في مثل هذا اليوم، التاسع عشر من ابريل عام 1948، بدأت عصابة الارغون في مهاجمة حي المنشية في مدينة يافا بقصف مدفعي كثيف وتفجير للسيارات المفخخة في الحي، وشنت الهجوم الثاني في 24 من نيسان ونجحت في فصل حي المنشية عن مدينة يافا، واستمر القصف وقتلت المئات من الأطفال والنساء والرجال العرب في الحي، وساعدت عصابة الهاغاناه والارغون في الهجوم على يافا، وقامت بهجوم كاسح على القرى الفلسطينية شمال وجنوب يافا، وطبق الارهابيون اليهود نفس اساليبهم التي استخدموها في حيفا ودير ياسين خلال المجازر المعروفة، مما ادخل الخوف والهلع في قلوب سكانها المدنيين والذين فروا من المدينة للنجاة بأرواحهم.
وعارضت اللجنة القومية في يافا بشدة مغادرة المدينة لكن التدمير والإبادة الجماعية والسيارات المفخخة وأخبار مجازر دير ياسين وعين زيتون وقرية بلد الشيخ كانت من الأسباب الأساسية في نجاح المخطط اليهودي بترحيل الفلسطينيين من يافا وسلمة ويازور وبيت دجن والعباسية.
وأكد يوسف هيكل، رئيس بلدية يافا آنذاك للصحفي الأميركي "كينيث بيلبي" أن جرائم الإبادة هي التي دفعت بالكثير من المدنيين للهرب لأن أفراد الأرغون قد ذبحوا المئات من الرجال والنساء في حي المنشية، ووقعت أعمال نهب وسلب كثيرة، ففي بادئ الأمر سرق أفراد العصابات محلات يافا من الثياب وأدوات الزينة لتقديمها إلى صديقاتهم وزوجاتهم. ثم تطورت أعمال السلب والنهب إلى الأثاث والسجاد والأواني الخزفية واللوحات. واشترك سكان تل أبيب في عمليات السلب والنهب والتدمير. واعترف بن غوريون أن اليهود من مختلف الطبقات تدفقوا إلى يافا من تل أبيب كي يشاركوا بما أسماه المشهد "المخزي والمفجع".
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]