة قلّ نظيرها ومثيلها.
إن مشهد حضور ثلاثة آلاف ويزيد من الأهالي إلى مقر النادي الإسلامي لهو مشهد يدعو للفخر والاعتزاز. ولا يجوز أن يغيب عن فؤادكم أيها المرشحون، لأنكم وُكلتم حمل أمانة هذه المؤسسة لتقود قضايا المسلمين في يافا. إنها أمانة ثقيلة ما استطاعت الجبال أن تحملها، وستقومون أنتم بحملها، ولا يجوز التغافل عنها تحت أي ذريعة أو مسمى.
نطمح أن نتعالى جميعًا عن لغة مزّقت المجتمع أشدَّ تمزيق منذ سبع سنوات عجاف عاشتها المدينة في ظل موجة داخلية لئيمة، مزّقت، وشرّدت كفاءات المدينة، وخوّنت الشريف في نادينا لأنه اعترض، ورفعت من شأن السفيه والبذيء، يبلّغ عنا ويخطب فينا.
ومع دعوة التعالي، فإننا ندعو إلى احترام إرادة الجماهير المسلمة وما أفرزته الانتخابات، وأن نسعى بصدق ديننا إلى تحقيق مصلحة هذه المؤسسة ومصلحة المسلمين. واحترام إرادة المسلمين في يافا يعني أن تكون الإدارة القادمة قوية باستقلالية قراراتها، وأن لا تُطبخ القرارات في غرف خارج غرفة الإدارة التي انتخبها أهالي المدينة. وما عدا ذلك يقع في خانة خيانة تلك الجماهير التي حضرت يوم السبت (اليوم المهيب)، وخيانة المسلمين جريمة.
إننا نرى فرصة ذهبية بأن نطوي صفحة الماضي، ونراجع حساباتنا من جديد، ونتخلّص من عقدة التعصب المقيت الذي جلب لنا منطقًا سلبيًا وعقلاً مستقيلًا. باشروا في بناء مؤسسة الهيئة، ومأسسة عملها ليرتقي بمستوى الحدث الديموقراطي المهيب. ضعوا البرامج، ووسعوا دائرة الاستشارة، وفكّروا خارج الصندوق، وامضوا نحو ما يجمع القلوب، ودرء الضغائن ومرضى القلوب. سيروا نحو جمع القلوب، فجمع القلوب رحمة والفرقة عذاب.
العقل المستقيل:
مفهوم فلسفي طرحه محمد عابد الجابري، ويشير إلى العقل الذي توقف عن ممارسة وظيفته النقدية والإبداعية، واستسلم للتقليد والجمود الفكري. وهو حالة من "استقالة" فكرية يفضل فيها الفرد الاعتماد السلبي على الماضي بدلًا من ممارسة التفكير النقدي.
التعليقات