أفادت مصادر مطلعة أن مئات المعلمين من ذوي الكفاءات العالية تركوا سلك التربية والتعليم في البلاد، فضلا عن قيام نحو 5 ألاف معلم بتقديم طلبات استراحة عمل (חל"ת)، الأمر الذي من شأنه اثارة الكثير من التخوفات بشأن مصير الإصلاحات التي تقوم على تنفيذها وزارة التربية والتعليم وجدواها في رفع مستوى التعليم.
وجاءت هذه المعطيات في تصريح جريء لسكرتيرة نقابة المعلمين "الهستدروت" في البلاد "يافا بن دافيد"، التي قالت "نحن نلمس تركاً جماعياً لعاملين في جهاز التعليم، بشكل يعرض افتتاح العام الدراسي القادم للخطر، وعلينا وقف ذلك قبل ان ينهار جهاز التعليم!".
وأعلنت نقابة المعلمين عن نزاع عمل قد يُهدد افتتاح العام الدراسي المقبل، وقالت بن دافيد في رسالة وجهتهما الى جمهور المعلمين "بسبب طريقة تصرف موظفي وزارة الداخلية في المفاوضات بيننا وبينهم ومع تغاضيهم المتواصل عن الازمة في جهاز التعليم، وجدت نفسي مضطرة للإعلان عن نزاع عمل. رغم محاولاتنا دفع المفاوضات الى الامام والتوصل لاتفاق من شأنه تحسين اجور المعلمين، الا اننا نواجه تكاسلا متعمدا من قبل وزارة المالية".
وفي ذات الشأن اعتبر متابعون أن عدم وجود أفق واضح للمسيرة التعليمية نتيجة الرؤية الجديدة لوزارة المعارف، والغاء البجروت وجعلها امتحانات داخلية في المدارس، من شأنه إثارة الكثير من علامات الاستفهام حول نزاهة ونجاعة تلك الإصلاحات والتي ستنعكس على نقاء العملية التعليمية. فضلا عن تدني الأجور، وكثرة التغييرات والتجديدات جعلت كل سلك التربية والتعليم في البلاد أمام منعطف خطير، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مطالب الوزارة في مزيد من توظيف المعلمين لنقص حاد طرأ نتيجة ترك مئات الكوادر المهنية لهذا المجال مما دفع مديري المدارس والمفتشين الى توظيف معلمين من غير مؤهلين ومن خارج التخصص.
وتشير التوقعات أن الضغوطات التي ستجريها نقابة المعلمين للحصول على علاوة في الأجور لن تكون كافية لإصلاح الأوضاع في سلك التعليم، ولن تضمن عودة السلك الى مساره الصحيح، وأن هذه المعطيات كان من شأنها ايقاظ الحكومة، إلا أنها لم تحظ حتى اللحظة بأذان صاغية لدى صناع القرار.
ويرى مراقبون ان اجتماع كافة العناصر المذكورة (تدني الأجور/ هروب الكافات المهنية/ ومطالبة الاف المعلمين الخروج إلى إجازة عمل/ مصداقية الإصلاحات الوزارية الأخيرة وتدني الدافعية للتعلم..) قد اجتمعت معا في جهاز يعاني من تعاسة النتائج وصعوبة في نهوض التحصيل، وهي أمور كفيلة لمزيد من تدني المستوى التعليمي.
بامكانكم ارسال مواد إلى العنوان : [email protected]