تعزو بلدية تل أبيب سبب إغلاق المدارس في يافا بدعوى تراجع أعداد المواليد في المدينة. فالأزواج الشابة عقيمة - لا تلد...! "فلا حاجة لكل تلك المقدّرات من قبل البلدية على أشباه مدارس !، وبالطبع فإن الإمكانية السانحة في ضمّ الطلاب في إطار واحد هي الإمكانية الأكثر انسجاماً مع المعطيات المتوفرة، لذلك سنبقي على مدرسة أجيال الابتدائية ومدرسة حسن عرفة الابتدائية كمدارس متنامية الأعداد، وبالتالي لا حاجة لبقيّة المدارس - لأنها فتات" انتهى.
أما المعطيات التي وصلتنا تفيد عكس ذلك تماماً، فأعداد الطلاب المسجلين في المدارس والروضات العربية الحكومية تفيد أن أعداد طلاب يافا في تزايد مستمر. لكن لماذا ترى البلديّة عكس هذه النتائج؟!.
تنفّذ البلدية خطة محكمة في دمج طلاب يافا العرب في المدارس اليهوديّة. ربما يكون الدافع إلى ذلك حاجة في نفس رئيس البلدية، عله يستدرك حالة الفوضى والمحسوبيّات التي عصفت وما زالت في مكتب مديريّة التعليم التابعة له. أو تنفيذ أجندةً سياسيةً في انصهار الهويّة اليافيّة العربيّة في المجتمع الإسرائيليّ (התבוללות)، تماشياً مع سياسات الدولة الرامية إلى دمج العرب وانصهارهم في الماكينة الاسرائيلية، محواً للهويّة والتاريخ. والقرائن وكافة تحركات البلدية وعكاكيزها في هذا المضمار تؤكد أننا أمام مراحل متقدمة في تقليص عدد المؤسسات العربية في المدينة وأسرّلة المجتمع، والامثلة أكثر من أن نحصيها، لكننا سنجتهد في إحصاء أبرزها: -
1. من الطبيعي أن يتراجع أعداد الطلاب في مدرسة الزهراء الابتدائية "التاريخيّة" ... أليست البلدية نفسها التي أنشأت على بعد أمتار منها "مدرستين ابتدائيتين بشارع شفطي إسرائيل: (متعددة الثقافات -דו לשונית)، ومدرسة (קהילה דמוקרטית)؟ أليس من الطبيعي أن تستقطب إليها طلاباً عرباً؟.
2. من الطبيعي أن يتراجع أعداد طلاب مدرسة الزهراء الإبتدائيّة ... أليست البلديّة نفسها من سمحت لعشرات الطلاب أن يتم استيعابهم في مدرسة حسن عرفة وأجيال على حساب مدرسة الزهراء والأخوة بفعل توجيهات مديري بعض المدارس للأهالي والضغط على البلديّة في بداية السنة الدراسيّة؟، وذلك رغم سياسات البلدية الرامية إلى تسجيل الطلاب وفق معيار منطقة سكن الطالب (רישום אזורי).
3. من الطبيعي أن يتراجع أعداد الطلاب العرب في مدارس يافا الابتدائية عامّة ... أليست البلدية نفسها من سرّبت أفكاراً سلبيّة عن مجمل مدارس يافا عبر عكاكيزها على مدار سنوات تتلوها سنوات؟!.
4. من الطبيعي ان يتراجع أعداد الطلاب العرب في المدراس العربية بيافا عامّة ... أليست البلدية نفسها من زعزعت الثقة بين الأهل وبين إدارات المدارس الابتدائية، فتحولت عيون الأهل لتسجيل أبنائهم إلى المدارس التبشيرية؟ كمدرسة مار ميخائيل الأرثوذكسية والراهبات والفرير وغيرها؟.
5. من الطبيعي أن يتراجع أعداد الطلاب العرب في المدارس العربية في يافا ... أليست البلدية نفسها التي سمحت لطلاب يافا العرب من الطائفة المسيحية تحديداً ان يلتحقوا في المدارس اليهودية في تل أبيب كمدارس (חשמונאים/אליאנס/עירוני ט/עירוני ד/ עירוני א/ גימנסיה/טבע/עירוני ז وغيرها)؟!. حتى فرغت المدارس التبشيريّة من طلاب يافا المسيحيين، ليحل مكانهم طلاب المدارس الحكومية الابتدائية ممن لا يثقون بالمدارس الحكومية أصلا!، نفسها بلدية تل أبيب خلقت حالة فيها تسرّب أكثر من 30% من طلاب يافا الى المدارس التبشيرية التي استوعبت برحابة صدر معظم الطلاب من المدارس الحكومية الابتدائية.
6. من الطبيعي أن يتراجع تعداد الطلاب العرب في مدارس يافا عامة ... أليست البلدية نفسها من ساهمت في توسيع وتطوير المدارس اليهودية في يافا؟، بل وطورتها وافتتحت فيها أقساما حيويّة لا توُجد مثلها في المدارس العربيّة؟ (عيروني ز والديموقراطيّة وغيرها) وبالتالي استقطبت الكثير من الطلاب العرب إليها. بينما أبقت على تخصصات فاشلة لا تعني شيئا للطالب العربي؟.
7. في الجدول المرفق نفهم أن تعداد الأطفال الملتحقين في الروضات عام 2019 هو الأعلى (822 طفل) ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من ذلك عام 2020. وهذا طبعا في الروضات الإلزامية والتحضيرية العربيّة عدا عن أعداد الطلاب العرب الروضات اليهودية !.
نفسها بلدية تل أبيب وسياسة مديريّة التربية والتعليم التابعة لها هي التي اصطنعت هذه المتغيرات وهذه الحالة من منطلقات قوميّة وأيدلوجيّة محضة... ولو شاءت زيادة أعداد الطلاب في المدارس العربية أو عدم إغلاق مدرسة الزهراء لفعلتها بجرّة قلم، ومنعت تسرب مئات الطلاب اليافيين إلى المدارس اليهوديّة في تل أبيب أو المدارس الأهليّة الخاصة، لكنها أرادت عازمةً خلق أزمة تعليميّة تدفع الأهالي ومع قلّة المدارس وشحّ التخصصات إلى تسجيل أبنائهم في مدارس تل أبيب ترسيخاً لمفهوم الانصهار والذوبان للشخصيّة الفلسطينية والقضاء على المدارس العربيّة للتخلص منها. وتبقي المدينة في دوامة تفقد فيها هويتها، وإلا بأي منطق يمكن ان نفهم إغلاق مدرسة تاريخيّة مثل الزهراء وغيرها؟.
إنها ساعة موقف تاريخيّ يحتم علينا التصدي لمشروع تهويد الهويّة العربيّة في يافا، والتصدي لعكاكيز البلدية ممن لا باع لهم ولا رصيد مهنيّ ولا توكيل جماهيريّ..!.
يتبع ....
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]