شاهد: مسجد يافا الكبير المحمودية والحلقة التاسعة من سلسلة معالم من بلدي

يبث موقع يافا 48 الحلقة التاسعة من سلسلته المميزة "معالم من بلدي كما لم ترها من قبل"، وخلال هذه الحلقة نأخذكم في جولة حول مسجد يافا الكبير "المحمودية" والذي يعتبر اكبر مسجد في مدينة يافا.

وخلال سلسلة معالم من بلدي اصطحبكم موقع يافا 48 بجولات حول ابرز معالم المدينة التاريخية كمسجد حسن بك وسبيل ابو نبوت وبرج الساعة ومحطة القطار وغيرها من الاماكن التاريخية، وسنقوم في الاسابيع المقبلة بنشر حلقات خاصة حول بقية معالم المدينة.

يشار الى ان الحلقات يتم تصويرها بالطائرة، بدقة وجودة تصوير 4K الأحدث عالمياً، وذلك بهدف التعرف على معالم المدينة وتذويت معاني الانتماء وتعزيز الثقافة والتواصل بين الفرد وتاريخه وحاضره.

نبذة عن مسجد يافا الكبير:

يُعتبر من أكبر مساجد يافا على الاطلاق وأوسعها رقعة وأعظمها بناء وأيسرها موقعا, وقد قيل انه ثالث مساجد فلسطين بعد المسجد الأقصى في القدس الشريف والمسجد الابراهيميّ في مدينة الخليل في الضفة الغربية – فلسطين. مسجد يافا الكبير يُعتبر نموذجا حيا على ابداع العمارة العثمانية المحلية والمتأثرة في بعض الأحيان بالعمارة العثمانية في اسطنبول. في هذه المقدمة نتناول الموقع, تاريخ الانشاء, أسماء أخرى للجامع, ووصفا عاما له.

- الموقع, تاريخ الانشاء, وأسماء أخرى للجامع:

يقع جامع يافا الكبير على شاطئ البحر الأبيض المتوسط على القسائم 1-4 حوض "70198" في مركز مدينة يافا وهو محاط بالشوارع العامة على جميع جوانبه وأشهرها شارع ميدان الساعة (4).

- تاريخ الانشاء:

انشأ المسجد محمد البيبي (5) في عام 1148هـ/1735م, وأوقف عليه أوقافا عديدة في سنة 1158هـ/1745م, وأوقف عليه أوقافا أخرى حفيده الشيخ حسن بيبي سنة 1868م (المحكمة الشرعية/القدس, سجل 216, وقفية محمد البيبي, ص: 52, 1158هـ).

أما الذي عمره وأضاف اليه البنيان والتوسعة فهو مير محمد آغا سلحشور المعروف بأبي نبوت (6) في سنة 1225هـ/1810م, وأوقف عليه أوقافا ضخمة في سنة 1812م (المحكمة الشرعية في القدس, سجل 295, ص: 155, 1227م).

-أسماء أخرى للجامع:

جامع أبي نبوت: نسبة للباني والمنشئ محمد مير آغا الشهير بأبي نبوت.

جامع المحمودية: نسبة لسبيل المحموديّ الذي أنشأه أبو نبوت أمام الجامع غربا.

الجامع الجديد: أطلق عليه هذا الاسم حتى يميز عن الجامع القديم.

جامع البلد: لأنه كان جامعا لأهل يافا في جميع مناسباتهم.

تُعتبر اللوحات الكتابية الرائعة الموجودة في الجامع وثائق أثرية هامة للتعرف على تاريخه ومرافقه ومدّة بنائه والاصلاحات والاضافات التي مرّ فيها المسجد خلال الفترات الماضية.

فمن خلال اللوحة الكتابية المثبتة على أعلى المدخل الجنوبيّ الغربيّ من المسجد والتي هي عبارة عن قطعة رخامية جاءت على شكل نصف دائريّ ارتفاعها 95م وعرضها 52م وقوامها ستة سطور يعلوها لفظ الجلالة, وانتهت السطور بزخرفة نباتية على شكل أوراق ثلاثية الشكل, وقد كُتبت بخط نسخي. ويحف هذه اللوحة من جانبيها بلاطتان رخاميتان تأخذان اللون الأحمر والأسود "الأبلق", وقد جاء في هذه اللوحة ما يدلل على تاريخ بدء البناء.

وأشارت الوقفيات الكثيرة والموجودة في المحكمة الشرعية في القدس الشريف الى تاريخ بناء الجامع والى الأوقاف التي أوقفت عليه. الوقفية الأولى مسجلة تحت اسم وقف الشيخ محمد بيبي الامام, والوقفية الثانية هي وقفية مير محمد آغا سلحشور والمؤرخة سنة: 1818م.

زخارف جامع يافا الكبير:

امتازت الأبنية الدينية في الفترة العثمانية وخاصة المساجد بالعديد من الزخارف الكتابية والهندسية والنباتية.

- الزخارف الكتابية في جامع يافا الكبير:

انتشرت في معظم أنحاء الجامع وخاصة عند المدخل الرئيسي الجنوبي والمدخل الشرقي وعلى واجهة السبيل, وفي الرواق الشمالي. وقد ظهرت هذه الزخارف بأنواع متعددة تمثلت في الكتابات الأثرية التأسيسية, كالوحة الرخامية البيضاء التي جاءت على نصف هلال وعلقت فوق المدخل الجنوبيّ. كما وظهرت الكتابات القرآنية فوق المحاريب, وكتابات كذلك فوق المدخل الى قبة الجامع وعلى واجهة السبيل.

- الزخارف الهندسية في جامع يافا الكبير:

أما الزخارف الهندسية فقد استخدمت منذ القدم وقد عُرفت في جميع الحضارات القديمة. وقد تأثرت الزخارف الهندسية في جامع يافا الكبير على واجهة السبيل (العقود النصف دائرية وقد قُسمت الواجهة الى مقاطع مربعة الشكل) وقد وزعت الكتابات فيها توزيعا هندسيا رائعا وفريدا من نوعه (القوس المدمج). هذه الواجهة شبيهة بواجهات الأسبلة العثمانية في القدس وعكا.

- الزخارف النباتية في جامع يافا الكبير:

نجد أنّ هذا النوع أو الطراز موجود على مدخل المنبر وعلى جوانبه وعلى واجهة السبيل بشكل ملحوظ. ثمّ أننا نلاحظ أنّ في الجامع عناصر زخرفية جديدة ممزوجة بعناصر قديمة, ورسمت بأسلوب تقليدي على بوابة المدخل الرئيسيّ وعلى كرسيّ الخطيب وعلى ألأعمدة في السبيل, وهذا ما أطلق عليه بالطراز المهجن أو الركوكو(7). كما وأنّ هناك زخارف نباتية على الخشب وجدت على واجهة المحراب والمدخل, وهي عبارة عن مزهرية تفرعت منها أشكال نباتية مختلفة وكذلك على التيجان المقلوبة.

الطغـــراء أو (الطرة):

تُعتبر الطغراء واحدة من الصرر الزخرفية للكتابة العربية التي تفنن فيها الخطاط العثمانيّ تفننا يبعث على الدهشة والاعجاب. ففي اللغة العربية يُطلق عليه باسم: "التوقيع".

هناك العديد من الطغراوات الجميلة والضخمة في جامع يافا الكبير, جاءت موزعة في الجامع. فمنها ما جاء على واجهة السبيل ومنها ما جاء على مدخل الجامع وعلى الواجهات الداخلية لقبلة الجامع وهي: 4 طغراوات.