بعد أيام ستهبط علينا قناعات البلدية هبوط القرارات المحسومة، وسيحاول البعض الترويج لتلك القناعات على أساس أنها في مصلحة التعليم بيافا! وسيتم تسويق تلك القرارات على أنها إنجازات زيدٍ أو عمرو. وستمضي يافا بملفها هذا الثقيل لتكون في مواجهة أخرى مع من سيحمل همّ البلدية وهي تسعى وبكل القوة إغلاق مدرسة ابتدائية ومدرسة صناعية! ولسان حالهم ولسان كل المخدوعين يقول أن هذه المدارس فاشلة، ولم تكن سوى عالة علينا وعلى التحصيل العلميّ، وإغلاقها هو الحل الأنسب فالوضع لا يحتمل، ولا وقت لدينا لنضيعه فالهبوط اضطرارياً !...
صراع على الهوية:
البلدية ومن يقف على رأسها وعلى مدار30 عاماً تتحمل هذه النتائج المخزيّة للتعليم بيافا لأنها هي التي أوصلتنا من خلال قناعاتها إلى طريقٍ مسدود وجعلتنا ندور كما يدور الحمار في الرحى، مُودعة مستقبل المدينة التعليميّ بيد من ليسوا بأهلٍ لحمل هذه الأمانة. وها هي الأيام تمر بسرعة وقد نسي البعض الكثير من الأحداث التي تحاول البلدية مرة أخرى تكرارها كلما سنحت الفرصة وطالما هناك عكاكيز.
- أليست البلدية نفسها التي أغلقت مدرسة الورود العلاجيّة (בית ספר לחינוך מיוחד) وحرمت مئات الطلاب العرب بيافا من حقهم الأساس؟ وقد حظيت بدعم بعض مديري المدارس مع شديد الأسف؟ وبعد 20 عاماً فهمت البلدية خطأها، وها هي اليوم تتعهد بفتح مدرسة للتعليم الخاص. بعد تغيّرت الوجوه، ومضى طلابنا المظلومين دون رعاية أو أطر مناسبة حتى تخرّجوا يجرّون معهم جرم البلدية وعبثية قراراتها. وجاء من بني جلدتنا من يدعم قراراتها هذه من جديد، مؤكدين صورة العبثيّة التي أوصلتنا إليها هذه البلدية وبأبهى صورها !.
- البلدية ومديريّة التربية والتعليم كانت على دراية كاملة وتامة بما يحدث من غشٍ في امتحانات البجروت، ومن تدني التحصيل الابتدائي؟ والشواهد على ذلك كثيرة بل كانت تصلها التقارير تلو التقارير حول مستوى الطلاب في الابتدائيات وصعوبة التعامل معهم لانهم دون المستوى المطلوب للمرحلة. وأن بعضهم بحاجة إلى تشخيص وأطر خاصة. فماذا صنعت مديريّة التربية والتعليم حيال كل هذه المعلومات التي وصلتها من بعض مديري الإعداديات؟ وماذا صنعت حيال نتائج الميتساف في اللغة الإنجليزية والعربية والعلوم؟، هل يتصوّر عاقل أن معدل طلاب إحدى المدارس وصل باللغة الإنجليزية إلىى 10 % وعلى مدار 7 سنوات دون أن تحرك مديريّة التعليم في البلدية ساكناً. هذه هي العبثية !.
- هل تذكرون يوم كان تحصيل يافا في نتائج البجروت 0 استحقاق عام 1990؟ فماذا صنعت البلدية حينها؟!! غيّرت إدارة تلك المدرسة وضخّت الميزانيات وأخذت تراقبها يوما بيوم، حتى أحدثت ثورة تعليمية وحالة منقطعة النظير في المنظور التعليمي في المدينة. ومع مرور السنوات تراجع دور البلدية في دعم تلك المدرسة. ويعدو السبب إلى موقف مديرها وسياساته ورؤيته تجاه قضايا يافا. فأخذت البلدية ورئيسها تحديدا تنكّل بهذا المدير على مرمى ومسمع من كل الجهات المعنيّة بما في ذلك مديري المدارس المختلفة. فيما أبقت المؤسسات التعليمية دون مراقبة ودون مسائلة إزاء قضايا تسرّب طلاب المدارس وتراجع تحصيلهم. ولم تبالي إزاء تراجع نتائج طلاب الابتدائيات أيضاً، وهذه هذه العبثيّة.
- تؤكد كافة التقارير التي وصلتنا أن نتائج طلاب مدرسة الزهراء الابتدائية كانت هي الأعلى، إذا ما قورنت مع باقي المدارس في محيطها. خاصة بالرياضيات، اللغة الانجليزية والعلوم. ويؤكد على ذلك نتائج امتحان "ميلا" ونتائج امتحانات "المسح الصفي" لطلاب السادس الملتحقين بالإعداديات. ومع هذا عزمت البلدية على إغلاقها بدعاوى واهية بدلاً من دعمها ودعم طاقمها وتوفير كافة الإمكانات للحفاظ على هذا النجاح. ألا يدعو المنطق السليم إلى مساندة نجاح هذه المدرسة وتوسّعها؟! ومع هذا آثرت البلدية إغلاق تلك المدرسة. وهذه هي العبثية.
- إليكم بعض الأرقام :
- 2898 طالب عربي في المدارس الحكومية (عدا طلاب المدارس الصناعية).
- 857 طالب عربي في المدارس اليهودية بينهم:
- 203 طالب عربي من ذوي العسر التعليمي في المدارس اليهودية.
- 266 طالب عربي في المدارس الابتدائية اليهوديّة.
- 293 طالب عربي في المدارس فوق الابتدائية بمدارس يهودية.
- 95 طالب عربي في المدارس الصناعية اليهوديّة.
قولوا بربكم لماذا لم تحاول البلدية مع هذه الأرقام التي سردناها آنفاً انقاذ مدرسة الزهراء الابتدائية من خطر الاغلاق. ولو أرادت لفعلت ذلك بجرّة قلم، تماماً كما تفعل في هذه الأيام من تعيين للمديرين واجراءات أخرى بجرّة قلم.
مخطئ من ظنّ يوماً أن للثعلب ديناً.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]